في العشرين من عمرها، أصبحت أسماء حمزاوي أصغر وأبزر سفيرات فن "كناوة" العريق، زعيمة فرقة "بنات تومبوكتـو".

الصويرة: ورثت حمزاوي شغفها بموسيقى "كناوة" من والدها "لمعلم" رشيد حمزاوي، حيث تعلمت، في سن مبكرة، العزف على آلة "الكمبري"، ورافقت والدها في الحفلات والمهرجانات؛ قبل أن تصير، منذ 2012، على رأس مجموعتها الخاصة، "بنات تومبوكتو"، التي لا تزال مخلصة إلى حد كبير للتقاليد على مستوى الأسلوب وكذا الموضوعات التي تتناولها: بعد المسافة، المعاناة، ذاكرة أفريقيا الحاضرة في كل مكان.

تدريجيًا، كسبت أسماء وفرقتها جمهـورًا متزايدًا، حتى دخلت ضمن برمجة "مهرجان كناوة وموسيقى العالم"، بالصويرة، في 2017. وهــو حدث ليس عرضيًَا، لأن عدد العازفات على آلة "الكمبري" ما زال محدودًا جدًا، في المغرب وعبر العالم. حيث تفرض التقاليد على النساء عدم العزف في الاحتفالات، ليقتصر الأمر على الحياة الخاصة، كما هي الحال في كثير من الأحيان، بالنسبة إلى زوجات "لمعلمين".

هكذا، صارت أسماء حمزاوي استثناء وسط مشهد فني غارق في التقاليد، هي التي تعود، بمناسبة دورة 2018 لمهرجان "كناوة"، لتخوض تجربة مزج فني، بنكهة أفريقية خالصة، مع الفنانة المالية المتميزة فاتوماتا دياوارا: لقاء رائع ومزج نسوي يجمع فنانتين موسيقيتين متميزتين وموهوبتين، تشتركان في الإبداع والأصالة، ولديهما حب التراث الفني الأفريقي المشترك، تقودان المعركة نفسها، وتمتلكان الشجاعة وروح التحدي: العمل على استدامة الثقافة الكناوية العريقة بلمسة شخصية، وتحدي التقاليد والعقليات بالعزف على "الكمبري"، وهي آلة لا تزال تعتبر ذكورية، بالنسبة إلى أسماء حمزاوي، والمحافظة على التراث الأفريقي بالاستلهام من غناء واسولو العريق، والغناء رغـم الحظر المفروض عــلى ممارسة الموسيقى من قبل الإسلاميين في شمال مالي، مسقط رأسها، بالنسبة إلى فاتوماتا دياوارا.