يتمتع تطبيق تيك توك بشعبية واسعة بين الشباب حول العالم.

لكن التطبيق الذي تمتلكه شركة صينية يواجه مشاكل منذ سنوات بسبب المخاوف الأمنية، المتعلقة ببيانات المستخدمين، وروابط الشركة المالكة بالحكومة الصينية.

ويناقش الساسة الأميركيون قوانين جديدة تضع ضغوطاً شديدة على الشركة الصينية لبيع التطبيق، وانتقد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب هذه القوانين المقترحة، رغم أنه كان يدعم حظر التطبيق في فترات سابقة.

كيف اكتسب تيك توك شعبيته؟

التطبيق يتسم بإمكانية معالجة المقاطع المصورة بيسر، ويسمح للمشتركين ببثها مثل يوتيوب.

ويمكن أن تمتد هذه المقاطع من 3 ثوان إلى 3 دقائق، ويسمح التطبيق للمستخدمين بتعديل المقاطع بوسائل سهلة، واستخدام محسنات الصورة، والمؤثرات البصرية والموسيقى.

ويعد أبرز تطبيق يجتذب الشباب، حيث يقومون ببث الرقصات، وتقليد المطربين.

يمكّن تيك توك لقطاع من المستخدمين أن يقوموا ببث حي على التطبيق وذلك حسب مقر إقامتهم، كما يمكنهم دعم الآخرين بهدايا رقمية على المنصة.

ويسمح متجر تيك توك على الإنترنت للمستخدمين بشراء منتجات عدة بينها منتجات تظهر في مقاطع مصورة على التطبيق.

ويتصدر تيك توك التطبيقات التي يتم تحميلها على الهواتف النقالة منذ عام 2019.

ودخل التطبيق في منافسة مع إنستغرام للوصول إلى صدارة التطبيقات التي يتم تحميلها سنويا، منذ العام الماضي، وذلك حسب بيانات "سنسور تاور" منصة رقابة تحميل التطبيقات وأدائها على منصات التواصل الاجتماعي.

وتمتلك شركة بايت دانس الصينية التطبيق منذ تأسيسها عام 2012.

والشركة التي يقع مقرها الرئيسي في العاصمة الصينية بكين، مسجلة في جزر كايمان، ولديها مقرات في عدة دول أوروبية.

وتمتلك الشركة أيضا برنامج لتحرير مقاطع الفيديو، وهو كاب كات، كما تمتلك العديد من التطبيقات الرقمية، المتاحة فقط في الصين، وعلى رأسها تطبيق دوين، وهو نسخة صينية من تيك توك.

ويشغل رجل الأعمال السنغافوري، شو زي تشو منصب المدير التنفيذي للمنصة، رغم أن بعض المحللين يعتقدون أن مؤسس الشركة تشانغ يي مينغ يقوم باتخاذ الكثير من القرارات بنفسه.

كيف يعمل تيك توك؟

الخوارزميات هي عقل تطبيق تيك توك، وهي التي تحدد أي محتوى يتم منعه وأي محتوى يتم تمريره ونشره، ويصل إلى مستخدمين معينين بناء على تاريخ مشاهداتهم السابقة.

ويعرض التطبيق على المتابعين 3 حزم من مقاطع الفيديو، بينها ما يتعلق بمتابعات الأصدقاء، وما يتعلق بالمتابع نفسه.

وتتضمن هذه الحزم مقاطع تابعها الأصدقاء، ومتابعيهم، والشخصيات التي اختاروا متابعتها، أما حزمة المقاطع التي تسمى "لأجلك" فتضم مقاطع يختارها التطبيق.

وبمرور الوقت تحولت هذه الحزمة إلى الهدف الرئيسي لغالبية المستخدمين، الساعين إلى مشاهدة محتوى جديد، وهو ما سمح لأصحاب المحتوى بالحصول على ملايين المشاهدات.

لماذا يثير تيك توك الجدل؟

يشعر الساسة، حول العالم بالقلق بسبب أن مالك التطبيق شركة صينية، وذلك رغم المحاولات المتكررة لإقناعهم بأن التطبيق يتمتع بأمان شديد.

ويجمع التطبيق بيانات المستخدمين بشكل طبيعي مثل العديد من التطبيقات الأخرى، لكنه يتعرض لانتقادات بسبب كم البيانات التي يجمعها، والطريقة التي يعالج بها هذه البيانات.

ويخشى الساسة الغربيون من وقوع هذه البيانات في أيدي الحكومة الصينية، وهو الأمر الذي تنفيه شركة بايت دانس وتطبيق تيك توك.

وفي عام 2022، اكتشفت صحفية بريطانية أنها كانت عرضة للتتبع والمراقبة عبر حسابها على تطبيق تيك توك.

وفي العام التالي قامت عدة مؤسسات أوروبية، وبريطانية، وأمريكية، من بينها البرلمان الاوروبي، والبيت الأبيض بمنع موظفيها من استخدام التطبيق على هواتفهم التي يصحبونها إلى مقرات العمل.

وعمل التطبيق لسنوات على وضع مسافة بينه وبين الحكومة الصينية، والشركة المالكة، في محاولة لطمأنة الجهات المصدرة للقوانين في الغرب، عبر مبادرات مثل "مشروع كلوفر" لإطلاع هذه الجهات على كيفية تخزين بيانات المستخدمين الغربيين.

هل يمكن أن تحظر الولايات المتحدة تيك توك؟

تقدم أعضاء من الحزبين الديمقراطي، والجمهوري في الكونغرس الأمريكي بتعديلات قانونية، لمنع الشركات المملوكة لجهات أجنبية.

ولو تم تمرير التعديلات سيكون على شركة بايت دانس المالكة لتطبيق تيك توك، أن تبيعه خلال 6 أشهر أو مواجهة الحظر من الوجود على متاجر التطبيقات، ومنصات الإنترنت، في الولايات المتحدة.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه سيوقع التعديل القانوني لو وصل إلى مكتبه بعد إقراره في الكونغرس.

ويأتي ذلك بعد سلسلة من الجهود المتواصلة في الإدارات السابقة لمواجهة التطبيق، بسبب المخاوف على الأمن القومي.

حاول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حظر التطبيق خلال فترة ولايته، عام 2020، لكنه فشل.

لكن ترامب الذي يسعى للحصول على تذكرة الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة عن الحزب الجمهوري، انتقد التعديل القانوني المطروح حاليا في الكونغرس، وقال إن حظر تيك توك سيفيد تطبيق فيسبوك بشكل غير عادل.