أظهر تقرير بيئي مناطق التلوث في العالم وهي المناطق ذات الكثافةالسكانية في عدة دول.

نهى احمد من سان خوسيه: اثارت الصور التي رافقت تقرير أحد مؤسسات البحوث في شؤون التلوث في العالم القلق الشديد، فهي تظهر البقاع التي تعتبر من الاكثر تلوثا وهي لا تتواجد في مناطق مهجورة بل سكنية وكثافة السكان فيها عالية.

المناطق السكنية الاكثر تلوثا في العالم

فحسب التقرير الذي وضعته مؤسسة بلاك سميث الاميريكة في فلوريدا في الاماكن التي توجد فيها اعلى نسبة من الرصاص والغازات الاكثر سموما المختلطة بمياه الشرب لا يكتب للناس الساكنين هناك الحياة الطويلة، ومعدل الاعمار قصير جدا، لذا تحاول المؤسسة محاربة هذه الظواهر منذ عام 1999 باظهارها الاماكن الملوثة فوق كوكبنا هذا.

ويشير التقرير الى ان تلوث البيئة وبالتحديد مياه الينابيع والانهر والبحيرات في العالم يسبب اصابة حوالي مليار انسان بامراض مختلفة وتصل نسبة الوفيات في البلدان النامية الى عشرين في المائة، وخُمس هذا المناطق توجد في بلدان الاتحاد السوفياتي سابقا، لذا وضعت على قائمة البلدان العشرة الاكثر تلوثا في العالم.

وحسب جدول المنظمة فان تسرشينسك في روسيا من اكثر البلدان تلوثا ان مياهها او انهارها او بعض المناطق السكنية فيها، حيث تختلط براميل المواد السامة المتروكة الى جانب الانهر التي يشرب منها الناس،ما يسبب بالاصابة بامراض غير عادية وبالتالي فان متوسط الاعمار للرجال هناك لا يتعدى ال42 وللنساء ال47 سنة.

وفي جنوب روسيا حيث كان يتدرب الجيش الروسي زمن الحرب الباردة توجد كميات مخيفة من المواد الخطيرة كمادة السارين وفي اكس ولفيسيت ولا تهدد فقط حياة السكان هناك، بل الحقت الاذى بالبيئة ما جعل التربة غير صالحة للزراعة، والمحصلة الاولى لذلك هي موت الاف الاسماك بسبب تسمم مياه الانهر. وفي منطقة نورلسك الروسية تسبب ثرواتها الطبيعية التي لا يمكنها ان تعيش من دونها بموت الانسان والحيوان. فاستخراج النيكل والنحاس وكوبالت والرصاص والسيلان يتم بشكل بدائي، كما ترمى النفيات في المناطق السكينة دون حرج.

ولم تتحرك الحكومة في البيرو حتى الان لمواجهة مخاطر المواد السامة التي ترميها المصانع في الانهر في بلدة
لا اورويا. فالتحليلات مخبرية اكدت على احتواء مياه الشرب على مواد خطيرة جدا مثل الزنك والنحاس والرصاص، والاكثر عرضة للخطر هم الحوامل والاطفال الذي يلعبون الى جانب الانهار.

وفي بلدة هاينا بجمهورية الدومينيكانا في المحيط الهاديء اختلط الدم بالرصاص الذي ترميه المصانع في الانهار والمناطق المهجورة كما يقول بعض خبراء البيئة، وهذا سبب تشهويها للاطفال والحق اضرار كبيرة في العيون، كما ظهرت عوارض غير عادية لدى بعض السكان. ونفس الشيء ينطبق على كبوي ثاني اكبر المدن في زامبيا، حيث يسكنها 250 الف نسممة ويزداد التلوث فيها نتيجة النفايات من الرصاص ومادة كادمنيوم الشديدة الخطورة على حياة الانسان التي ترميها المناجم ويموت سنويا اكثر من الف شخص نتيجة لذلك عدا التشويه الخلقي لدى الاطفال.

وتحدث التقرير عن سكان بلدة لانفين في الصين حيث يتنشق سكانها يوميا كميات كبيرة من السموم بسبب المصانع.
وفي ميلو سو في قرقيستان تعوم نفايات اليورانيوم والسيونيد في مناطق غير بعيدة عن السكان، ففي هذه المدينة يعيش حوالي 23 الف نسمة والان اقترح البنك الدولي مساعدة الحكومة لازالة هذه النفايات الخطيرة.

وفي الهند وبالتحديد في رانيبات القى مصنع للمواد الكيمائية النفايات في مكبات تقع في مناطق سكنية، ومع ان الحكومة امرت باغلاقه عام 1996لكنها لم تنظف محيطه من النفايات التي وتقدر ب1،5 مليون طن من الكروم وغيره ما سبب تلوث المياه الجوفية وتهديد حياة 3،5 مليون شخص.