نفى المركز الوطني للأرصاد الجوية الإماراتية تعرض الدولة لإعصار كيلا بعدما تناقل السكان معلومات عبر مواقع التواصل الإجتماعي والهواتف حول تأثير خطير للإعصار على مناطق كثيرة في الإمارات. لكن حذر المركز من ارتياد البحر خلال فترة العيد بسبب ارتفاع الأمواج.


نفى المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في دولة الإمارات المعلومات التي تمّ تداولها أمس بشأن تعرض المنطقة الشرقية للدولة لإعصار quot;كيلاquot; سيضرب خليج عمان بعد عدة ساعات قادما من بحر العرب ومناطق سلطنة عمان التي تتعرض للإعصار الآن. وذكرت المعلومات والتحذيرات التي تم تناقلها بين سكان دولة الإمارات عبر أجهزة quot;بلاك بيري وآيفونquot; ومواقع التواصل الاجتماعي quot;تويتر وفيسبوكquot; أن تأثير الإعصار سيكون كبيرا وخطيرا على مناطق كثيرة في الدولة خاصة في الإمارات الشمالية مثل الفجيرة ومدينة كلباء ودبا وخورفكان.

وفي المقابل، اعتبر مركز الأرصاد الجوية أن تلك المعلومات والتحذيرات هي مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة، مؤكدا أن المنطقة لن تتعرض لهذا الإعصار. ولكنه يتوقع تأثر الدولة خلال عطلة quot;عيد الأضحى المباركquot; بحالة من عدم الاستقرار الجوي مصحوبة ببعض الأمطار المتفرقة تتراوح شدتها ما بين الخفيفة والمتوسطة والغزيرة على مناطق متفرقة من الدولة، فضلا عن انخفاض في درجات الحرارة ووقوع اضطراب شديد للبحر. وحذّر من ارتياد البحر خلال فترة quot;العيدquot; تحديدا خاصة في الساحل الشرقي للدولة (الخليج العربي)، بسبب اضطراب البحر وارتفاع الأمواج.

كما نفى مركز الأرصاد الجوية الإماراتي المعلومات الأخرى التي تم تداولها عبر موقع أميركي للأرصاد الجوية الذي توقع quot;هطول أمطار غزيرة جدا وسيول اليوم وصباح غد في كل من الفجيرة ورأس الخيمة وأم القيوين والشارقة ودبي وعجمان، وأن الإعصار quot;كيلاquot; يزداد قوة ويصل الى الدرجة الخامسة، حيث تعتبر أقصى درجةquot;، مطالبا السكان بأخذ الحيطة والحذر الشديد والاستعداد لذلك.

وأعلن مركز الأرصاد الجوية أن تقلب الطقس الذي تشهده الإمارات حاليا ناتج من منخفض جوي قادم من غرب الهند، وتقدم في اتجاه بحر العرب، وحتى السواحل العمانية متحولا في سلطنة عمان إلى عاصفة مدارية خلفت قتلى وخسائر مادية كبيرة في السلطنة.

وبيّن المركز أن تأثير هذا الإعصار quot;كيلاquot; يظهر في تكوّن السحب المصاحبة له وتحولها نتيجة وجود الجبال في المنطقة الشرقية إلى سحب ركامية، ما يؤدي إلى تزايد فرص سقوط الأمطار على مناطق متفرقة من الدولة، إضافة إلى اضطراب البحر وزيادة سرعة الرياح.

ودعا مركز الأرصاد السائقين إلى ضرورة الالتزام بقواعد السير والمرور، والقيادة بحذر والتخفيف من سرعة المركبة والالتزام بالسرعات المحددة على الطرقات الداخلية والخارجية، والتأني أثناء المنعطفات وخلال المرور عند التقاطعات لاحتمال تشكل الضباب الكثيف أثناء هطول الأمطار وهبوب الرياح، تجنبا للحوادث. ودعا إلى التعامل بحكمة مع الظواهر الجوية المتقلبة والظروف الجوية السيئة التي تؤدي إلى انخفاض الرؤية وضعف عامل الاحتكاك بين الطريق وإطار المركبة والذي ينتج منه انزلاق المركبة والحاجة إلى مسافة أكبر للوقوف نتيجة عدم الانتباه، أو عدم ترك مسافة كافية بين مقدمة السيارة والمركبة التي أمامها، وشدد المركز على ضرورة إيقاف المركبة بعيدا عن خط سير المركبات في حال تشكل تلك الأجواء تفاديا للحوادث المرورية.

وتوقع المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل الإماراتي أن يسود الدولة اليوم طقس غائم جزئياً بوجه عام، خاصة على المناطق الشرقية والجنوبية، التي قد يتخللها بعض السحب الركامية، والرياح معتدلة السرعة بوجه عام نشطة أحيانا، خاصة فوق البحر والمناطق الغربية المكشوفة، وقد تكون مثيرة للغبار والأتربة غربا، والبحر مضطرب، يصبح متوسط الموج ليلا. وتزداد الرطوبة النسبية على بعض المناطق الداخلية والساحلية في ساعات الليل وصباح السبت الباكر.

كما يتوقع المركز أن يستمر الطقس الغائم جزئيا بوجه عام على الدولة غدا السبت وبعد غد الأحد quot;يوم عيد الأضحى المباركquot;، بحيث تزداد السحب على المناطق الشرقية والجنوبية والغربية بعد الظهر ثم تزداد مساءً وليلا، ويحتمل تكوّن بعض السحب الركامية على بعض تلك المناطق مع فرصة لسقوط بعض الامطار، وتكون رياح خفيفة إلى معتدلة السرعة بوجه عام تنشط أحيانا وتصل سرعة الرياح إلى 40 كم/ساعة، وقد تكون مثيرة لبعض الغبار أحيانا على المناطق الغربية المكشوفة، وتزداد الرطوبة النسبية على بعض المناطق خاصة الغربية مع صباح الأحد. ويستمر اضطراب البحر بوجة عام.

وتتراوح درجات الحرارة في السواحل والجزر بين 28 الى 34 درجة مئوية، أما المناطق الداخلية والجبلية فقد تصل من 34 إلى 37 درجة مئوية.

وعلمت quot;إيلافquot; أن أجهزة الدولة المختصة بمواجهة الأزمات والكوارث قد أعلنت حالة الطوارئ القصوى في كافة المناطق القريبة من سواحل الدولة والتي من المحتمل تأثرها بالإعصار المداري quot;كيلاquot; حال تعرضه للدولة، كما توجهت quot;فرق الإنقاذ الإماراتيquot; إلى المناطق التي قد تكون أكثر تعرضا للإعصار حال قدومه والتعامل مع أي طارئ.

وفي سياق متصل، أكدت سفارة الإمارات في العاصمة العمانية مسقط أنه لا توجد أية إصابات بين مواطني الدولة هناك جراء حالة عدم الاستقرار في الأحوال الجوية التي تشهدها السلطنة حاليا، وأوضحت السفارة أن الأمطار حاصرت عددا من مواطني الدولة كانوا يستقلون 15 سيارة في طريقهم إلى اليمن عبر سلطنة عمان وتوقفوا لساعات ثم أكملوا سيرهم بعد انقطاع الأمطار، وأنه تم التواصل معهم حتى وصلوا إلى اليمن بسلام.

ونتيجة لإعصار quot;كيلاquot; لقي 11 شخصا في سلطنة عمان مصرعهم، إضافة إلى إصابة 200 ووقوع خسائر مادية فادحة تزيد عن 50 مليون دولار حتى الآن جراء الفيضانات والسيول التي تضرب عددا من محافظات السلطنة، نتيجة المنخفض الجوي الذي تشهده حاليا ومنذ ثلاثة أيام والذي تحول من عاصفة مدارية إلى إعصار يسمى quot;كيلاquot;. كما أدى الإعصار إلى إجلاء عشرات المرضى من المستشفيات بواسطة طائرات هليكوبتر. وذكرت الأرصاد العمانية أن خطورة الإعصار قد تنتهي غدا السبت.

إعصارا quot;فيتquot; وquot;غونوquot;

إعصار quot;فيتquot; العام الماضي

وتجدر الإشارة إلى أن السواحل الشرقية لدولة الإمارات كانت قد تأثرت في الرابع من شهر حزيران (يونيو) العام الماضي 2010 بإعصار quot;فيتquot; المداري الذي كان قد وصل إلى السواحل العمانية في بداية شهر حزيران (يونيو) 2010 مصحوبا بأمطار غزيرة، ما حمل السلطات العمانية على إجلاء 6000 شخص هم سكان جزيرة مصيرة quot;جنوب مسقطquot; وبعض المناطق الساحلية.

وقامت وزارة الداخلية الإماراتية في ذلك الوقت بإغلاق كورنيش الفجيرة احترازا ومنعت ارتياده لتجنب أي مخاطر قد تنجم عن تداعيات الإعصار. وتأثرت منطقة كلباء بالفعل بالإعصار نتيجة انخفاضها عن مستوى سطح البحر حيث ارتفع مستوى الموج إلى درجة عالية وتجاوز 12 قدما. كما غمرت مياه الأمطار حديقة الكورنيش، والمناطق المجاورة لها في إمارة الفجيرة وتكونت تجمعات مائية في مناطق عدة.

وتسبب إعصار quot;فيتquot; الذي ضرب سواحل باكستان بوقوع 10 قتلى وتشرد الآلاف عندما تسبب الإعصار الاستوائي بحدوث أمطار غزيرة وفيضانات في سواحل باكستان.

وفي الشهر نفسه من عام 2007 تعرضت بعض مناطق دولة الإمارات لخسائر مادية كبيرة نتيجة مرور إعصار quot;غونوquot; في المنطقة في ذلك الوقت.