ابتكر اتحاد السياحة الالماني فكرة لتمضية إجازة حيادية للمناخ، اي لا تتسبب في انبعاث غاز ثاني اكسيد الفحم، أهم ما فيها بيع أسهم للغابة بسعر رمزي.

اعتدال سلامه من برلين: عند الحديث عن حماية البيئة والطبيعة لا يصعب للمرء العثور على كتب لانها وفيرة، لكن القليل منها تناول التوجه الجديد حاليا وهو السياحة الخضراء، احد الكتب تحدث عن هذا النوع مع تقديمه شرحا لجوانب كثيرة منها وتحديد اهم المناطق لها، منها ولاية بافاربا وشمال ولاية مكلنبورغ فوربومرن.

ففي مكلرلنبورغ فوربومرن الولاية التي يصل طول ساحلها على بحر البلطيق الى 1900 كلم، قام اتحاد السياحة الالماني بتطوير مشروع فريد للمنطقة، بحيث يمكن للسياح تمضية اجازة حيادية للمناخ، اي لا تتسبب في انبعاث غاز ثاني اكسيد الفحم، اهم ما فيه: بيع اسهم للغابة. و تقوم الفكرة على مساهمة السياح في قيام اول غابة مناخية المانية، وذلك من خلال شرائهم رمزيا شجرة في الغابة، فمن يشتري احد اسهم الغابة بقيمة عشرة يورو، يمكنه ان يزرع شجرة، تقوم بتعديل او تحييد كمية الغاز العادم التي تتسبب بها كحد متوسط اسرة مؤلفة من اربعة اشخاص في اجازة لمدة اسبوعين. اما عملية زرع الاشجار فيمكن للزائر ان يساهم فيها شخصيا ويزرع بالتالي الشجرة التي تبرع بها على شكل سهم، وقد تم حتى اليوم بيع اكثر من عشرة الاف سهم من اجل زرع ست غابات مناخية تصل مساحتها الاجمالية الى 7,5 هكتار.

وهذا الانقلاب في التفكير والاتجاه نحو القيام برحلة صديقة للبيئة او ما تسمى اليوم الرحلات الخضراء، طال ايضا شركات سياحة وفنادق في المانيا، ودور الريادة هنا يشغله فندق فيلدبيرغرهوف في منطقة الغابة السوداء، وهواول فندق لحماية المناخ من التلوث تهتم ادارته بالاستخدام الرشيد للطاقة والماء ايضا. وقد عمدت تدريجيا الى تجهيز كامل البناء باجهزة منحفضة الاستهلاك للطاقة، منها استبدال التدفئة القديمة بالمازوت بمحطة تدفئة حديثة.

وبناء على هذه الاستراتجية تمكنت ولاية مكلنبورغ فوربومرن من توفير ما بين ال600 و700 طن من غاز ثاني اكسيد الفحم، اضافة الى حوالي 300 الف ليتر من زيت التدفئة.

طريق اخر سلكته شركة القطارات الالمانية quot; دويتشه بانquot; فمن خلال عرضها الخاصquot; الطبيعة هدف الرحلةquot; تقوم بنقل المسافرين الى 17 منتزه قومي الماني، تتوفر فيه محميات طبيعية منتشرة من البحر الضحل في الشمال وحتى مناطق جبال الالب في الجنوب. وبالتعاون مع اتحادات البيئة الكبيرة مثل اتحادي نابو وبوند توزع شركة القطارات الالمانية الدعاية للرحلات الخضراء عن طريق منشورات لطرق الدراجات والسير في مناطق المحميات.

مثال اخر جيد للاجازة الخضراء هو ما تعتمده شركة فيابونو، فمنذ عام 2001 وبمبادرة من الوزارة الاتحادية لشؤون البيئة ومكتب البيئة الاتحادي، تم جمع حوالي 350 فندقا وشقة للاجازة ومجمعات مؤتمرات ومناطق مخيمات وبيوت شباب ومطاعم ومنتزهات طبيعية ومناطق سياحية في المانيا للمساهمة في بناء الرحلات المستدامة.

وفي quot; منتدى السفر بشكل مختلفquot; وبدء نشاطاته منذ قرابة عامين، تمكن من ضم 140 شركة سياحية للسير في طريق السياحة المستدامة، وبالتعاون مع شركة اتموسفير في برلين يعرض هذا المنتدى خلال معرض بورصة السياحية العالمي الذي يقام سنويا في العاصمة الالمانية على الزوار والمسافرين افكارا عن كيفية تخفيض كميات الغاز العادم التي يتسببون بها خلال رحلاتهم الجوية. والنقود المتحصلة من quot; شهادة المناخquot; التي يحصل عليها كل زائر يتم استثمارها في مشاريع لانتاج الطاقة في الدول النامية. ومنذ تاسيسها بداية عام 2009 يشارك في المبادرة المستدامة الجديدة quot; فوتوريوسquot;، اكبر شركات سياحية المانية مثل توو وتوماس كوك، سواء في اعادة تشجير غابات في سيريلانكا او دعم طاقة الرياح في تركيا، اضافة الى 14 مشروعا لحماية الطبيعة والبيئة في مختلف انحاء العالم.

ومن اهم الفنادق التي تتوفر فيها الاقامة الخضراء، الفندق البيئي تسويلنرودا في مناطق تورينغن الالمانية، فمنذ قدوم الزائر يتم احتساب ما يخلفه من كمية غاز ثاني اكسيد الفحم، بما فيها السفر الى الفندق والعودة الى المنزل والاقامة والتحركات، ومن يريد المساهمة في حماية المناخ، يمكنه تقديم الدعم المالي لمحطة تعمل بطاقة الرياح في الهند او لمشروع اعادة تشجير في اوغنده وبالتالي تعديل وتحييد كمية الغاز العادم، ولقد حصل هذا الفندق على عدة جوائز كافضل فندق للمؤتمرات في المانيا لانه يغطي معظم احتياجاته للكهرباء من طاقة المياه.