تنتشر ظاهرة حرق اطارات السيارات في مصر دون أي مراعاة للبيئة وماتسببه من أخطار.


صلاح سليمان من ميونيخ:
يواجه قرار الحكومة المصرية باستيراد قطع المطاط ونفايات الاطارات لاستخدامها كبديل للغاز والوقود في افران المصانع الكبري التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة مقاومة شديدة من قبل انصار البيئة والمحافطين عليها في مصر، خاصة وان أخطار حرق مثل تلك النفايات المطاطية يسبب أضرارا بيئية كبيرة لا تتوقف علي البيئة فقط إنما تضر ايضا بصحة الإنسان وتصيبه بالأمراض المختلفة مثل الربو والسرطان وتأخر النمو والوفاة المبكرة.

يتسبب حرق الاطارات بأضرار كبيرة للبيئة والانسان

من المعروف ان نفايات الاطارات التي غالبا ما يكون مصدرها اطارات السيارت المستهلكة القديمة يدخل في تركيبها الكيماوي ً مواد أولية بتروكيميائية وكربون ومواد كيماوية عضوية مثل الستايرين وهو أحد مشتقات البنزين كذلك البويتادين الذي يصّنف علي انه واحد من اشد المواد المسرطنة حيث يؤدي احتراق تلك المواد الي انبعاث الغازات السامة الي عنان السماء وهذا الإنبعاث ينتج عنه زيادة فى المركبات العضوية المتطايرة ومركبات الديوكسين والفيوران، بالإضافة إلى أكاسيد الكربون وهى كلها تسبب الاختناق والتسمم وتزيد من ظاهرة الإحتباس الحراري، كما يؤدي تصاعد أكاسيد الكبريت الي السماء في تحويل الأمطار الي امطار حامضية. اما من الناحية الطبية فإن المواد البترولية التي تدخل في تركيب المطاط فإنها تكون سبباً كافياً في تهديد البشر بالأمراض الصدرية والحساسية، كذلك فإنها ايضاً تؤدي الي الإصابة بالسرطان.

ان واجب الحذر مطلوب في ظل عدم الإهتمام بالسلامة الأمنية في المصانع المصرية التي تستخدم موادا خطيرة في صناعتها،إذ ان ذلك يعد تهديدا صريحا ومباشرا للبيئة وصحة المواطنيين علي السواء في مصر، فقد حذرت دراسة علمية مصرية من خطر مركبات الرصاص المستخدمة في صناعات عديدة على الإنسان وخصوصا الأطفال، أما المنتجات المطاطية فلا تتوقف الخطورة فقط علي حرقها كمخلفات إنما ايضا علي انتاجها وتصنيعها إذ تؤثر الأبخرة المتصاعدة لا سيما الرصاص الناتج من صناعة المطاط والبطاريات والكابلات الكهربائية ومواسير المياه وكابلات الهاتف وسبائك حروف الطباعة وثقالات شباك الصيد وفي اللحام والجلفنة والطلاء الكهربي والأحبار والدباغة تؤثر تأثيرا مباشرا علي صحة الإنسان ذلك ان كمية الرصاص التي تدخل الجسم عن طريق الاستنشاق تصل في مفعولها الي مئة ضعف الكمية التي تدخل عن طريق الجهاز الهضمي، ويتراكم الرصاص في الرئة وتلتهمه كريات الدم البيضاء ثم يسري مع تيار الدم إلى جميع أجزاء الجسم على شكل فوسفات الرصاص.

من أخطار استنشاق الرصاص ايضا انه يترسب في العظام ويسبب آلاما رهيبة. كما يلعب الرصاص ومركباته دورا خطيرا في خلايا الجسم حيث يوقف عملية التنفس ويتلف أنسجة الكبد والكلى والرئتين، كما أن أنسجة المخ تتأثر بشكل كبير بمركبات الرصاص، وهو الأمر الذي يؤدي إلى إصابة المخ والرئتين بالرشح وتنتاب المصاب إثر ذلك نوبات من الأرق والغثيان كما يصاب بالأنيميا وبطء النبض وسرعة التنفس وفقد الشهية وعدم القدرة على التركيز. يصيب الرصاص ايضا الشباب بالعصبية والانفعال والتوتر والغضب والاضطراب وارتفاع ضغط الدم مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب وتكسير كريات الدم الحمراء، وهو الأمر الذي يتطلب الحد من استخدام هذه المواد كما أن التعرض لعنصر الرصاص أو مركباته يؤدي كذلك إلى حدوث آثار مدمرة على الكثير من أجهزة الجسم مثل الجهاز العصبي والدوري والتناسلي والبولي. أما في الأطفال فإننا نجد ان زيادة تركيز الرصاص في الدم تؤدي إلى حدوث خلل واضح في نظم نقل الإشارات العصبية، وهو الأمر الذي يفسر تأثير الرصاص على الأداء الذهني خاصة بالنسبة للأطفال، حيث وجد ان هناك علاقة بين انخفاض مستوى الذكاء والأداء العقلي عند الأطفال والتعرض للتلوث بالرصاص.

بقي ان نعرف ان موطن المطاط الأصلي هو أمريكا الجنوبية حيث أستخدمه سكانها المحليون في صناعة كرات ذات خواص ارتداد فائقة وهذه هى الصورة التى عرف بها كولومبوس المطاط، قبل أن تصبح مادة لها استخدامات تجارية فى أوروبا وامريكا، ويبلغ اجمالى الأنتاج السنوى فى العالم من المطاط الطبيعى حوالي مليوني طن سنوياً.