بتخوف سكان الاسكندرية المصرية من قرب اختفاء شواطئها بسبب ظاهرة النحر التي تأكل مقترباتها.

فتحي الشيخ من القاهرة: كشف تقرير صادر عن معهد بحوث الشواطيئ بالإسكندرية ان هناك خطرا داهما تتعرض له شواطئ عروس البحر المتوسط المدينة التاريخية quot;الإسكندريةquot;، التي اسسها الإسكندر الاكبر سنة 331 قبل الميلاد، يتمثل هذا الخطر في النحر، الذي اصبح يهدد كورنيش الإسكندرية بالاختفاء خلال فترة زمنية تتراوح بين 50 و80 عاماً فقط، ذلك الكورنيش الذي انشيء اول اجزائه في القرن الثامن عشر على يد الخديوي اسماعيل.

شاطيء الاسكندرية

النحر بشواطئ أكبر المدن الساحلية بمصر، يمثل هاجسا مرعبا بالنسبة لمواطني المدينة ومريديها أن تختفي الشواطئ التي بها حفرت ذكرياتهم و يزداد هذا الهاجس عند المختصين مع الدراسات التي تتحدث عن فقدان المدينة 20% على الاقل من مساحته بسبب التغيرات المناخية، وان كل شواطئ المدينة سوف تختفي في غضون الخمسين عاما المقبلة.

أحمد ابو المجد، أحد اهالي منطقة سان استيفانو بالإسكندرية - ستيني العمر- يؤكد لإيلاف أن شواطئ المدينة تأكلت بفعل البحر قائلا: كان هناك بلاجات يصل عرض شواطئها لخمسين متر، اصبحت لا تتعدي الان العشرة امتار، وفي النوت بالشتاء حيث الامواج تكون عالية اصبحت مياه البحر تصل للشارع حيث تمر السيارات، وها دعا المهندس ياسرعبد الغني رئيس جمعية حماية الحياة البرية ليحذر من خطورة النحر قائلا: ظاهرة النحر تعد من أخطر الظواهر الطبيعية على الشواطئ،خاصة ان هناك دراسات تشير إلى أن معدل النحر تجاوز 2 سنتيمتر شهرياً فى معظم شواطئ الإسكندرية خاصة فى الميناء الشرقى والمندرة وسان ستيفانو وستانلى مشيرا إلى انه في حالة استمرار النحر بهذه المعدلات قد يختفي الكورنيش في خلال 50 أو 80 سنة، ويضيف عبد الغني ان منطقة تضم شواطئ كليوباترا‮ raquo;‬حتي الشاطبي‮laquo; ‬علي إمتداد‮ ‬3‮ ‬الاف متر‮ معرضة للخطر بسبب ظاهرة النحر، ‬مشيراً‮ ‬الي ان هذه المنطقة فقدت شواطئها بعد توسعة الكورنيش وحمايتها‮ ‬بالكتل الخرسانية، وهناك مناطق آخرى أكثر عرضة للخطر مثل المنطقة الثانية، التي تقع بين سان ستيفانو إلى المحروسة على إمتداد‮ ‬1500‮ ‬متر وهناك منطقة اخرى فقدت نصف شواطئها تقريبا بسبب النحر وتوسعة الكورنيش، وهي المنطقة بين بير مسعود وسيدي بشر والمحروسة على إمتداد‮ ‬3‮ ‬الاف متر‮، ويشير عبد الغني إلى ان المحافظة تستعين سنويا بآلاف الأطنان من الرمال لعمل شواطئ صناعية بعد تآكل الشواطئ، وهو ما يصفه ابو المجد بالحل غير المجدي، قائلا: quot;هناك أهمال من المسؤولينquot; وهو ما يبرره بأن الموضوع لا يحتاج اكثر من quot;تدبيشquot; حدود الشواطئ وعمل جزر اصطناعية للحد من آثار هذه الظاهرة.

لايمثل النحر التهديد الوحيد لشواطيء الاسكندرية كما يؤكد تقرير صادر عن جهاز شؤون البيئة المصري بعنوان quot;مصر والتغيرات المناخيةquot;، بل ان هناك ارتفاعا متوقعا لسطح البحر من نصف متر إلى متر وانه في حالة حدوث ارتفاع نصف متر لسطح البحر، وفي حالة حالة عدم القيام بأى اجراء حماية للمناطق الساحلية المنخفضة عن سطح البحر أو سد للمنافذ المؤدية اليها، سوف تفقد جميع الشواطئ السياحية ما عدا جزئين صغيرين من شاطئ جليم والشاطبى، وبالتالى فقدان العائد الاقتصادى والسياحى، وتفقد ايضا المحافظة 90% من الاراضي الزراعية بالمحافظة و65% من المناطق الصناعية، وخلص التقرير إلى أن أنسب الحلول فى الوقت الحالى، هو التغذية الصناعية الدورية للشواطئ لحمايتها من النحر والارتفاع المتوقع لسطح البحر.

انقاذ شواطئ الإسكندرية من الأهمية، لدرجة ان طالب المؤتمر الدولي للموانئ، الحكومة المصرية بتنفيذ مشروع قومي لحمايتها، كما يؤكد الدكتور بهاء الشرنوبي أستاذ هندسة الموانئ بجامعة الإسكندرية، مشيرا إلى دراسة أعدها بعنوان quot;إنقاذ الإسكندرية بالحواجز الغاطسةquot;، وينبه الشرنوبي إلى انه سبق تجربة هذا المشروع في منطقة المندرة عند انهيار طريق الكورنيش بسبب قوة الأمواج وتم معالجة 1000 متر بالحواجز الغاطسة، وهو ما أشاد به البنك الدولي والمجتمعات الدولية، وصرح صاحب الدراسة انها تنقسم إلى ثلاث اجزاء، الاول منها يتعلق بإجراء مسح بحري‮ ‬لساحل الاسكندرية علي أسس علمية متطورة لوضع خرائط بحرية تبين اعماق البحر وارتفاعات الأمواج وإتجاه التيارات البحرية والرياح ونوعية الرمال،وثاني خطوات الدراسة يهدف لإستكشاف اللوح الصخري بقاع البحر المتوسط ‬لبحث إستخدامه كحاجز‮ ‬أمواج‮ ‬غاطس طبيعي يساهم في صد موجة تسونامي متوقعة تبدأ من تركيا حتى شواطئ الاسكندرية بمصر كالتي اغرقت المدينة قبل 800 عام، وثالث الخطوات يتعلق بحواجز الامواج الغاطسة‮، ‬وهي عبارة عن صخور تحت سطح الماء مصممة بشكل هندسي معين تعمل على كسر ‬الموجات وحدتها بنسبة تصل إلى‮ ‬90٪‮، ‬وتعمل على التحكم في تيارات المياه لعكس عملية النحر ومنعها وزيادة ترسيب المياه على الشاطئ بشكل طبيعي، ورغم جودة هذه الدراسة واشادة المؤسسات الدولية واعضاء بالحكومات المصرية بها، إلا انها تبقي حبيسة المعامل والاوراق حتى تنفيذها وتظل امواج المتوسط تقتطع من شواطي واحدة من اقدم مدنه في انتظار تحرك الحكومة المصرية.