يرى سكان كوستاريكا أن بركان أرينال هو البركان العظيم لكبر حجمه وتأثيره على ماحوله.

نهى احمد من سان خوسيه: من الممكن أن يوصف بركان أرينال الذي يبعد حوالي تسعين كلم عن عاصمة سان خوسيه كوستاريكا، ويصل ارتفاعه الى 1657 مترا، بالبركان

العظيم، ومازال نشيطا حتى اليوم، ليس فقط بسبب شكله. اذ إن اكثر من نصف سفحه محروق تماما ولا ينبت فيه عشب او يعيش في اي نوع من الحيوانات، وما تبقى منه ارض زراعية بسبب التربة الخصبة لاحتوائها على انواع المواد المعدنية.

وبركان ارينال من انشط براكين العالم ويقع قرب قرية لا فورتونا وبحيرة ارينال التي تحتوي على مياه معدنية بسبب قربها من بركان، وهي اكبر بحيرة في كوستاريكا. وحسب السجلات الرسمية في كوستاريكا فان اول مرة ثار فيها بركان ارينال كان في القرن الخامس عشر عندما اكشتفه علماء اسبان جاؤوا الى المنطقة خلال موجة الهجرة من اوروبا الى اميريكا الوسطى.

وقبل ان يثور مرة اخرى عام 1937 ظل الناس لمئات السنين يعتقدون انه جبل وليس بركانا لعدم وجود مواصفات بركان، فالفوهة لم تكن ظاهرة والاشجار والاعشاب كانت تغطيه كاملا وتعيش في هذا الغابة اعداد كبيرة من الحيوانات والطيور والحشرات. وحسب خبراء البراكين ظل بركان ارينال خامدا لكن الغريب فيه ان ارتفاعه كان يزيد سنويا بضعة امتار، لكن في اواخر القرن الماضي بدأت يقذف حمما بركانية.

ومع الوقت بدأ يزداد قذف ارينال لمزيد من الحمم والصخور الحامية التي يصل محيطها الى اكثر من ثمانية امتار وتعلو عند قذفها الى اكثر من 300 متر.

وفي 29 من شهر تموز( يوليو) عام 1968 حدث الانفجار الكبير، فثار ودمر قريتي بوبلو نويفي وتاباكون القريبتين منه، ويمكن اليوم مشاهدة بقايا من بيوتها الصغيرة، وقتل 88 شخصا وغمرت القمة والجهة الغربية منه بحوالي 640 مليون متر مكعب من الحمم، و35 مليون متر مكعب من الاجسام الحارقة الاخرى.

وبعد هدوء طويلا عاد ليهدد بالثورة، فقذف كميات من الحمم في ال24 من شهر ايار( مايو) عام 2010 ما ادى الى اجلاء الزوار من محيطه والحديقة العامة القريبة منه، الا انه عاد للهدوء.

مع ذلك فان بركان ارينال ليس من البراكين الجذابة فحسب بل ايضا الانشط في كل انحاء العالم و يمكن الاقتراب منه الى حدود امتار قليلة، من اجل سماع اصوات تصدر من باطنه تشبه شخير رجل متقدم في السن مرة والهدير مرة اخرى ما يجعله مكانا غير عادي، ويواصل رميه للحمم التي تسقط في محيطه بعيدة عن الاماكن التي يمكن للزوار الوصول اليها.

وفي السنوات الاخيرة تحول هذا البركان الى قبلة للسياح فاصبحت القرى حوله منتجعات سياحية، ويقصده الناس في الليل خاصة في الليالي التي يختفي فيها القمر. ففي وسط الظلمة الداكنة يشكل البركان كتلة من النار السائل ويزيد من عظمته الهدير الذي يصدره، فيخال المرء المكان وكانه معبد لشعوب المايا التي سكنت معظم مناطق اميريكا اللاتينية.

والاغرب من ذلك ان الجانب الاخر من البركان اي الجانب الاخضر منه تزرع فيه افضل المزورعات لتربته الخصبة، الا ان الكثير من المزارعين يخشون ثورته ويفضلون الزراعة في مناطق اخرى.