شهدت شواطئ محافظة البحر الأحمر في شرق مصر للمرة الخامسة تسرب بترولي كبير في منطقة رأس الجمشة، وذلك في 6 من آبار البترول.


اثار التسرب

شهدت منطقة خليج جمشة بالبحر الأحمر في مصر، تسربًا بتروليًا في ستة من أبار البترول، بعضها في البر والآخر في منطقة المد والجزر، وذلك بالقرب من أحد آبار البترول القديمة التابعة لامتياز الحفر والتنقيب لأحد شركات البترول الوطنية، وذلك للمرة الخامسة خلال عام، وشهد التسرب انبعاث كميات كبيرة من الغازات السامة المصاحبة للتدفق البترولي.

وكانت أجهزة البيئة المصرية تلقت إخطارًا من الشركة صاحبة الامتياز، بوجود تسرب بترولي وانبعاث للغازات السامة، وانتقل عدد من باحثي جهاز شؤون البيئة والمحميات لموقع التسرب، لإعداد تقرير فني بالواقعة، ورصدت اللجنة وجود انبعاثات للغازات السامة بالمنطقة، مصاحبة للتسرب، بينها غاز كبريتيد الهيدروجين السام، أعلى من المعدل المسموح به، وتبين من المعاينة، التي أجرتها اللجنة البيئية أن التسرب البترولي يتدفق من 6 مواقع برية وبحرية، بالقرب من البئر رقم 24، التي تم إغلاقها منذ عام 1950.

وتكرر التسرب في هذه يؤكده المهندس محمد علاء الدين رئيس مجلس أدارة الشركة العامة للبترول قائلا: quot;هذه المنطقة تعرضت لتسريبات سابقًا خلال الشهور الماضية، احدها أستمر لثمانية أيام قبل توقفه، وهو ما يبرره بوجود تصدعات بالأرض الموجود بها البئر نتيجة للزلازل التي تضرب المنطقة خاصة أن الأرض الواقع البئر فيها أرض ملحية هشةquot;.

وأضاف علاء الدين، أن هذا البئر تم أغلقه منذ أكثر من ستين عام، وهو كان واحد من أقدم الحقول البترولية في مصر، حيث تم حفره في نهاية القرن 19 وأغلق عام 1924 بعد استغلاله.

وكانت لجنة البيئة حذرت من امتداد التسرب البترولي للمنطقة البحرية وحدوث تلوث بترولي للشاطئ والجزر البحرية ومناطق صيد الأسماك، وطالبت بسرعة تنفيذ أعمال المكافحة والسيطرة على التسرب وتجهيز معدات الشفط والبدء في أعمال حفر أول بئر بترولية بالمنطقة؛ لإنهاء التسرب البترولي المتكرر، وذلك بعد حصول الشركة على الموافقة البيئية منذ 3 أشهر، كانت وزارة البيئة قررت تغريم الشركة العامة للبترول نحو 3 ملايين جنيه قيمة الأضرار التي لحقت بالبيئة البحرية من التلوث البترولي في المرات السابقة من التسرب.

وتكرر حوادث التسرب في تلك المنطقة يعتبرها الدكتور عادل احمد أستاذ علوم البحار كارثة تهدد الثروة السمكية وسائر الكائنات البحرية، فأغلب الأحياء المائية تتغذى على المواد الضارة المصاحبة للتلوث البترولي فتتحول بدورها إلى مواد مسرطنة لمن يتناولها، بالإضافة إلى انها تتسبب في موت الشعاب المرجانية في المنطقة لانها تمنع وصول الضوء لها، ويحتاج تعويضها مرور مئات السنين.