"إيلاف" من جدة: لم تكن تعلم شجرة الدر بأن ذكرها في التاريخ سيُخلّد بسبب "أم علي" بعيداً عن مجدها السياسي، وحنكتها في إدارة معركة حامية الوطيس متخفية في ظل زوجها نجم الدين حاكم مصر في ذلك العهد بعد أن وفاته المنية. &والحقيقة أن "أم علي" تحمل حكايا مميزة وتأخذ متذوقيها إلى دفءٍ آسر يعانق شغفهم داخل طبقٍ ساخن يُقدم لهم في ليالي الشتاء الباردة، فيما&تسحرهم&ببرودة مذاقها مع الكثير من المكسرات والايس كريم(البوظة) في صيفٍ حار.

حلوى لها تاريخ:&
وتروي كتب التاريخ أن أصل هذه الحلوى يعود إلى الواقعة التي تجلت في ما بين شجرة الدر الجارية ذات الذكاء الحاد التي أخفت خبر وفاة زوجها خلال المعركة التي شنّها لويس التاسع عشر لتصفية المصريين حتى لا يتأثر الجنود بذلك النبأ، وبين ضرتها أم علي التي أمرت ابنها علي بقتل زوجة أبيه شجرة الدر بعد أن تزوجت بعز الدين أيبك وانقضاء عدتها من زوجها السابق.&

وتبدأ فصول الحكاية عندما قررت شجرة الدر الاقتران بقائد العسكر عز الدين أيبك واشترطت عليه أن يطلق زوجته الأولى "أم علي". إلا أنه و بعد زواجه منها قرر أن يجردها من ملكها على مصر، بل وتزوج عليها ما جعل الغيرة تشتعل في صدرها وأمرت غلمانها بقتله.&فأمرت " أم علي " الزوجة السابقة بقتلها، بل وحرضت ابنها علي بأخذ ثأره من زوجة أبيه، وفي رواية أخرى أنها جعلت الجواري يدخلن على شجرة الدر في&الحمام ويقمن بضربها بالقباقيب حتى الموت. ومن شدة فخرها وزعت الزوجة (أم علي) حلوى فرحًا بانتقامها من شجرة الدر.&

روايات وتسميات&متعددة:&
وعلى ما يبدو،&فإن حقوق الملكية في هذا الطبق تعود في بعض المقولات إلى المدينة المنورة، حيث يتداول سكان مدينة رسول الله أن لهذا الطبق حكاية أخرى، حيث اشتهر هذا الطبق باسم "فتة الحليب"&ومكوناته رغيف من الخبز منقوع في الحليب ومضاف له السكر، وكان يقدم ساخنًا للمصلين في المسجد النبوي بعد صلاة الفجر كنوع من الطعام الساخن في فصل الشتاء.
فيما ذهب آخرون بقولهم أن حلوى "أم علي" قد ارتبطت بحاكم مصر الأسبق محمد علي باشا. فقد أبدى إعجابه بالطبق الذي تناوله أثناء زيارته للمدينة المنورة، وطلب من طباخه الخاص أن يتعلم أصول إعداد الزلابية، وبانتقالها إلى مصر أطلق عليها "أم علي". بعدها انتقل الطبق إلى كثير من البلاد العربية مثل بلاد الشام التي حافظت على إسم الحلوى كما هي وأضافت لها الفستق الحلبي، والصنوبر، واللوز، بينما تحول في تونس إلى "مرقوق بالحليب"، وتسمى في العراق بالخميعة، أما بالسودان فتعرف بفتة اللبن.

وصفة حلوى "أم علي"&
ومع كل الروايات السالفة الذكر إلا أن الحقيقة الثابتة أن هذا الطبق هو ملك، أو بمعنى أصح ملكة حلويات المطبخ الشرقي، وحاضرة بقوة في كل مناسبة خصوصاً في شهر رمضان المبارك، وعلى الرغم من اختلاف الإضافات من مطبخٍ لآخر، إلا أن للوصفة ثوابت لا تتغير بين الرقاق المنقوع بالحليب والمضاف له السكر وتقديمه&ساخناً.
وتأتي طريقة التحضير كما ذكرها الشيف أحمد فوزي كبير طهاة فندق الفور سيزن في الرياض كالتالي:

*المكونات
علبة من عجينة البف باستري. Puff pastry
1 كوب كبير القشدة.
1 كوب كبيرة سكر.
3 أكواب حليب.
1 كريمة خفق&
1 ملعقة صغيرة ماء الزهر
50 غ فستق حلبي
50 غ زبيب


*الطريقة:&
&- نضع عجينة الباف في الفرن ونتركها حتى تكتسب لوناً ذهبياً، نضيف الحليب والقشدة ونخلط جيداً، نضيف السكر وماء الزهر &ونحرك المزيج جيداً، نكسر رقائق العجين الى قطع صغيرة، نضع طبقة من العجين المقرمش في صينة مناسبة للكمية، نسكب مزيج الحليب فوق العجين، نوزع نصف كمية الزبيب والفستق الحلبي فوق العجين، نضيف ما تبقى من العجين لتصبح لدينا طبقتان ثم نضيف ما تبقى من مزيج الحليب .
- نوزع باقي الزبيب والفستق الحلبي ومن ثم نضيف على الوجه كريمة الخفق ومن ثم &نضع الصينية في الفرن على درجة حرارة 180 درجة مئوية لمدة 15 دقيقة، &وبذلك تكون "أم علي" جاهزة للتقديم تقدم ساخنة.
ويمكن إضافة المكسرات والآيس كريم عليها لتُقدّم بفصل الصيف كحلوى شهية.


&