ضغوط للحصول على أراضيهم وإرغامهم على العمل في التنظيف
مصر تواصل ذبح الخنازير وحقوقيون يحذرون من ثورة

محمد حميدة من القاهرة: قال نشطاء حقوقيون ان قرار الحكومة بالتخلص من جميع الخنازير يخفى من ورائه صفقات طائلة، وان الحكومة تريد التخلص من جامعي القمامة من أجل الاستيلاء على أراضيهم وبيعها للمستثمرين ولإرغامهم على العمل فى شركات النظافة الأجنبية التي تواجه نقصا فى العمالة لديها. يأتى ذلك فيما واصلت الحكومة معركتها ضد الخنازير منذ بدئها يوم 29 ابريل /نيسان الماضي، وقد انتهت من إعدام أكثر من 27 ألف رأس حتى الان من جملة 165 ألف.

وقد عقدت لجنة الأزمات بمجلس الوزراء اجتماعا لبحث كيفية الإسراع فى عملية الإعدام، ومد الاعتمادات المالية لهيئة الخدمات البيطرية لصرف التعويضات للمربين. وقال مصدر مطلع انه جرى تخصيص مبلغ 30 مليون جنية للمرحلة الأولى كتعويض، بواقع 50 جنية للخنزير الصغير و250 للأنثى العشار و100 جنية للخنزير العادي.

وقال مينا زكري صاحب مدونة مراقب مصري وناشط في حقوق الإنسان ويتابع عن كثب قضية ذبح الخنازير ان جماعي القمامة يتعرضون لظلم فادح فيما يتعلق بالتعويضات، مشيرا الى ان الحكومة تضع أمامهم عراقيل للضغط عليهم لتحويلهم الى عمال في شركات جمع القمامة الأجنبية. وحذر مينا quot;من ثورة لا سيما في ظل محاولات لوضع اليد على أراضيهم بعد أن زادت قيمتها كثيرا وصارت في قلب الكتل السكانية لا على أطراف المدن كما كان في السابقquot;.

وكشف مجدي عبد الفتاح، ناشط في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية واحد أصحاب حظائر الخنازير بمنطقة منشأة ناصر، ان الحكومة منذ سنتين تحديدا تحاول تضييق الخناق على جامعي القمامة بعد أن ارتفعت أسعار الأراضي التي يعيشون عليها. وأضاف ان منطقة منشأة ناصر أصبحت الان منطقة سياحية. quot;وقد حاولت الحكومة التخلص من جامعي القمامة للاستيلاء على أراضيهم وذلك عبر نقلهم إلى صحراء 15 مايو ولكن دون جدوى. و تحاول اليوم تحقيق هدفها من خلال إعدام الخنازير التي يربونهاquot;.

وأضاف ان الشركتان الإيطالية والإسبانية المكلفتان بجمع القمامة تواجهان مشكلة نقص في اليد العاملة المؤهلة للعمل في هذا القطاع. لان الذين يملكون الخبرة يعملون لحسابهم الخاص فيشترون القمامة ويفرزونها ويبيعونها. quot;وبالتالي فإن القرار الحكومة كان يسعى إلى ضرب عصفورين بحجر واحد من خلال التخلص منهم ودفعهم إلى العمل في هاتين الشركتينquot;، كما أن quot;جماعي القمامة يتعرضون في أحياء راقية مثل الزمالك والمهندسين لمعاملة سيئة. إذ يرفض السكان إدخالهم إلى مبانيهم أو يلبسونهم أكياسا و يعاملون كأنهم وباء متحركquot;.