بعد غلق الجامعة الأميركية في القاهرة إثر اكتشاف إصابة طالبين بها:
عزل 4 ركاب للاشتباه بإصابتهم بفيروس (A/H1N1) بمطار القاهرة

الشرطة المصرية تحيط بمبنى الجامعة الاميركية في القاهرة

نبيل شرف الدين من القاهرة: بعد ساعات قلائل على غلق أبواب الجامعة الأميركية في القاهرة إثر اكتشاف إصابة طالبين أميركيين يدرسان بها، احتجزت السلطات الصحية في مطار القاهرة يوم الثلاثاء طفلة مصرية وشقيقتها ووالدتها للاشتباه في إصابتهم بفيروس ( A / H1N1 )، بعد أن لاحظ أطباء المطار لدى وصولهم من إيطاليا أنهم يعانون ارتفاعا كبيرا في درجة الحرارة مصحوباً بالرشح، كما تم عزل راكب ماليزي قادم من السعودية. وقال الدكتور حسن شعبان مدير الحجر الصحي في مطار القاهرة إنه أثناء فحص ركاب الطائرة المصرية الآتية من مدينة quot; ملبنسا quot; في إيطاليا تبين ارتفاع درجة حرارة الطفلة هاجر عطية عثمان وشقيقها أدهم ووالدتها هنية خالد إبراهيم، فتم عزلهم صحياً، ونقلهم داخل سيارة إسعاف مجهزة لمستشفى الحميات لإجراء التحاليل اللازمة للتأكد من عدم إصابتهم بالوباء.

ومضى المسؤول المصري قائلاً إنه تم أيضا عزل راكب ماليزي قدم على رحلة مصر للطيران من جدة بعد ظهور ارتفاع في درجة حرارته، مشيرا إلى أن يوم الثلاثاء وحده شهد فحص 6250 راكبا وصلوا على 64 طائرة من 73 دولة حددتها منظمة الصحة العالمية وسجلت بياناتهم كاملة لمتابعتهم صحيا طوال 10 أيام في مقار إقامتهم في مصر بالتعاون مع مديريات الصحة التابعين لها للتأكد من خلوهم من الفيروس الوبائي (A/H1N1).

وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة المصرية، عبد الرحمن شاهين، قد أعلن يوم الاثنين اكتشاف حالتي إصابة بالفيروس في سكن الطلاب التابع للجامعة الأميركية في القاهرة، وأوضح أن حالتي الإصابة المؤكدتين تعودان لطالب عمره 22 عاماً وطالبة عمرها 23 عاماً، يحملان الجنسية الأميركية، قدما من الولايات المتحدة إلى مصر أواخر شهر أيار (مايو) الماضي للدراسة الصيفية في الجامعة.

كما أفيد عن إدخال طالب ثالث إلى المستشفى كإجراء احترازي بعد إصابته بالحمى، ما دفع الجامعة الأميركية إلى تعليق الدراسة، وقامت السلطات الصحية المصرية بفرض الحجر الصحي الكامل على السكن الجامعي الذي يضم أكثر من 140 طالباً من جنسيات مختلفة.

إجراءات احترازية

وتأتي هذه التطورات في سياق اكتشاف إصابات جديدة في العديد من دول العالم بفيروس (A/H1N1)، ومن بينها مصر، وأعلن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في القاهرة، وجود أكثر من خمسة وعشرين ألف حالة في ثلاث وسبعين دولة، أدت إلى وفاة مائة وأربعين شخصاً. من جانبه صرح ديفيد أرنولد رئيس الجامعة الأميركية في القاهرة بأن عينات أخذت من جميع الطلاب المقيمين في مبنى الطلاب في حي الزمالك الذي يقيم فيه نحو 140 طالبا والمتعاملين معهم، وتوقع أن تظهر نتائجها في غضون ساعات، وأكد رئيس الجامعة أنها تتعاون مع السلطات الصحية المصرية للتعامل مع هذه الإصابات وتقديم الرعاية اللازمة لجميع طلابها.

أما مستشار الجامعة الأميركية في القاهرة، الدكتور عمرو عزت سلامة، فقد صرح بأن مجلس الجامعة اتخذ قراراً بتعليق الدراسة بها حتى يوم الرابع عشر من الشهر الجاري، موضحاً أن القرار جاء لإتاحة الفرصة أمام فريق عمل كبير من وزارة الصحة لأخذ عيّنات شاملة لكل المقيمين والعاملين في السكن الجامعي، وأشار إلى أن فريقاً آخر من وزارة الصحة قام بالحصول على عيّنات عشوائية من أشخاص موجودين داخل الحرم الجامعي للتأكد من سلامة جميع المقيمين والطلاب.

وجاء اكتشاف هاتين الإصابتين ليصب في اتجاه إثارة مخاوف واسعة وتصاعدت حالة التوتر في المرافق المهمة المحيطة بالجامعة، تحسبا لاحتمالات انتقال العدوى للعاملين أو المترددين على هذه المقار، خاصة وأن فيروس (A/H1N1) ينتقل عبر الهواء وفي المناطق ذات الكثافة السكانية المزدحمة. وعقدت غرفة الأزمات المركزية في مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في مجلس الوزراء اجتماعا استثنائيا بمشاركة ممثلي الوزارات لمتابعة تطورات الموقف على خلفية اكتشاف هاتين الحالتين، بهدف مناقشة ومراجعة الخطة العامة لمواجهة المرض في حالة انتشاره، واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة.