quot;لقاح
لقاح انفلونزا المكسيك الجديد بين الأمل والحقيقة

محمد حميدة من القاهرة : فى الوقت الذي سرعت فيه الكثير من الدول من الموافقة على إنتاج لقاحات ضد أنفلونزا المكسيك او فيروس ايه اتش1 ان1 ليصبح اللقاح متوفرًا مع نهاية شهر سبتمبر أيلول المقبل، حذر خبراء ومتخصصون مصريون من عدم الانسياق السريع وراء شراء هذه اللقاحات الا بعد التأكد من فاعليتها مشيرين الى ان هذا التهافت قد يكون على حساب جودة وأمان العقار. وقال الخبراء ان الفيروس بصورته الحالية ليس خطيرًا ويستجيب لعقار التامفيلو لكن الخطورة فى تمحور الفيروس وفى هذه الحالة قد يكون اللقاح المنتج عديم الفاعلية نظرا لتغير مواصفات الفيروس .

وقال الدكتور عمرو قنديل وكيل وزارة الصحة للشؤون الوقائية لquot;إيلافquot; ان الفيروس بصورته الحالية ليس شديد الضراوة ومعظم الحالات التي ظهرت فى مصر إعراضها كانت بسيطة وبعضهم لم تظهر عليها إعراض واستجابت جميع الحالات التى قدمت لها عقار التامفيلو سريعًا وشفيت تمامًا، وهناك حالات شفيت من دون تناول العقار. وأضاف الدكتور قنديل ان الحالات التى تصاب بالفيروس يتكون ليها مناعة تقيها منه مرة لمدة تراوح ما بين 5 و7 سنوات .

وحول سياسة الوزارة فى توفير لقاح التامفيلو قال الدكتور قنديل ان وزارة الصحة بدأت مفاوضات بالفعل مع عدد من الشركات العالمية لاستيراد نحو 5 ملايين جرعة تصل مصر فى بداية العام القادم 2010 مع توفر اللقاح، وتوقع ان لا تصل هذه الكمية مرة واحدة الى مصر .

وقد سرعت الكثير من الدول من إجراءات الموافقة على إنتاج لقاحات أنفلونزا المكسيك وهو quot;ما يثير مخاوف حول سلامة وأمان العقار من ناحية وعدم تغطية الشركات للكميات المطلوبة الضخمة من قبل الدول من ناحية أخرى quot; بحسب الدكتور أيمن راشد استاذ المناعة والتحاليل مضيفًا انه من غير المتوقع ان تؤول الكميات الأولى الى الدول الكبرى والمتقدمة والتى تتبعها هذه الشركات قبل الدول النامية او الاخرى، وهو ما يضع الدول العربية فى موقف حرج بشأن التفاوض حول الكميات المطلوبة ومن المؤكد ان الشركات المنتجة للقاح لن تف بكامل الكميات كما انها ستعمد الى إرجاء بعض الدول على حساب أخرى.

لكن هذه المخاوف بددها مصدر بمنظمة الصحة العالمية غير مصرح له بالحديث مؤكدًا ان تسريع إجراءات تصنيع اللقاح الذي يتم العمل على تطويره لمكافحة أنفلونزا الخنازير لن يكون على حساب جودته، مشيرًا الى ان اللقاح سيمر باختبارات متابعة ومراقبة لإثبات فاعليته حتى بعد استخدامه. وأكد ان اللقاح ليس جديدا لأنه يستند الى استخدام تكنولوجيا إنتاج اللقاحات الخاصة بالأشكال المتغيرة باستمرار للأنفلونزا الموسمية القائمة.

ويحتاج العالم الى 6 مليارات جرعة من اللقاح بينما جملة ما ستنتجه الشركات التى أعلنت عن عزمها إنتاج اللقاح لن يتجاوز 900 مليون جرعة . وتقدمت دول العالم بطلب عشرات ملايين الجرعات من اللقاحات المضادة للفيروس المسبب لأنفلونزا الخنازير للقيام بحملات تطعيم واسعة لمواطنيها . وتهدف الشركات تصنيع مصل باسلوب جديد يستخدم فيه كميات قليلة من المصل بطريقة تطعيم تحت الجلد بدلاً من التطعيم بالحقن في العضل، حتى يمكن تطعيم اكبر عدد من الأشخاص.

وحذر الدكتور راشد من التسرع فى الحصول على اللقاح لان quot;الفيروس بصورته الحالية ليس خطيرا ويستجيب لعقار التامفيلو، وبالتالى لا حاجة للقاح فى الوقت الحالي , لكن اذا تحور الفيروس ونتج فيروس اخر وهذا احتمال مؤكد ومتوقع بحسب العلماء سيكون العقار المنتج بحاجة الى تعديل ليناسب خصائص الفيروس الجديد ولن يكون العقار المنتج فاعلا والنتيجة خسارة الدول خسائر باهظة . وأوضح ان المفاوض فى هذه الحالة يجب ان يأخذ ضمانات كافية من الشركات بالحصول على اللقاح المعدل فى حالة تمحور الفيروس وتغير مواصفاته .

ومن المقرر ان تقوم مصر بتخصيص حصتها من اللقاح لتطعيم المتعاملين مباشرة مع المصابين بالمرض كالأطباء المعالجين والممرضين والعاملين بالمستشفيات والحميات والمخالطين للمرضى والمشتبه فى إصابتهم به.