رانيا تادرس من عمان: رغم التطمينات الحكومية في الأردن حول فيروس إنفلونزا المكسيك والسيطرة عليه بعدما سجل رسميا 111 حالة تبقى المخاوف والهواجس تلاحق الشعب الاردني خاصة في ظل العودة إلى المدارس ورمضان وطقوسه الاجتماعية وكذلك موسم الحج والعمرة والمؤشرات تنذر بزيادة وارتفاع الإصابات. وما يعزز المخاوف وفق مسؤول صحي ابلغ إيلاف تأخير وصول الطعم الخاص بإنفلونزا المكسيك إلى بداية العام المقبل وبكمية تصل إلى ( 750 ) ألف جرعة من الجرعات الوقائية التي تعطى لفئات محددة وهي الكوادر الطبية والتمريضية والأمنية.

لكن الحكومة الأردنية تحاول تبديد المخاوف الشعبية عبر الحديث عن خطة حكومية وضعت لهذا الخصوص. ويقول مدير إدارة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتور عادل البلبيسي لـquot; إيلاف quot; انه quot; مع عودة المدارس نتوقع زيادة الإصابات، وكذلك المعتمرين وعودتهم ناهيك عن التجمعات في شهر رمضان. مضيفاً ان هناك إجراءات احتزارية وقائية ستطبقها الوزارة مع انطلاق العام الدراسي تتمثل بتخصيص حصة صيفية للحديث عن المرض وطرق العلاج والوقاية وكذلك توزيع نشرات توعية على الطلاب في المدارس quot;. ولم تغفل إجراءات الوزارة كذلك الخيم الرمضانية فاللجنة العليا المتخصصة بإنفلونزا المكسيك تدرس إلغاء إقامة الخيم الرمضانية بصفتها بؤرا مغلقة تساهم في نشر المرض.

من جانبه، اعتبر عضو اللجنة الصحية في البرلمان الأردني الدكتور خلف الرقاد أن quot;الوقاية خير إجراء لمنع انتشار الفيروس. والوقاية حسب وجهة الدكتور الرقاد تبدأ بالنظافة الشخصية، وكذلك التخلص من السلوكيات الاجتماعية كالقبل وشرب القهوة من الفنجان نفسه، وضرورة أن يقوم الأهل بإعطاء أطفالهم المناديل المعطرة ومواد التعقيم المعروفة لمواجهة هذا المرض.

وفي ما يتعلق بالعطاء الذي طرحته وزارة الصحة لإحضار طعم إنفلونزا المكسيك يعلّق الدكتور البلبيسي أن quot;الأردن سيتم تزويده ب (750الف طعم) هذا كمرحلة أولى، لأننا لا نستطيع الحصول على أكثر في ظل طلب دولي متزايد عليه. وزاد انه quot; لا نمتلك خيار توفير 6 ملايين جرعة وتطعيم كل سكان الأردن، لكن الطعم يعطى للفئات التي ستتعامل مع الوباء الكوادر الصحية بكل أطيافها، الدفاع المدني، الجيش، الإعلاميين quot;.والمبرر من وراء اختيار تلك الشرائح على اعتبار أنها الأهم والتي ستقود عملية التعامل مع الوباء إذ انتشر.

وحول فعالية هذا الطعم الجديد يقول مدير مؤسسة الغذاء والدواء الدكتور محمد الرواشدة ل quot;إيلافquot; لا تزال نتائج الأبحاث والدراسات حول الطعم غير معروفة quot; مؤكدا أن تركيبته والشركات التي تنتجه أثبتت في كل الحالات فعاليتهquot;.

لكن حول المناعة التي تكتسب من الطعم وأعراضه الجانبية يؤكد الدكتور الرواشدة أنهالا تزال غير معروفة وقيد البحث بحكم أن الوباء جديد والطعم كذلك جديد. وحول طعم الإنفلونزا العادية أكد الأطباء أن تركيبته مختلفة تماما عن المكسيك، والطعم العادي يخفف أعراض الإنفلونزا فلو كان له جدوى، لماذا يتسابق العالم على شراء الطعم الجديد.

مشيرا إلى وزارة الصحة حددت الفئات التي ستأخذ الطعم وهي quot;الكوادر الصحية، والدفاع المدني، والجيش، وكبار السن، والمرض quot;. وفي السياق ذاته، طالب النائب الدكتور الرقاد الحكومة بإعطاء تلك الجرعات لكبار السن والمرضى الذين يعانون أمراضا مزمنة، والأطفال quot;. ومشكلة هذا الطعم بحسب الدكتور الرواشدة سيكون حكرا على وزارة الصحة حيث منعت القطاع استيراده ورصدت مبلغ 72 مليون دينار لمواجهة هذا الوباء.

وفي سياق متصل، علت أصوات تطالب بضرورة إغلاق المدارس لكن وزارة التربية تصر على البدء بالعام الدراسي في أواخر الشهر الحالي غير أن وزير التربية والتعليم الدكتور وليد المعاني لم يستبعد خيار إغلاق أي مؤسسات تربوية تظهر فيها حالات إصابة للسيطرة على المرض ومنع انتشاره.

وتقول فايزة الحنبلي (معلمة) انه على المدارس الحكومية والخاصة عقد ندوات توعية للطلاب وتعزيز العيادات المدرسية بكادر طبي مؤهل للتعامل مع هذا المرض. واقترحت على وزارة الصحة ضرورة إعطاء أطفال المدارس جرعات وقائية كخطوات احترازية لمنع انتشار المرض.غير ان رولا صالح تعتقد انه quot;مطلوب من وزارتي الصحة والتربية البحث عن وسائل وقائية للحد من نشر المرض وان وسائل التوعيةلا تزال تقليدية ولا تجد أذنا صاغية عند الكثيرين.