نشاطات لاطفال مصابين بالسرطان في لبنانquot;شعرت بخوف لم أشعر به في حياتي، كنت أتلمس درجات السلم وأشعر بعدم القدرة على المشي، كانت لحظات صعبة ومليئة بالرعب تلك المسافة من المنزل حتى عيادة الطبيب. غادرت العيادة لا أدري ما العمل، الدنيا أظلمت واسودت فجأة أمام عينيquot;، quot;خرجت من عند الطبيب وأنا كلي حيرة وخوف ولم أتمكن من النوم طوال تلك الفترة، كان من الصعب تقبُّل كل شيء، quot;عندما علمت بإصابتي بسرطان الثدي، قررت محاربته بقوة رغم الالم الشديد الذي كنت أشعر به في داخليquot;. تتحدث فاديا عن تجربتها مع السرطان بكثير من المرارة، غير إنها لا تلبث ان تقول:quot; اليوم بعد شفائي أصبحت إنسانة ثانية متجددة أقوم بكل ما كنت أمنّي النفس القيام به، ورغم تجربتي المريرة مع السرطان الا انها جعلتني أكثر قوة وبدأت أفهم الحياة أكثر.
يصادف الرابع من شهر شباط/فبراير اليوم العالمي لمرض السرطان، هذا المرض الذي يقض مضجع كل مصاب به ويجعله يعيش حالة كآبة بانتظار الشفاء، والسؤال المطروح كيف هو وضع مرض السرطان في لبنان وهل هناك مراكز مجَّهزة لعلاجه؟

مراكز متخصصة

في لبنان مركز وحيد متخصص بعلاج الأطفال المصابين بالسرطان وهو مركز سانت جود للأطفال. يقع هذا المركز في منطقة الحمرا في بيروت ضمن مستشفى الجامعة الأميركية. لكن هناك العديد من الأقسام (كالعيادات والمستشفيات) التي توفر العلاج لكافة الأشخاص .
عن أعداد المصابين بالسرطان في لبنان يقول وزير الصحة اللبناني في الحكومة المستقيلة محمد خليفة إنّ في لبنان تتزايد أعداد مرضى السرطان، حيث هناك 8000 حالة سرطانية جديدة تُسجّل سنويًا (بناءً على السجل الوطني للسرطان)، بينها 4000 حالة بحاجة إلى أدوية سرطانية.
على هذا الصعيد، يحصل المريض الذي لا تأمين صحي لديه على الدواء من وزارة الصحة العامة، بتغطية نسبتها 100%، أي هناك أكثر من 50% من مرضى السرطان في لبنان يحصلون على أدويتهم من وزارة الصحة العامة مجانًا من دون دفع أي فروقات. وتمثّل كلفة علاج مرضى السرطان في وزارة الصحة العامة 53% من مجمل كلفة أدوية الأمراض المستعصية التي تصل سنويًا إلى 23,5 مليون دولار، منها 12,3 مليون دولار لأدوية الأمراض السرطانية.

بدوره تحدث رئيس اللجنة الصحة في البرلمان اللبناني الدكتور عاطف مجدلاني لإيلاف وأكد ان واقع مرض السرطان في لبنان يشبه واقعه في سائر البلدان بمعنى ان هذا المرض بازدياد، لاننا لا نعرف الأسباب الحقيقية، ومن الممكن الحصول على مؤشرات او تكهنات أصبحت شبه أكيدة منها التلوث ونوعية الاكل، والمواد الكميائية الموجودة فيه، وايضًا السبب الاول هو التدخين، ومنتجات التبغ التي فيها مواد مسرطنة وتدخل الجسم، من خلال السجائر او النراجيل، هذه كلها تزيد من حالات السرطان في لبنان، لان هناك نسبة عالية من اللبنانيين يدخنون، ولذلك هناك ضرورة قصوى ان نصوِّب على القانون الذي يحد من التدخين، ويضيف:quot; من الواضح ان السرطان الاول في لبنان هو سرطان المثانة وبعده سرطانات الرئة وغيرها، ولا شك ان السبب الرئيسي يبقى التدخين والتلوث في المواد الغذائية وبعض المنتوجات من الأعشاب الطبية التي أثبت انها تسمم في معظم الحالات.
اما هل المراكز والاختصاصيون متوفرون بكثر في لبنان؟ يجيب:quot; الجسم البشري الذي يتعامل ويهتم بموضوع السرطان في لبنان متوفر جدًا وعلى أعلى مستوى، لدينا كفاءات وامكانيات مادية من معدات وغيرها.

وردًا على سؤال ما مدى تطوّر لبنان في اكتشاف مرض السرطان وعلاجه؟ يقول مجدلاني ان مستوى لبنان في هذا الموضوع لا يقل عن اي مستوى اوروبي او اميركي في تشخيص المرض وبمحاولة حصره، ومن نحو سنوات عدة بدأت وزارة الصحة بانشاء مركز لإحصاء حالات السرطان وحصرها إن من جهة العدد او من جهة اي نوع واي مناطق واي فئات شعبية لديها السرطان، وهذا قد يساعد على معرفة اكبر للمرض ومدى انتشاره في لبنان والعمل على تجنبه في المستقبل.

ولدى سؤاله ما هي المشاكل التي تصادف القطاع الصحي في لبنان في ما خص مرض السرطان؟ يجيب:quot; المشكلة الأساسية تكمن في الكلفة إن كان من جهة التشخيص الذي يتطلب الدخول الى المستشفى وفحوصات غالية الثمن، ومن الناحية الثانية يظهر العلاج حيث ان ادوية السرطان غالية الثمن وخصوصًا ان المختبرات العالمية تعمل بشكل حديث لإيجاد أدوية جديدة باهظة الثمن، وصحيح ان وزارة الصحة تؤمِّن أدوية السرطان، ولكن يبقى موضوع الادوية الحديثة لان كلفتها عالية.

مكتشف لعلاج السرطان

أما في سياق الاكتشافات السرطانية في لبنان فقد برز اسم ميشال عبيد وهو شاب لبناني في الرابعة والعشرين من عمره، قد يصبح بعد تأكد التجارب على الانسان، مكتشف العلاج الذي يفتك بالسرطان.