مما لا شك فيه أن الدواء غالبا ما يشكل ملاذا للتخلص من الالم إلا أن كثرته ترهق الكبد .

_______________________________________________

قد يبدأ الأمر بقرص دواء لعلاج وجع الرأس. بعد ذلك، قد نلجأ الى بعض الجلسات لازالة حرقة المعدة بواسطة دواء آخر ثم مجموعة من الأنتبيوتيك لعلاج التهابات الرئة. هكذا، يفقد الكبد قوته كلما مضينا قدماً في تعاطي الدواء تلو الآخر لكون الكبد مصنعاً طبيعياً لفرز كل ما يدخل في الجسم. بيد أن الكبد قد يصاب بالارهاق في حال تناولنا كمية زائدة من الأدوية أم في حال تعاطينا دواء كانت أعراضه الجانبية سامة أكثر مما هو متوقع!

في الحقيقة، تشير آخر الاحصائيات، هنا، الى أن عدد الأدوية التي استفاد منها الأطفال والبالغين معاً، في الأعوام الـ 15 الأخيرة، تضاعف تقريباً. وفي ما يتعلق بمدى سمية الأدوية على الكبد، فان كل شيء يتعلق بجرعات الدواء العالية أو عدم تقبل جسم المريض للأدوية. وبين الحالات الكلاسيكية، أين تكون الجرعات أعلى من تلك المنصوح بها، يذكر الأطباء في مستشفى جامعة جنيف دواء quot;باراسيتامولquot; المستعمل، عادة، لعلاج الحمى وبالتالي تخفيض حرارة الجسم.

ان تعاطي ستة غرامات من الباراسيتامول، مرة واحدة أم في خلال فترة زمنية قصيرة(12 قرصاً وكل قرص يحتوي على 500 ميليغرام)، قد يسبب، من جراء جرعة الباراسيتامول العالية، التهاباً حاداً في الكبد، قد يكون قاتل اذا ما تعدت الجرعة ستة غرامات!

علاوة على ذلك، يذكر هؤلاء الأطباء دوائين، هما quot;ريفامبيسينquot; وquot;ايزونيازيدquot;. فالجرعات العالية منهما قد تسمم الكبد. كما أن المشكلة الحقيقية تكمن في ردة فعل جسم المريض، التي لا يمكن أبداً التنبؤ بها. فالأجسام تختلف في ما بينها لناحية القدرة على تأييض الأدوية!