ابتكر باحثون ألمان تقنية حديثة تعتمد على رش رذاذ من الخلايا لتنمية جلد جديد على المساحة المحروقة.

حتى اليوم كانت الفكرة تقتصر على بعض أفلام الخيال العلمي الا ان بخاخ الخلايا القادر على تنمية طبقة الجلد ومعالجته باتت الان حقيقة بوشر باختبارها في مختبرات فراونهوفر الالمانية وفي بلدان أوروبية اخرى، وذلك تبعا لبعض النتائج الايجابية التي تم التوصل اليها.

الانجاز المهم أطلق عليه اسم الرذاذة العلاجية النوعية هو يعد بديل لزراعة خلايا الجلد المستخرجة من المريض من أجل الحصول على جلد سليم ومضاعفة مساحته في المختبرات الخاصة لترقيع الجلد المشوهة بسبب حروق أو امراض جلدية او عاهة خلقية ، يتجه الباحثون نحو استعمال التقنية الجديدة التي تهدف الى احياء منطقة الجسم المتضررة عن طريق رش خلايا مباشرة على منطقة جسم المريض هذه.

وتكمن الخطوة الاولى للتقنية الجديدة في استئصال رقعة صغيرة من جلد المريض التي تحتوي على خلايا قاعدة الجلد( الخلايا القرنية) إضافة الى خلايا صبغة الجلد، بعدها تغمر رقعة الجلد هذه في مادة تسمح بفصل طبقة الجلد الخارجية عن تلك الاعمق( الادمة وتقع تحت طبقة الجلد السطحي مباشرة ويبلغ سمكها حوالي 2 مم). بعدها تكشط الخلايا قبل بدء عملية شفطها وتصفيتها لغاية الحصول على مركب يحوي تلك الخلايا المُعلقة داخله.

ويُنتج ذلك المركب في اقل من ساعة ، حيث يصبح جاهزا للادخال في حقنة مزودة برذاذة ترش خلايا المركب على الجرح حيث تتجذر وتجد البيئة المناسبة للنمو والتكاثر في فترة تتراوح ما بين الستة أشهر والعامين وذلك حسب خطورة الجرح وعمقه. وفي النهاية تكون تلك الخلايا طبقة من الجلد المتجدد والسليم.

وكانت شركة استرالية قد ابتكرت الجهاز الذي يساهم في الحصول على المركب ورذاذة الخلايا.وفي الوقت الحاضر توزع تلك العدة على جميع مراكز البحثو المشتركة في اختبار التقنية الجديدة ، وفي المانيا بوشر منذ أكثر من عام ونصف العام على هذه التقنية لمعالجة الحروق العميقة من الدرجة الثانية( جزئية) وازالة الندب الكبيرة الناجمة اما عن التدخلات الجراحية او عن حوادث الاسيد الحارق.

ويؤكد الأطباء في قسم الجراحة التجميلية والترميمية في جامعة فرايبورغ ان التقنية الجديدة ستخفض مدة العلاج في المستشفيات الى النصف.
يذكر ان الجهاز الخاص بتحضير بخاخ الخلايا تستعمل مرة واحدة ثم يتم التخلص منها، كما هو الحال مع الحقن، ويصل سعرها من بين 900 و1500 يورو، ما يجعل تكاليف عملية ترقيع الجلد مرتفعة بضع الشيء مقارنة مع العمليات التقلدية المتبعة حاليا لكنها أكثر فعالية. عدا عن ذلك فالتقنية واعدة مستقبلا لمعالجة بعض الأمراض مثل مرض الوضح( مرض يجعل رقعا من الجلد افتح لونا). وتقتصر قدرة الرذاذة على معالجة حروق تصيب مساحات صغيرة من الجلد، لكن ينتظر لها مستقبلا باهرا في علاج حروق الوجه والأيدي والأقدام التي يتعرض لها دوما الأطفال والشباب