الصيف ...... والجراثيم في المأكولات تكثر في هذا الفصل الجميل الذي ينتظره كل الناس، فهناك النزهات الى الجبال او الى البحر والبحيرات التي نقصدها محملين بالأطعمة على اختلاف انواعها، بما فيها اللحوم البادرة لتناولها في الخارج في احضان الطبيعة الجميلة على شكل سندويشات هربا من حرارة الطقس داخل المنازل.
_____________________________________________________________________

مالا يعرفه الكثيرون حسب ما ورد في تقرير لمؤسسة بحوث الأمراض الجرثومية والبكتيريا في ميونيخ ان الحرارة التي تتجاوز في المانيا خلال الصيف الـ 30 درجة مئوية مثلما تؤثر علينا فانها تؤثر ايضا على اللحوم وتعرضها للفساد بسبب تكاثر الجراثيم والبكتيريا، لذلك يجب وضع خطة سليمة وصحية لكيفية التعاطي مع الطعام، تعتمد على فصل اللحوم والدجاج والاسماك في اكياس نايلون خاصة( بلاستيكية) عن بقية الاطعمة منعا لتسرب سوائلها، وايضا اثناء نقلها بالسيارة من مكان الشراء الى البيت ومن البيت الى مكان النزهة.

والافضل الاحتفاظ بها داخل السيارة وليس في صندوقها، لانه يكون حارا جدا، اما اذا كان وقت الوصول الى مكان النزهة يتعدى النصف ساعة فمن الافضل في هذه الحالة حفظها في براد صغير يحتوي على مكعبات الثلج التي تساعد على الحفاظ على البرودة المطلوبة.

وبسبب النشاطات المكثفة للناس في هذا الفصل على الشواطئ وفي المصايف والشباب الصغار في المخيمات، فان هذه الحركة الترفيهية ترافقها رغبة في تناول الطعام خارج المنزل، الامر الذي ينعش الحركة في المطاعم والمجمعات السياحية والمقاهي وغيرها، ويكثر الطلب بالاجمال على اللحوم بأنواعها في المساء، وعصائر الفواكه في النهار، لذلك ينصح بالحرص الشديد أثناء اختيار اي مكان في الطبيعة لتناول الطعام فيه حيث يجب ان يكون نظيفا وبعيدا عن القاذورات او سلال النفايات.

كما يفضل وضع الطعام على الارض فوق غطاء نظيف او على طاولة للنزهات، والانتباه الى نظافة الخضار والفاكهة التي تعتبر سببا اساسيا في التسمم الغذائي، اذا لم تكن منظفة جيدا ومعقمة، فهي في هذا الفصل بالذات تتعرض اكثر للغبار ولأشعة الشمس مما يسبب زيادة نشاط الحشرات والبعوض والبكتيريا والمكروبات وكذلك الذباب، كما يتعرض الاطفال على وجه الخصوص نتيجة تناولهم البوظة والمقبلات الخاصة بهم الى الكثير من حالات التسمم وما يرافقها من التهابات في الامعاء والتقيؤ والغثيان وغيرها من الاعراض.

ويقول التقرير من الملاحظ ايضا في الصيف ان الكثير منا يتعرض لنوبات من المزاج السيء ولاسيما عندما تشتد الحرارة ويبدأ الجسم في افراز كميات كبيرة من العرق تحتوي على الاملاح، مما يؤدي الى هبوط ضغط الدم ، وبالتالي الى نقص في النشاط والطاقة والميل الى الكسل.
لذلك ينصح الاطباء بشرب كميات كبيرة من الماء والوجبات الخفيفة والابتعاد قدر الامكان عن الاطعمة الدسمة وصعبة الهضم والاكثار من الفاكهة وارتداء ملابس مضادة للتعرق وللحرارة.

وما يميز فصل الصيف عن الشتاء انه فصل النشاط والحيوية والحركة، ويعتبر افضل فصول السنة للكثيرين صحيا وغذائيا ونفسيا، على الاقل فان استهلاك السعرات الحرارة تكون اقل على عكس ما يحدث في فصل الشتاء، وهذا يعني تخفيف الوزن. وتقل في الصيف أيضا النوبات القلبية وينخفض مستوى الكولسترول والكآبة، والسبب في ذلك يعود الى الاستفادة من فيتامينquot; دquot; الذي ينتجه الجسم دون التعرض لاشعة الشمس، وعند ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم فان اشعة الشمس فوق البنفسجية تحوله الى فيتامين quot; د quot;الذي يعتبر ضروريا ايضا لامتصاص الكالسيوم في الدم.

ومن الناحية الغذائية فان هذا الفصل غني بالفاكهة المتنوعة والمفيدة، اذ يكثر الاقبال على تناولها بنسبة اكبر من فصل الشتاء ،ومن اهم فاكهة الصيف تلك الغنية بالفيتامين quot;سيquot; مثل الكيوي والفراولة لانها تزيد من نضارة البشرة وتخفف من خطر الاصابة بالامراض وتنشط الجهاز الهضمي وتدخل في اطار نظام التغذية الصحي الذي يخفف الوزن لقلة السعيرات الحرارية فيها.

لكن على الرغم من كل هذا النصائح فان التقرير يحذر من امور كثيرة منها تناول الفاكهة والخضار من دون غسل جيد، لانها تحمل دائما اما بقايا المبيدات والمواد التي ترش عليها او حشرات علقت بها، كما وان الاكثار من تناول فاكهة مثل الكرز والتوت والخوخ يسبب مشاكل صحية مثل التعفن في المعدة وسوء الهضم، لذا ينصح بتناول كميات بسيطة منها بعكس البطيخ والتفاح مثلا لما فيه من مواد غذائية غير ضارة اذا ما تم تناوله بكميات، مع التحذير من الاكثار من المثلجات والمشروبات الغازية والباردة جدا لان ضررها اكثر من فائدتها بكثير.

ومن المواد الغذائية التي ينصح بتناولها هي السمك والاقلال من اللحوم الدهنية لانها تسبب مشاكل معوية، لكن مع التأكد من انها طازجة، بسبب حدوث حالات تسمم من السمك المثلج او القديم الذي يكون قد تم صيده قبل ايام وعدم الاحتفاظ به من ثلاجات جيدة في المحلات التجارية.