صرختان أطلقهما رئيسان سابقان للحكومة خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية أرادا من خلالهما قول quot;كفىquot; لما أسمياه quot;المهزلةquot; في عملية تشكيل الحكومة. الصرخة الأولى جاءت على لسان الرئيس عمر كرامي أمس الذي قال quot;بأن الشعب اللبناني لم يعد قادرًا على تحمل الأوضاع في هذا البلد والمماطلة في تشكيل الحكومةquot;. وصدرت الصرخة الثانية عن رئيس الحكومة السابق الدكتور سليم الحص اليوم الذي أدلى بتصريح جاء فيه إن مهزلة التفاؤل والتشاؤم المتواصلة لم تنطلِ على أحد، نقول للرئيس المكلف: quot;كفىquot;.

بيروت: أوضح رئيس الحكومة اللبناني السابق عمر كرامي أمس ان الاشمئزاز الذي عبر عنه مما وصلت اليه الأمور في عملية التأليف لا يعكس رأي عامة الناس فحسب بل أقطاب في المعارضة التقى بهم أخيرًا ولمس لديهم الاستياء نفسه الذي ينتابه. وتمنى كرامي quot;ان تلقى الصرخة التي تصدر من القلب وباسم كل المواطنين الصدى لننتهي من مهزلة الحقائب والاسماء quot;.

ونقل زوار كرامي عنه قوله quot;ان ما يحصل على صعيد تأليف الحكومة لم يحصل مثله في تاريخ تشكيل جميع الحكومات السابقة خصوصًا لجهة تشبث هذا الفريق او ذاك بالحصول على وزارات معينةرغمًا عنالرئيس المكلف ملوحًا بتعطيل التشكيلة ان لم يستجب لطلبه quot;.

وروى كرامي في هذا الاطار انه يوم كلف بتشكيل حكومته الاخيرة في عهد رئيس الجمهورية السابق العماد اميل لحود طُرِح اسم النائب تمام سلام لدخولها كأحد الممثلين عن الطائفة السنية، وقد جاءه سلام طالبًا ان تسند اليه حقيبة وزارة التربية فرفض طلبه موضحًا له انه يريد quot; التربية quot; من حصته ( حصة كرامي ) quot;.

وذكر كرامي انه حين عرض الأمر على الرئيس لحود سأله الأخير quot; ما رأيك في توزير السيدة ليلى الصلح ؟ quot; فأجابه على الفور quot; خير وبركة quot; وعندها تم الاتصال بالسيدة الصلح للوقوف على رأيها فاستمهلتنا بعض الوقت قبل ان تعود الينا مبدية استعدادها لتولي وزارة الصناعة. ونوه كرامي بالانجازات التي حققتها الوزيرة الصلح في وزارتها رغم المدة القصيرة التي عملت فيها حكومته لحين اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

صرخة الامتعاض الثانية صدرت عن رئيس الحكومة السابق الدكتور سليم الحص اليوم الذي ادلى بتصريح جاء فيه quot; إن مهزلة التفاؤل والتشاؤم المتواصلة لم تنطلِ على أحد. نقول للرئيس المكلف: كفى. ونقول لسائر المشاركين في المشاورات: كفى كفى. الوضع العام بلغ من التردّي ما لم يعد يُطاق. والوضع يتطلب وجود حكومة تتحمّل المسؤولية وتحاسب. الناس لا تفهم ولا تقدر إصرار بعضهم على التقدم من الرئيس المكلف بمطالب آخر لحظة. لم يكفهم نحو خمسة أشهر لطرح المطالب والنقاش حولها ؟ هذا التصرّف إنما يدل على عدم المسؤولية الوطنية quot;.

هذا في المواقف السياسية من عملية تشكيل الحكومة اما في جديد هذه العملية العالقة عند تردد رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون في اسناد وزارة الطاقة الى صهره الوزير جبران باسيل بدلًا من وزارة الاتصالات التي يشغلها حاليًا، ورفضه التخلي عن وزارتي الزراعة والشؤون الاجتماعية مقابل السياحة والثقافة باعتبارهما أقل وزنًا من الوزارتين السابقتين لفت كلام قيادي بارز في المعارضة لـ quot; إيلاف quot; إذ قال بأن المعارضة تدرك خطة الأكثرية المعدة لاضعاف الجنرال عون حيث تبين ان الغاية من اعطاء باسيل وزارة الطاقة هي quot;إحراقهquot; وإفشاله بعد النجاح الذي حققه في وزارة الاتصالات لعلم القيمين على التشكيلة بأن الامساك بوزارة الطاقة اشبه بوضع كرة نار في يد من يتولاها لكثرة ما تعاني من أزمات ومشاكل وعقد عجز عن حلها كل من ذاق مرها..