سيخرج أهالي قرية الغجر لتظاهرات شعبية احتجاجًا على قرار تقسيم القرية وضمّ شطرها الشمالي للبنان حيث أعلنوا عن اضراب عام محذرين من تنفيذ القرار وما سيجلبه من مخاطر اجتماعية.

الغجر: أعلن أهالي قرية الغجر الإضراب العام الجمعة والخروج إلى تظاهرات شعبية احتجاجًا على قرار تقسيم القرية وضمّ شطرها الشمالي للبنان. وحذّر الناطق باسم السلطة المحلية في القرية نجيب الخطيب من quot;خطر تنفيذ القرار وما سيجلبه من كوارث إنسانية ومخاطر اجتماعية على حياة السكان وأطفالهم وممتلكاتهم وأراضيهمquot;، مضيفاً: quot;بالرغم من أن مطالب الأشقاء في لبنان بانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي المحتلة وإعادتها إلى السيادة اللبنانية شرعية، إلا أن تقسيم سكان قرية إلى شطرين وتشريد العائلة الواحدة هو أمر يحمل في طياته مخاطر كثيرة ولن نسمح بتنفيذهquot;.

وتابع الخطيب: quot;نسمع كل يوم في وسائل الإعلام عن مباحثات تجري بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي عبر الأمم المتحدة، دون إخبار الناس في القرية أو مشاركتهم في ذلك، ونحن هنا نتساءل إذا ما يعقل أن يهجّر في القرن الـ21 السكان من منازلهم ومن أرضٍ هي بالأساس ملك آبائهم وأجدادهم؟ وهل تقسّم العائلة الواحدة؟ أين دور صاحب الحق الشرعي الذي هو صاحب القرار الأوحد وهو المسؤول الوحيد بشأن تقرير مصير السكان والأرض في الغجر؟quot;، مؤكدًا أن quot;قرار السكان هذا ليس ضد شعبنا وأشقائنا في لبنان، فللبنان الشقيق الحق بالمطالبة في حقوقه واسترجاع أراضيه ونحن نؤيد ذلك، لكن نحن أرضنا سوريّة وهويتنا سوريّة ولن نتخلّى عن أرضنا أو عن هويتنا هذهquot;.

ووفق الخطيب، ترتكز معارضة السكان إلى ثلاث نقاط مركزية: الأولى هي رفض تقسيم القرية إلى شطرين لأن ذلك يعني تمزق العائلة الواحدة وتقسيمها إلى قسمين وإبعاد الطالب عن مدرسته والمريض عن طبيبه وكذلك سلب الأرض من صاحبها الذي سينتقل إلى الجهة اللبنانية بعيدًا من أرضه؛ والثانية موجهة أولاً إلى الحكومة اللبنانية ثم إلى الأمم المتحدة ويؤكد فيه سكان الغجر أن قريتهم سوريّة وما زالوا يحتفظون ببطاقة هويتهم السوريّة التي كانت في حوزتهم منذ احتلال القرية عام 1967 وكذلك بطاقات الخدمة في الجيش السوري، وكما يقول الخطيب، فإنهم يرون بالحكومة السورية quot;المخوّلة الوحيدة في حسم مصير القريةquot;.

وفي هذا الجانب يطالب سكان القرية الأمم المتحدة بالتوجه إلى سوريا أولاً والتنسيق معها حول أي قرار سيتخذ بشأن مصيرهم. ويرفع السكان سقف مطالبهم بدعوة الأمم المتحدة إلى الاجتماع معهم قبل تنفيذ أي قرار. وفي الجانب الثالث من معركتهم، يحذّر الغجريون من خطر إبعاد ما تخطط له إسرائيل، ويقول الخطيب إن quot;القرار الذي يجري التداول فيه يحقق إنجازًا كبيرًا لإسرائيل حيث ستتخلص من سكان القسم الشمالي كبشر، فيما تبقى تحت سيطرتها 11 ألف دونم أرض، وهي بمعظمها أرض زراعية هي بمثابة الهواء الذي يتنفس عبره الغجريونquot;.