![]() |
لم ترد ردود فعل فورية على الكلمة التي ألقاها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الاحد في ختام مسيرة حاشدة نظمها الحزب الشيعي في معقله في ضاحية بيروت الجنوبية احياء لذكرى عاشوراء، وشدد فيها على اهمية الوحدة الداخلية في لبنان مؤكدا تجاوز مرحلة الانقسامات المحلية التي استمرت نحو خمس سنوات، في الوقت الذي ضرب فيه حزب الله طوقا أمنيا على حول مكان إنفجار أمس.
بيروت: تعذر الحصول على ردود فعل فورية باستفاضة على المواقف التي أعلنها الأمين العام لـ quot;حزب اللهquot; السيد حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء في اتجاه المسيحيين والمسلمين اللبنانيين وإسرائيل، لأن اليوم الأحد صودف إنه عطلة مزدوجة في لبنان، أسبوعية ورسمية لمناسبة عاشوراء، فضلاً عن امتداد أيام الميلاد عند المسيحيين الذين يملأونها بزيارات التهنئة والإستقبالات الإجتماعية ومآدب العيد.
هكذا قال باقتضاب المنسق العام لقوى 14 آذار/مارس النائب السابق فارس سعيد لـquot;إيلافquot; إن خطاب نصرالله ممتلىء بفيض القوة، وقال النائب السابق سمير فرنجية إن المبادرة التي سيعلنها مسيحيو 14 آذار/مارس في الأيام المقبلة ستجيب عن موضوع سلاح quot;حزب اللهquot; من خلال المطالبة برفع يد الطوائف عن سيادة الدولة، أما العضو الآخر في أمانة 14 آذار/مارس المحامي ميشال معوض فقال إن مشروع quot;حزب اللهquot; وسلاحه يشكلان خطرا على لبنان، وحماية الدولة اللبنانية من مسؤولية الجيش اللبناني، وكرر إننا quot;لن نسمح لأحد بأن يقول عنا مرتزقة لا السيد حسن نصرالله ولا غير السيد نصراللهquot;.
ويتحاشى الساسة اللبنانيون عادة من كل الأطراف التسرع في الرد على مواقف نصرالله، نظرا إلى هالة القدسية التي يضفيها مناصروه من الشيعة عليه. وبعد تأليف حكومة الوحدة الوطنية وزيارة رئيسها سعد الحريري لدمشق يلاحظ بوضوح اتجاه quot;تيار المستقبلquot; الغالب إلى التهدئة وعدم الدخول في مواضيع يمكن أن تعيد الحماوة إلى المواقف السياسية. وقال أحد السياسيين لـ quot;إيلافquot; طالبا عدم ذكر اسمه: quot;كنا ننتظر من السيد نصرالله أن يشرح لنا ماذا حصل أمس (السبت) قرب مقره في حارة حريك بالضاحية الجنوبية، حيث منع مسلحو حزبه قوى الأمن الشرعية من التحقيق في الإنفجار الذي قيل إنه استهدف مسؤولين في حركة quot;حماسquot;.
وكان الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; قد قلل من أهمية الإعتراضات على سلاح quot;حزب اللهquot; ملمحاً إلى انها تصدر عن فريق واحد مسيحي، قائلاً quot;إننا لن ننجر إلى أي توتير ولن نُستفز، وبعدما وجه quot;التبريك quot; في عيد الميلاد، دعا المسيحيين اللبنانيين إلى الخوض في نقاش هادىء في ما بينهم والإفادة من تجارب الماضي وعرض نتائج تحالف بعضهم مع إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، مذكرا إياهم بمصير المسيحيين في العراق حيث لم يستطع 150 ألف جندي أميركي حمايتهم حتى للإجتماع ليلة الميلاد في كنيسة. كما حضهم على إجراء حسابات دقيقة للتسويات والمصالح الإقليمية والدولية، قائلا أن ليس من مصلحتهم الدخول في عداوات وخصومات وحروب مع بقية اللبنانيين، معتبرا أن اللبنانيين أمام فرصة للتفاهم والوحدة في ما بينهم.
![]() |
وتوجه إلى بقية المسلمين في لبنان وحضهم على السعي باستمرار لإحباط أي فتنة، وإلى إسرائيل قائلا: quot;سنقاتل قتال الكربلائيين الحسينيين إنشاء الله ولن يكون على أيدينا إلا الفتح والنصر المبين بعونه تعالىquot;. أشار نصرالله إلى أنّ quot;من يهدد اليوم أمتنا وحاضر شعوبنا هو مشروع الهيمنة والاستكبار الاميركي، وبالتالي نحن ندين مشاريعها وحروبها وجرائمها خصوصاً في العراق وأفغانستانquot;. وأضاف: quot;ندعو ألا ننخدع بمعسول الكلام ونفاق الشعارات التي تتحدث عن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسانquot;، وشدّد على أنّ quot;لا حدود لإرهاب إسرائيل ولنذّكر العالم كله اليوم بجرائمها في غزة ولبنان، وبتهديدها القدس وبظلمها المتمادي بحق الشعب الفلسطيني والتهديد الدائم للمنطقة بمزيد من الحروبquot;.
نصرالله دعا quot;الامة ألا يلتبس عليها العدو من الصديقquot;، مطالبًا بضرورة quot;رفع الحصار نهائياً عن قطاع غزةquot;، سائلاً: quot;ما هي هذه الامة التي quot;تتفرجquot; على مليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون في ظروف قاسية في غزة، وبالتالي لا يجوز أن يستمر هذا السكوت على حساب شعب بكاملهquot;. كما أدان المجازر التي تُرتكب خصوصاً في العراق، بالقول: quot;هؤلاء يقدّمون للاحتلال الاميركي خدمات جليلة، وبالتالي أصبحت هذه الجرائم خبراً عادياً في العالم العربي والاسلاميquot;.
يذكر إن صحيفة quot;النهارquot; البيروتية نشرت روايات متضاربة عن انفجار أمس في الضاحية نظرا إلى تعذر الحصول على معلومات من مصادر أمنية رسمية، في أولى الروايات إن الإنفجار استهدف سيارة تابعة لـquot;حماسquot; كانت متوقفة في مرأب مجاور لمركزها في مبنى quot;بنك الكويت والعالم العربيquot; في الشارع الرئيسي الذي يصل ما بين حارة حريك وبئر العبد قبالة مبنى تلفزيون quot;المنارquot; القديم التابع لـquot;حزب اللهquot;. وافيد ان عناصر من الحركة كانوا يحاولون تفكيك عبوة كانت في السيارة لكنها انفجرت، مما ادى الى سقوط ثلاثة قتلى وخمسة جرحى على الاقل. وشوهدت سيارات الاسعاف تدخل الى منطقة الانفجار لنقل المصابين، فيما عمد quot;حزب اللهquot; الى ضرب طوق حول المكان مانعاً حتى قوى الامن الداخلي من الاقتراب من المكان، كما منع الصحافيون ومراسلو وكالات الانباء من تغطية الحادث او التقاط صور له.
وفيما سرت شائعات عن استهداف مسؤول quot;حماسquot; في لبنان اسامة حمدان والمسؤول الثاني فيها علي بركة، نفت مصادر الحركة ان يكونا قد اصيبا بأي مكروه. كذلك تردد عن ان الانفجار وقع بعد اجتماع قيادي لكل من quot;حماسquot; وquot;حركة الجهاد الاسلاميquot; في مقر مسؤول quot;الجهادquot; ابو عماد الرفاعي، لكن مصادر الرفاعي أكدت انها غير معنية بالحادث. كما اكدت مصادر quot;حزب اللهquot; ان الانفجار اوقع ضحايا في مركز quot;حماسquot; وان لا استهداف للحزب.
وعلمت quot;النهارquot; ان جريحين كانا نقلا الى احد مستشفيات المنطقة قد غادراها بعد تلقيهما الاسعافات، فيما لا يزال ثلاثة جرحى يتلقون العلاج بسبب الاصابات التي لحقت بهم، وتردد ان بين المصابين ايضا عناصر لـquot;حزب اللهquot;. وبعيد منتصف الليل، قالت مراجع امنية من دون أن تؤكد ، ان عبوة انفجرت في سيارة تابعة لـquot;حماسquot; اسفرت عن تدميرها والحاق اضرار بسيارات اخرى، وسقط في الانفجار ثلاثة قتلى وستة جرحى. وتبين ان مسؤول الحركة بركة كان في الجنوب وقت الحادث، فيما افاد مكتب حمدان انه لم يصب بأذى.
واكدت هذه المراجع ان quot;حزب اللهquot; منع الاجهزة الرسمية من القيام بواجباتها، مما اضطرها الى متابعة الوقائع عبر مصادر مختلفة.








التعليقات