حطيط وصقر تحدثا لـquot;ايلافquot; عن انعكاسات وصور مشوّهة
الذكرى الأولى لـ 7 أيار: الإجتياح يمكن أن يتكرر... سياسياً

عون يعلنها معركة إنتخابية بمواجهة بري في جزين

وزير الثقافة: من يهاجم القضاء يريد هدم الدولة

سؤال يشغل لبنان: هل انتهى الهجوم على القضاء؟

نائب بعبدا عبدالله فرحات: مستمرّ في ترشحي

جميل السيّد ... قصة العقل الإستخباراتي الأول

المرشح السنيورة رفيق رفيق الحريري بين الحكم والتفرغ للمعركة

تريسي ابي انطون من بيروت: مرّ عام على احداث 7 ايّار/مايو الأليمة عندما اجتاح مسلحو quot;حزب اللهquot; وحلفاؤه غرب بيروت وبعض مناطق الجبل. ويستذكر اللبنانيون اليوم ماحصل وهم على عتبة استحقاق انتخابي لن تكون نتائجه سوى انعكاس واضح وصريح للافرازات، الإيجابية والسلبيّة على السواء، التي تركتها تلك الاحداث على المشهد السياسيّ والامني وحتى الاجتماعي طوال العام. واذا كانت المحاولات السياسيّة الحثيثة التي قادها الاطراف اللبنانيون لتثبيت التهدئة الامنية، من اتفاق الدوحة وانتخاب رئيس للجمهوريّة الى حكومة عادت اليها الشرعيّة والرجوع إلى طاولة الحوار، قد أرست مناخا من التفاؤل في فضاء لبنان، الا ان الهواجس ما تزال كثيرة لأن جرح 7 ايار/مايو وإن ضمّد لم يندمل بعد. اعظم هذه الهواجس تختزله تساؤلات من نوع: هل ان افضل الوسائل اللبنانيّة لتصحيح التوازن في الحكم يقوم على تجييش الشارع وانفلاته امنيّا؟ وايّ دور او وظيفة للحوار الوطني برئاسة الرئيس ميشال سليمان، وهل هو لحصر التوترات والاحتقانات لا غير على مشارف هذه الانتخابات؟

هذه التساؤلات - الهواجس نقلتها quot;ايلافquot; الى المحلل السياسي نسيب حطيط، فرأى ان quot;احداث 7 ايار/مايو شكلت منعطفا اساسيّا في المشهد السياسي اللبناني، حيث اتفق الخطان المتباعدان والمتناقضان على دائرة حوار بشروط quot;التنازل المحدودquot; لحفظ ما يمكن حفظه من الوحدة الوطنية. ولعلّ اتفاق الدوحة يؤسس لحضانة سياسيّة كما كان قد انجز في الحوار الوطني، ويعطي جرعات من الاوكسيجين السياسي للحوار الوطني الذي لم ينجز من اتفاق الدوحة حتى اللحظة سوى الصورة النسبية، اي يمكن اللقاء بين الافرقاء السياسيين بعد كل جولة تصريحات او اشكالات امنيّة على الارض، لأن الوضعين الاقليمي والدولي لم يسمحا برفع سقف الخلاف إلى أعلى مما هو عليه حالياً، وذلك في انتظار الحوار الاميركي ndash;السوري، والاميركي الايرانيquot;.

وعن امد صمود أجواء اتفاق الدوحة قال حطيط: quot;يعتبر بعضهم ان مفاعيل الاتفاق ستنتهي مع الانتخابات النيابيّة، لكن الظروف التي فرضت اتفاق الدوحة ستبقى حاضرة في رأيي لفرض ضمانات جديدة يمكن ان يطلق عليها اسم آخر، ولكنها ستكون بالروحيّة نفسها التي حكمت ذاك الاتفاقquot;.

وعما اذا كانت هذه الظروف ذات طابع امنيّ، قال حطيط: quot;يمكن ان يحصل 7 ايار/مايو سياسي ولكن ليس أمنياً، اي محاولة للسيطرة على الوضع بالقوة السياسية ومحاولة لايقاف وفرملة الفريق الآخر بهذه القوة، وسيكون عنوان 7 ايار/مايو السياسي quot;الشراكة رغما عنكquot; اي بالإكراه، لأن الوحدة الوطنيّة تقتضي ذلكquot;.

وعن الانعكاسات التي واكبت المحاولات الحثيثة لطيّ تلك quot;الصفحة السوداء الاضافيةquot; في كتاب لبنان، سألت quot;ايلافquot; رأي المحلل السياسي عقاب صقر- وهو أيضاً مرشح قوى 14 آذار/ مارس للمقعد الشيعي في زحلة- فقال: quot;اتفاق الدوحة تمكن من امتصاص الكثير من الانعكاسات التي تركتها احداث 7 ايّار/مايو على المشهد الللبناني، سواء من خلال الاتفاق على عدم استذكارها، او عدم الرجوع في الذاكرة الى الوراء في خوض الانتخابات، لكن تلك الاحداث تركت من دون شكّ اكثر من جرح في الجسم اللبنانيquot;.

ولاحظ صقر ان quot;تلك الاحداث ساهمت اوّلا في تعميق الفرز السنّي- الشيعي، افقيا وعموديّا وعلى المستويات السياسيّة والاجتماعيّة وحتى العائلية، ليس فقط بين شيعة 8 آذار/مارس وسنة 14 آذار/مارس، وليس فقط بالمعنى الاجتماعي كما هو واضح في الحالات الأسريّة، انما تخطّت ذلك الى المعنى المناطقي، إذ نرى بيروت في مواجهة الاطراف. وثانياً دمّرت تلك الأحداث كل المصداقية التي بنتها المقاومة حول سلاحها واظهرت وجها ميليشيوياً لكلّ من لم يريدوا ان يصدّقوا ذلك او الذين يقولون عكسه. وثالثا، عكست حالة على المستوى العربي. فاليوم نرى أزمة حزب الله مع مصر، وهذه أزمة تعكس في أحد أوجهها اقتناع العقل العربي بامكانية حدوث 7 ايار عربي مثل 7 ايار اللبنانيّ، وهذا ما سهّل الاتهامات المصريّةquot;.

ورأى صقر ان quot;هذه الانعكاسات تركت أسوأ صورة عن الأجهزة الأمنية اللبنانيّة والجيش في ضوء مطالبة الأهالي والسكان بترك منازلهم ومكاتبهم وحتى مناطقهم خلال تلك الاحداثquot;. وأضاف : quot; بذلك شكّلت ضربة مزدوجة للجيش والمقاومة، فالاول بدا غير قادر على مواجهة سلاح حزب الله، بينما بيّنت المقاومة وجها ميليشيويّا. في النتيجة انهارت هيبة الجيش وهَُـشّمت صورته، وفي المقابل سقطت قدسيّة سلاح الحزبquot;.

ويبقى الباب مفتوحا على مزيد من التساؤلات بعد قراءة الهواجس والانعكاسات التي يطرحها اللبنانيون في مرور عام على احداث 7 ايار/مايو. أسئلة وهواجس ستتعزّز بعد يوم الإنتخابات صباح 8 حزيران/يونيو المقبل، وفي مقدمّها : ما هو مصير سلاح quot;حزب اللهquot; ايّا تكن الجهة التي ستمسك بدفة الحكم في البلاد، وهل ستقبل قوى 14 آذار/ مارس بشريك مسلّح اذا ما جددت الانتخابات العهد لها؟ وما مصير المحكمة الدولية بلبنان في ظلّ اعلان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله رفضه المسبق لأي قرار جديد يصدر عنها؟ هل يتجه لبنان نحو صدام جديد؟