راجح الخوري: هناك شعار واحد يرتفع الآن في أمكنة كثيرة ذهبت وتذهب إلى الإنتخابات . إنه طبعاً شعار التغيير إنطلاقاً من الإيحاء للمقترعين بأن الآتي أحسن وأفضل ولهذا فالتغيير حسنة مطلوبة. عندما طرح باراك أوباما شعار التغيير عنواناً لمعركته الرئاسية في الولايات المتحدة لأميركية قال الجنرال ميشال عن في بيروت: ولكننا نحن سبقناه إلى طرح هذا الشعار . ثم أكمل مازحاً: لماذا لا ندخله quot;تيار التغيير والإصلاحquot;؟ وهو التيار الذي يتزعمه في لبنان؟

وثمة من تحدث عن تغيير في الكويت من خلال انتخاباتها، كذلك في إيران التي ستشهد إنتخابات رئاسية في يونيو/ حزيران المقبل. لكن الطريف ان النساء في الكويت يرفعن الشعار الذي رفعه الجنرال ميشال عون عنوانا لمعركته الإنتخابية . ففي الكويت يقلن quot;الثالثة ثابتةquot; ، أمافي لبنان فيقول عون: quot;الجمهورية الثالثة ثابتةquot;. في الكويت مفهوم أن المقصود بـquot;الثالثة ثابتةquot; ان المرأة الكويتية التي فشلت مرتين حتى الآن في الوصول إلى مقاعد مجلس الأمة تريد للمرة الثالثة أن تكون ثابتة.

أما في لبنان فليس مفهوماً قط ما هو المقصود بـ quot;الجمهورية الثالثة ثابتةquot; . العونيون يقولون إنها الجمهورية الثالثة التي قدم الجنرال برنامجه وتصوره لها قبل أيام، بينما لم يقدم فعلاً أكثر من quot;برنامج إتهاميquot; ضد الأكثرية يتألف من 42 بنداً تتحدث عن أخطاء خصومه لا عما يحمله هو من تصحيح لهذه الأخطاء.

أما خصوم الجنرال عون فيقولون إن المقصود بالقول quot;الجمهورية الثالثة ثابتة quot; ان جمهورية الرئيس ميشال سليمان غير ثابتة .

وانه إذا نجحت المعارضة في الحصول على الأكثرية فإنها قد تدعو إلى تقصير ولاية سليمان بذريعة دستورية وهي إنه وسط حال الإشتباك والفراغ الرئاسي الذي كان سائدا ًقبل اجتماع الدوحة ، لم يقدم سليمان استقالته من قيادة الجيش قبل انتخابه رئيساً كما ينص الدستور. ثم انه حتى في غياب المجلس الدستوري تستطيع أكثرية الثلثين في البرلمان أن تصوّت على تقصير ولاية الرئيس.

طبعاً الجنرال عون يستشيط غضباً من هذا التفسير الذي زاد من رواجه الكلام الذي أدلى به النائب السابق فارس بويز، الذي كشف ان عون فاوضه ليكون في لائحته الإنتخابية في قضاء كسروان على خلفية إمتحان مدى التزامه حيال ما يقرره عون. ووصل الأمر إلى حد سؤاله انه إذا تكرر حال الفراغ الرئاسي فماذا سيكون موقفه . بمعنى هل سيصوّت لمصلحة عون رئيساً؟