شعارات وحضور كثيف للمندوبين ونساء يتحدثن عن مؤامرة
شكاوى بيروت التي احتشد أهلها أمام أقلام الاقتراع
عماد الدين رائف من بيروت: يعلو صوت الغناء الخارج من مكبرات صوت تموضعت قرب محل لبيع أجهزة الخليوي كل ما عداه، على طول جدار الملعب البلدي لبيروت يصدح بأغنيات تابعة لفريق الموالاة ( قوى 14 آذار/ مارس) ،بينما يتجمهر الناس على الجانب المقابل من الشارع الضيق بالسيارات أمام مدرسة عمر الزعني الرسمية، التابعة لدائرة بيروت الثالثة، الدائرة الأكثر كثافة والتي تضم إلى المزرعة، ميناء الحصن، دار المريسة، رأس بيروت، زقاق البلاط، والمصيطبة.
يعلو صوت من نوع آخر، فشكاوى المواطنين من كثافة الإقبال على أقلام الاقتراع في هذا المركز تصل إلى خارج حرمه، حيث يحاول أحد أعضاء ماكينة quot;تيار المستقبلquot; تهدئة مجموعة مقترعات شكون من بطء تفاعل رئيس القلم ومساعديه، حيث انتظرن لساعتين quot;وما لحقنا دورquot;. تدور شائعات عن مؤامرة تحاك quot;منشان يزهقوا الناس ويفلواquot;.
بيروت الثالثة
داخل المركز، في ملعب المدرسة الواسع، يقف المقترعون جماعات جماعات. كل واحد أو واحدة منهم يخبر حكاية انتخابه البطولية. هنا مجموعة لـquot;الجماعة الإسلاميةquot;، هناك مجموعات لـquot;تيار المستقبلquot;. تقترب سيدة في العقد الرابع من العمر، تبحث عن مراقب لتخبره شكواها. تقول :quot;داخل قلم الاقتراع سحب مساعد رئيس القلم اللائحة من يد سيدة وأعطاها ورقة بيضاء وقال لها اكتبي عليها اسمك. وفعلاً أخذت المرأة المسنة الورقة البيضاء وكتبت اسمها فأخذ الورقة ووضعها في مظروف ورمى به في الصندوقquot;. على مقربة منها تبادر سيدة أخرى: quot;داخل المعزل لوائح لمرشحين، ولا أوراق بيضاء، ولا قلم حبر، لكن وجدت قلم رصاص فاعترضت لرئيس القلم الذي لم يحرك ساكناًquot;. تقترب ابتسام، لديها إعاقة ذهنية، تقول مرافقة لها إن بعض النسوة على باب قلم الاقتراع المزدحم قد هاجموها، تحمل ابتسام جسر أسنانها المركب الذي انكسر نتيجة التزاحم بيدها، وهي تنظر حائرة إلى من تشكو؟ على مقربة منا يحمل عنصرا شرطة كرسيا بلاستيكياً جلست عليه امرأة مسنة، يدخلها الدركيان المبنى ويولجانها مع الكرسي في المصعد. حضور كثيف لـquot;تيار المستقبلquot; ومناصريه خارج أقلام الاقتراع، فيما لا يلحظ وجود لمندوبي لوائح المعارضة ( قوى 8 آذار/ مارس) ، أو متطوعي لجان المراقبة المحلية أو الدولية.
في بيروت الأولى والثانية
ننتقل إلى دائرة بيروت الأولى، من كنيسة مار متر نزولاً إلى مدرسة الحكمة، تطالعك قبل التقاطع جماهير quot;التيار الوطني الحرquot; وحزبي quot;القوات اللبنانيةquot; والكتائب. أبواق السيارات تطلق بترددات تشير إلى هوية مطلقيها. على باب مركز الاقتراع يحتشد المقترعون في انتظار أن يمررهم الشرطي بعد أن يتأكد من بطاقات الهوية. تصل الزميلة الإعلامية مي شدياق لتقترع يصاحبها هتاف وتصفيق طويل من مناصريها داخل المركز، شبيه الاحتفاء الذي حظي به المرشح نديم بشير الجميل قبل لحظات. يحاول عناصر الجيش اللبناني جاهدين إخلاء المنطقة من غير الناخبين. يفشلون بذلك مراراً وتكراراً أمام جماعات المواطنين المنتظرين على مقربة من الباب الرئيس للمدرسة. يخرج رجل مسن يتكئ على عصاه، تركض ابنته لتسحب له كرسياً يجلس عليه. quot;الحمد لله انتخبنا، بعمرها الانتخابات ما كانت هيك، يبدو ان الناس كلهم جاءوا دفعة واحدةquot;. في الخارج تقف فتاة تنتظر أباها، quot;دخلنا معا، لكنني أنتظر منذ نصف ساعة ولم يخرجquot;.
طرق بيروت مليئة بالسيارات، ومئات الشبان والشابات المنتمين إلى اللوائح والكتل المختلفة يتزينون بشعارات حملاتهم ويوزعون لوائح يريدونها أن تنزل في الصندوق أو quot;زي ما هييquot;. بيروت الثانية يفترض أن تكون خارج السباق، فهي أحد نتاجات التوافق في الدوحة قبل عام، لكن من يدري؟ يقول ميشال: quot;أنا انتخبت، وشطبت من لا أراهم مناسبين! لا دوحة ولا غير دوحةquot;. صور معلقة على جدران بيروت الثانية جمعت بين نهاد المشنوق و(أبو حسن) هاني قبيسي، على رغم انتمائهما إلى فريقين متناحرين، لكن ليتم التوافق على quot;ثوابت الدوحةquot;. وترى نسخاً من الصورة نفسها قد مزقت بشكل مختلف ففي مناطق اختفى منها المشنوق وفي أخرى قبيسي. quot;هي ساعات قليلة ونرى، الكلمة للصندوقquot;، كما يقول بلال الذي تلون ابهامه حتى العقدة باللون البنفسجي.