مروان حمادة وأنطوان زهرا أمينا سر المجلس
بري رئيسًا لمجلس النواب اللبناني ومكاري نائبًا له

نبذة عن نبيه بري

نجح السياسي المحنك نبيه بري في البقاء في منصبه في رئاسة البرلمان اللبناني للمرة الخامسة على التوالي، رغم انتمائه الى الاقلية النيابية، فارضا نفسه مرة اخرى شخصية اساسية في المعادلة السياسية. ووصل بري الى سدة الرئاسة الثانية خلال فترة النفوذ السوري في لبنان، وبقي quot;دولة الرئيسquot; الذي لا منافس له رغم خروج السوريين من البلد الصغير في 2005، مستفيدا من نظام سياسي معقد قائم على التحاصص الطائفي والتوازنات الهشة.

وكان بري (71 عاما)، رئيس حركة امل، المرشح الوحيد لرئاسة البرلمان التي تعود في لبنان الى الطائفة الشيعية. وينتمي جميع النواب الشيعة في البرلمان، باستثناء اثنين، الى حركة امل وحزب الله الداعم لبري او الى احزاب وتيارات يؤيدانهما.

ورغم حدة التنافس والخطاب التصعيدي الذي سبق الانتخابات النيابية في السابع من حزيران/يونيو، تمكن بري، الى جانب شخصيات في الاكثرية، من تدشين ما صار يعرف بسياسة quot;اليد الممدودةquot; بعد الانتخابات، عبر خطاب التهدئة الذي انتهجه ودعا اليه تحت عنوان quot;الوحدة الوطنية لمواجهة الاستحقاقاتquot;. واليوم يبدأ بري ولاية جديدة على راس المجلس النيابي من اربع سنوات، بعد ان امضى حتى الآن 17 عاما في هذا المنصب، وهي الفترة الاطول في تاريخ رئاسة المجالس النيابية في تاريخ لبنان الحديث.

وصوتت معظم الكتل النيابية في الاكثرية لبري، رغم تحفظاتها عليه، متحججة، كما قال النائب سعد الحريري، ابرز اقطابها الاربعاء، بضرورة quot;صيانة الوحدة الوطنية والسلم الاهلي واستقرار لبنانquot; الذي شهد خلال السنوات الاربع الماضية سلسلة من الازمات السياسية والاحداث الامنية.

طويل القامة، طليق اللسان، جهوري الصوت، سريع البديهة، لاذع في انتقاداته، لا يتردد بري في قول ما لديه حتى في خضم جلسة عامة منقولة مباشرة عبر اثير الاذاعات والتلفزيونات.

تلومه الاكثرية الحالية التي كانت تتمتع كذلك بالاكثرية في مجلس النواب المنتهية ولايته على quot;اقفالهquot; المجلس لمدة سنة ونصف السنة بين نهاية 2006 وايار/مايو 2007، الا انه يقول انه لم يفعل يوما quot;ما يخالف الدستور والقوانين اللبنانيةquot;.

ورفض بري في تلك الفترة الدعوة الى جلسات لانه كان يعتبر الحكومة التي سيشارك ممثلون عنها في الجلسات quot;غير دستورية وغير شرعيةquot; بسبب استقالة الوزراء الشيعة منها، وبالتالي quot;منافية لميثاق العيش المشتركquot; بين الطوائف الذي ينص عليه الدستور. انضم بري الى حركة افواج المقاومة اللبنانية (امل) التي اسسها الامام موسى الصدر عام 1970. وبعد عامين على اختفاء الصدر، ترأس المحامي نبيه بري عام 1980 حركة امل.

وشاركت حركة امل برئاسته في الحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990)، وخاضت مواجهات مع اطراف عديدة بينها الميليشيات المسيحية، والفصائل الفلسطينية في حرب المخيمات (1985-1988)، وحتى حزب الله قبل ان يصبح الطرفان شريكين اساسيين في الحياة السياسية. كما شاركت في عمليات المقاومة التي ساهمت في خروج اسرائيل من لبنان العام 2000.

وقال بري عن تلك المرحلة quot;الامور التي افتخر واعتز بها واكررها هي المشاركة في المقاومة وتاسيس المقاومة ضد اسرائيل. الامور الاخرى (في الحرب) كلها كان يمكن تلافيهاquot;. واضاف quot;كل حرب داخلية هي كما العين تقاتل العين في الجسم ذاته وكما اليد تقاتل اليد الاخرى في الجسم ذاتهquot;.

ويتميز بري ببلاغة في الكلام ويهوى الكتابة. ويقول quot;لا املك جرأة الادعاء انني شاعر، انما يقول البعض ان في كتاباتي شعرا. الواقع انني اعبر عما اتاثر بهquot;. وقد تم تلحين بعض كتاباته وبينها اغنية للفنان اللبناني مارسيل خليفة بعنوان quot;يا عريس الجنوبquot; حول اللبناني بلال فحص الذي سقط في عملية انتحارية ضد الجيش الاسرائيلي.

غير ان الوقت الذي امضاه في السياسة والذي يمنعه من ممارسة هوايتيه المفضلتين وهما السباحة ولعب البليار، لم يتح له ايضا كتابة مذكراته، وهو امر كان يود القيام به. ودخل بري البرلمان العام 1992 نائبا عن جنوب لبنان ورئيسا لمجلس النواب.

ولد بري في سيراليون في 1938 من عائلة من جنوب لبنان هاجرت الى افريقيا، وعملت في تجارة الماس. كما عمل هو لسنوات طويلة في حقل الاستثمارات العقارية.
ويشيد انصاره بورشة الانماء التي يقف وراءها في الجنوب المصنف من المناطق quot;الفقيرة والمحرومةquot;. ورغم انتقاداتهم، لا يتردد خصوم بري في تأكيد احترامهم له ولقدرته على ادارة التناقضات.

وبري متزوج واب لتسعة اولاد ستة منهم من زواج سابق. وعما اذا كان اولاده مهتمين بالسياسة في بلد تدرج فيه الوراثة السياسية، يقول quot;انا ضد الاقطاع السياسي ولست مستعدا لتوريث اولادي. نحن حركة سياسية عمرها اكثر من 30 سنة ولا احد في العائلة يفكر في هذا الامر ابداquot;.

بيروت، مصادر مختلفة: انتخب مجلس النواب اليوم اللبناني الخميس رئيس حركة أمل نبيه بري من قوى 8 آذار رئيساً له بغالبية كبيرة وذلك لولاية خامسة على التوالي مدتها اربع سنوات. ونال بري 90 صوتا من أصل إجمالي الحضور البالغ 127 نائبا من اصل 128 نائبا. واقترع 28 نائبا بورقة بيضاء فيما ادرجت ست اوراق اسماء مختلفة واحتسبت ثلاث اوراق ملغاة. وهي النسبة نفسها التي حازها بري في ولايته السابقة وان اختلف تركيبها. وفاز بري، المرشح الوحيد لهذا المنصب، من دورة الاقتراع الاولى. والى جانب نواب قوى 8 اذار (57 نائبا ) اقترعت لمصلحة بري غالبية نواب الاكثرية الممثلين لقوى 14 اذار المدعومة من الغرب ودول عربية بارزة.

وكانا حزبا الكتائب والقوات اللبنانية المسيحيان والمنضويان في اطار قوى 14 اذار قد اعلنا اضافة الى نواب مستقلين العزم على الاقتراع بورقة بيضاء احتجاجا على بعض الخطوات التي اتخذها بري في ولايته السابقة وخصوصا اقفاله ابواب المجلس لمدة عام ونصف خلال الازمة السياسية التي عصفت بالبلاد. وفي عملية لاحقة في الجلسة نفسها تم انتخاب فريد مكاري من اعضاء كتلة تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري نائبا لرئيس البرلمان.

وعاد مكاري لهذا المنصب لولاية ثانية على التوالي بعد ان نال اكثرية 74 صوتا فيما تم الاقتراع ب 25 ورقة بيضاء وتضمنت الاوراق الاخرى اسماء مختلفة. وفي كلمة القاها بعد انتخابه قال بري ان اعمال المجلس السابق اتت quot;رغم الازمة العاصفة التي ادت الى تعطيل المؤسساتquot; وادت الى quot;ان يفقد المجلس دوره الاساس في عدد من الامورquot; ومن ابرز هذه الانجازات انه quot;نجح في نقل الملفات الخلافية من الشارع الى طاولة الحوارquot;.

وقال quot;سنحرص على ان لا يتكرر ذلك في ولاية المجلس الحاليquot;. وشكر اعضاء المجلس السابق quot;الذين حملوا ارواحهم على اكفهم وقضى بعضهم شهيدا للوطنquot; في اشارة الى اربعة نواب اغتيلوا في اطار مسلسل الاغتيالات الذي استهدف شخصيات مناحضة لسوريا. وراى بان من ابرز مهام المجلس الجديد quot;ان يفتح الطريق الى العبور فعليا الى الدولةquot; متعهدا العمل على quot;اصلاح القضاء ومتابعة تنفيذ قوانين الخصخصة وباريس 3quot;. وراى ان استعادة لبنان دوره في المنطقة quot;يتطلب ان يسهل قيام حكومة وطنية تواكب الاستثمارquot;. وطالب quot;بمبادرات لمد اليد للجيش ودعم المقاومة باعتبارها حاجة ملحة طالما إسرائيل تلجا للعدوان ولا تعمل الا من أجل العدوانquot;. وقال quot;المجلس الجديد معني باستكمال عملية تحرير أجزاء ارضنا المحتلةquot; كما انه quot;معني بضمان تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي وفي طليعتها القرار 1701quot;.

وسُمع اطلاق نار كثيف عند صدور نتيجة انتخاب بري رئيسا للمجلس النيابي.وكان أعلن سعد الحريري، رئيس قوى الأكثرية النيابية في لبنان، أنه سيدعم إختيار بري، لولاية جديدة، واضعًا قراره في سياق الحفاظ على quot;الإستقرار ومصلحة السلم الأهليquot;، الأمر الذي يحسم هوية رئيس البرلمان المقبل.

وجاء قرار الحريري لينهي الجدل حول الخيار الذي سيتخذه الزعيم السني حيال منصب رئاسة مجلس النواب الذي يعود للشيعة، خاصة وأن تأخير إعلان القرار فتح الباب أمام تحليلات ذهب بعضها إلى طلب quot;ضماناتquot; من بري، الذي شاركت عناصر تابعة له في اقتحام أحياء سنية من بيروت في مواجهات مايو/ أيار 2008، فيما لوح بعضها الآخر باستبداله، بحسب مراقبين.

وقال الحريري، في مؤتمر صحافي مقتضب عقده بعد اجتماع مطول مع بري، في مقر الأخير ببيروت الأربعاء: quot;بناء على الانفتاح ونية العمل الجديد في المؤسسات، وتقبل الجميع لضرورة وجود طريقة جديدة للعمل في المستقبل، نرى أن قرارنا سيكون انتخاب الرئيس بري، الأمر الذي يثبت السلم الأهلي والوحدة الوطنية، وهذا القرار من مصلحة السلم الأهلي والاستقرار.quot; واعتبر الحريري أن quot;هناك أجواء جديدة في لبنان،quot; نافياً أن يكون قد طلب ضمانات من بري تطال كيفية ممارسته لصلاحياته.

وتابع قائلاً: quot;هناك محاولة إسرائيلية للإلتفات على المبادرة العربية للسلام، وهناك والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والوضع الاقتصادي العالمي، ولذلك إذا اختلفنا في أمور ليست لصالح البلد لن نكون في موقع المسؤولية الحقيقية.quot;

وتجنب الحريري الرد على سؤال حول ترشيحه لرئاسة الحكومة اللبنانية المقبلة، معتبراً أن الحديث الآن يتركز حول انتخابات رئاسة مجلس النواب، أما بالنسبة للحكومة: quot;فكل شيء حلو في وقته.quot; ونفى الحريري وجود خلافات بين قوى الأكثرية على خلفية قراره بدعم ترشيح بري، معتبراً أن تلك القوى quot;تتفق على أمور وتختلف على أخرى،quot; وذلك في إشارة منه إلى التحفظات العلنية التي عبرت عنها القوى المسيحية في تحالف الأكثرية حيال إعادة انتخاب بري.

وكانت أوساط ترجح أن يتأخر الحريري في إعلان دعمه لبري بسبب صعوبة تقبل الخطوة في الأوساط السنيّة المتضررة من مشاركة عناصر تابعة لـquot;حركة أملquot; بقيادة بري في أحداث مايو/ أيار 2008، التي ارتدت طابع المواجهة المذهبية بين السنة والشيعة. في حين كانت قوى مسيحية في الأكثرية، وخاصة القوات اللبنانية وحزب الكتائب، قد أعلنت معارضتها لانتخاب بري، ثم عادت لتطرح موافقة مشروطة يتعهد خلالها (بري) بعدم إغلاق مجلس النواب في حال الاختلاف مع الحكومة، كما فعل في السنوات الماضية.

وبالتزامن مع إعلان الحريري، كان الركن المسيحي في المعارضة، العماد ميشال عون، قائد التيار الوطني الحر، يؤكد عزمه التصويت لبري في الانتخابات المقررة الخميس، وذلك بعدما كان بعضهم يرجح أن يتخذ (عون) موقفًا معارضًا أو متحفظًا حياله، بعد خلافه معه في الكثير من الملفات، وحتى خلال فترة الانتخابات.

وكانت قوى المعارضة التي يقودها حزب الله قد أعلنت عزمها تأييد ترشيح بري، الذي يمتلك بدوره كتلة نيابية، ما قد يضمن له - بعد دعم الحريري له - الفوز بالمنصب بقرابة مائة صوت من أصل 128. وقد سبق للنائب، وليد جنبلاط، أن أعلن منذ اليوم الأول بعد الانتخابات النيابية التي أسفرت مطلع الشهر الجاري عن هزيمة المعارضة ومحافظة قوى الأكثرية على الأغلبية في البرلمان، عن دعمه اختيار بري لرئاسة المجلس. وأدى هذا الموقف منه، إلى جانب مواقف أخرى لاحقة، إلى تمهيد الطريق أمام اللقاء الذي عقده مع الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، وكان الأول بينهما منذ ثلاث سنوات.

وتتوقع أوساط سياسية ونيابية لبنانية أن تشهد الفترة المقبلة خلط أوراق على المستوى السياسي المحلي، مع ترجيح تشكيل تكتلات تكون أقرب إلى الوسطية، وتحافظ على مسافة معينة من قوى الأكثرية والمعارضة على حد سواء. ويرى البعض أن بري قد يكون أحد أقطاب هذه التكتلات، إلى جانب جنبلاط، وشخصيات أخرى.

في غضون ذلك، ادلى الرئيس بري بموقف اعرب فيه عن امله في ان تكون جلسة انتخابه مجدداً اليوم مقدمة لتأليف حكومة وحدة وطنية تواجه الاستحقاقات المقبلة على لبنان. وقال لـquot;وكالة الصحافة الفرنسيةquot;: quot;ان شاء الله تكون الجلسة بداية جمع الشمل اللبناني وبداية الوحدة الوطنية اللبنانية التي يجب ان تترجم اكثر فأكثر بحكومة وحدة وطنيةquot;. واضاف: quot;عندما يكون البلد في ازمات يحاول الوصول الى التفاف لمواجهة الازمات.

الالتفاف اليوم من مصلحة الاقلية ومصلحة الاكثريةquot;. واعلن تأييده تسمية النائب سعد الحريري لرئاسة الحكومة، قائلاً: quot;سأعمل على انجاز الحكومة في اسرع وقت، ولو ان الامر يعود الي وحدي خلال اسبوعينquot;، داعياً الى ان quot;تذوب 8 و14 آذار في وحدة وطنيةquot;. واوضح ان quot;الذوبان يعني اننا لن نحكي بالثلثين او الثلث او النصف او اكثر او اقلquot;. في الحكومة، بل يعني quot;تذويب هذا الانقسام والشرخ العموديquot; في البلد.

وعلمت صحيفة quot;النهارquot; ان الحريري شرح لبري خلال لقائهما الدوافع لولادة quot;تكتل لبنان اولاًquot;، كما تناولا نتائج زيارتي الحريري للرياض والقاهرة. وبدا من تقويمهما ان ثمة تحسساً لتطورات ايجابية على الصعيد السعودي ndash; السوري خصوصاً. كذلك بحثا في موضوع انتخاب رئيس المجلس ونائبه الذي رشح التكتل الجديد له النائب فريد مكاري، كما بحثا في الاسماء المرشحة لهيئة مكتب المجلس.

وبعد انصراف الحريري ابدى بري لـquot;النهارquot; ارتياحه الى اجواء اللقاء ووصف موقف الحريري وكلامه بأنه quot;ايجابي وانفتاحيquot;. وقال: quot;سنعمل بالطبع معاً وبالتعاون مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف، وانا سبق لي ان رشحت الشيخ سعد لرئاستها وسنسرع جميعاً في اتمام الاستشارات وتأليف الحكومة المنتظرةquot;.

كتلة quot;لبنان اولاquot;

النائب نايلة تويني

وكان الحريري وفي خطوة تؤشر إلى توجه سياسي واسع الآفاق خلال المرحلة المقبلة، قد ترأس في قريطم كتلة quot;لبنان أولاquot; التي تضم نواب quot;المستقبلquot; إضافة إلى عدد من النواب المستقلين الذين خاضوا الانتخابات النيابية تحت لواء quot;14 آذارquot;. وجاء في بيان صادر عن الاجتماع، تلاه النائب فريد مكاري، أن تكتل quot;لبنان اولاquot; النيابي quot;يعلن انفتاحه على كل القوى السياسية لتغليب المصلحة الوطنية وعلى رأسهم الحلفاء في قوى 14 آذار، مؤكدا مواصلة التعاون مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لتحقيق هذا الهدفquot;.

وعمّا إذا اتضحت الامور بالنسبة لترشح النائب سعد الحريري لرئاسة الحكومة، قال مكاري: quot;هذا الامر متروك للاتصالات مع كل القوى السياسية في لبنان على ان يؤخذ القرار بعدها بترشيح النائب سعد الحريري لرئاسة الحكومة ام لا، وحتى الان لا يزال هذا الموضوع متروك للمشاورات والاتصالات مع القوى السياسية في البلدquot;. هذا، وأشار مكاري الى ان تكتل quot;لبنان اولاquot; برئاسة النائب سعد الحريري رشّحه لنيابة رئاسة مجلس النواب.

ومساءً عقد عدد من نواب تكتل quot;لبنان اولاquot; اجتماعا ثانيًا في قريطم عرض خلاله النائب سعد الحريري لنتائج اجتماعه مع بري، كما بحثت خلال الاجتماع الترشيحات المتعلقة بهيئة مكتب المجلس. وعلمت quot;النهارquot; ان نواب quot;كتلة المستقبلquot; سيلتزمون التصويت لبري، فيما تركت الحرية للنواب المستقلين باتخاذ الموقف الملائم. ورشح المجتمعون لهيئة المكتب النواب مروان حماده وسيرج طورسركيسيان وميشال موسى مفوضين، واحمد فتفت وانطوان زهرا لامانة السر.

صقر: أسحب ترشحي بعد أن وصلت الرسالة

وفي إطلالة إخترقت حاجز quot;المبايعةquot; في انتخابات رئاسة المجلس النيابي.. أعلن النائب عقاب صقر برنامجه لرئاسة المجلس النيابي، معربا عن اقتناعه بضرورة العمل من أجل نظام ديمقراطي برلماني حر. كما رفض quot;مبدأ المبايعة أو التصويت في إيصال رئيس المجلس النيابي الذي يفترض أن ينتخب بما يليق بالسلطة التشريعية في لبنانquot;، مؤكدا في هذا الاطار quot;رفع الصوت حول الترشح المتعدد من أجل انتخابات تراعي الأصول الشكليةquot;، مشيرا الى أن quot;الصرخة وصلت إلى من يجب أن يسمعquot;.

صقر، وخلال مؤتمر صحافي في فندق quot;القادريquot; في زحلة، أشار الى أنه quot;انسجاماً مع أراء من إنتخبني وجمهور 14 آذار، طالبت المرشح للرئاسة دولة رئيس مجلس النواب السابق نبيه بري ببرنامج عمل يوضح معالم قيادته للمرحلة المقبلة، ويشرح ملابسات ولايته السابقةquot;، وأضاف: quot;لكي تصل الصرخة اسجل برنامجاً أرى من خلاله قيادة رئيس المجلس العتيد عبر الثوابت التالية:

ـ الحفاظ على الدور الكامل للمجلس النيابي في الحياة السياسية والتشريعية وعدم اقفاله الا لاسباب دستورية واضحة او لظروف قاهرة.

ـ التأكيد على احترام الدستور في تشكيل الحكومة استنادا الى روحية العيش المشترك في مقدمته، مع تفادي التعطيل في تكوين الحكومة وترك الضمانات بيد رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور.

ـ دفع المحكمة الدولية بكل السبل الممكنة وتسهيل كل تفاصيلها المرتبطة بالواقع اللبناني وما امكن في الخارج وتشكيل لجنة لمتابعة تمويلها.

ـ العمل على بسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية وحصر قراري الحرب والسلم بيدها، مع مراعاة الحساسية الظرفية للمقاومة.

ـ العمل على اعادة الحوار تدريجًا الى مجلس النواب لاستعادة دور المجلس الحيوي والطبيعي.

- سن قانون جديد للانتخابات يراعي النسبية ويكفل تغليب التمثيل الوطني على الطائفي.

ـ تثبيت اتفاق الطائف مع ادخال تعديلات اصلاحية على صلاحيات رئيس الجمهورية.

ـ العمل على تسوية وضع الاقليات بما يكفل صحة التمثيل والغاء هذه التسمية.

ـ التصدي عبر الممارسة والتشريعات اللازمة لتدخل السفراء الاجانب في الشؤون اللبنانية وخصوصاً سفراء الدول الكبرى.

ـ تشكيل لجنة لحل مشكلة المعتقلين والاسرى والمفقودين اللبنانيين في الخارج.

ـ تشكيل لجنة برلمانية للاتصالات الخارجية من اجل مقاضاة اسرائيل حول جرائم الحرب في لبنان والحصول على تعويضات عادلة عن العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان.

ـ تشكيل لجنة برلمانية لمكافحة التدخل السياسي في شؤون القضاء والعمل على تحسين مدخول القضاة لتحصينهم.

- العمل على الاسراع في تشكيل مجلس شيوخ لتحرير المجلس النيابي من القيد الطائفي.

- العمل على انجاز قانون للأحزاب يشجع الأحزاب اللاطائفية ويدعم دور المرأة والشباب عبر مساعدات وتسهيلات استثنائية.

- البحث في قانون جديد للعفو العام يلغي الذيول الجائرة للفترة السابقة ولا يخل بالامن والسلم في لبنان.

- تشكيل لجنة برلمانية لمكافحة الفساد وتطبيق قانون الاثراء غير المشروع على الجميع من دون استثناء.

- العمل على مساعدة المناطق اللبنانية المنكوبة وشبه المنكوبة وخصوصاً البقاع وعكار عبر صندوق خاص يموّل من المساعدات العربية والدولية واللبنانية.

- التعهد بعدم ممارسة اي نفوذ في التعيينات في الوظائف العامة والاستناد التام الى معيار الكفاءة.

هذا، وأوضح صقر أن quot;هذه القناعات هي التي دفعته إلى إطلاق صرخة الترشح لإيصال صوت لبناني وبقاعي من قلب زحلة إلى كل لبنان، للتأكيد على ثوابت لبنانية ينبغي أن تصان ليصان الكيان وتحفظ صيغة العيش المشتركquot;، معتبرا أن quot;مثل هكذا برنامج لا يشكل شرطاً مخلاً بالترشح إلى رئاسة المجلس ولا يخل بالشروط الدستورية أو القانونية كما لا يضر مناخات التوافق المبارك والمنشودquot;.

كما توجه صقر الى من يعتبر أن فكرة الترشح إلى رئاسة المجلس هي عملية مواجهة للطائفة الشيعية، قائلا: quot;إن التشيع كان قبل كل الحزبيات الضيقة وسيبقى بعدها، وإن الديمقراطية لا تعارض التشييع الذي بنى لها في العالم الإسلامي وفي لبنان صروحاً وأعمدة عدة، بل إن الحفاظ على دينامية العمل السياسي في الطائفة الشيعية يفترض اتساعاً في دائرة الترشيحات على اختلافهاquot;.

تكليف رئيس الحكومة الجديد بسرعة

كما كشفت اوساط لـquot;النهارquot;: ان ثمة اتجاها الى التعجيل في اجراء استشارات التكليف بعد انتخاب بري. ذلك أن رئيس المجلس، بعد انتخابه اليوم، سيتوجه فورا الى قصر بعبدا ويبحث مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس الحكومة العتيد. ويفترض ان تجتمع quot;كتلة المستقبلquot; بعدما استكمل الحريري مشاوراته مع حلفائه في قوى 14 آذار، لاعلان تسميته لرئاسة الحكومة. وقالت ان رئيس الجمهورية يفترض ان يتسلم اليوم لائحة بتوزع الكتل والنواب في مجلس النواب الجديد، وفي ضوء ذلك سيجري تحديد مواعيد الاستشارات السبت المقبل على الارجح وليوم واحد، مما يعني ان رئيس الحكومة المكلف سيبدأ بدوره استشاراته مع النواب والكتل في مجلس النواب الاثنين المقبل.

اجتماع للغالبية النيابية في قريطم امس