أوساط رئيس البرلمان لـ quot;إيلاف quot;: غير راض عن نتيجة انتخابه
الأوراق البيضاء أغاظت بري ... فانتقم من نائبه

علي حلاوي من بيروت: لم يظهر الرئيس نبيه بري مرتاحاً خلال بدء الفرز في الصندوق الذي لم يسع سوى 90 صوتاً مؤيداً له. فبدا مع ارتفاع اعداد الاوراق البيضاء التي استقرت على الـ28 ميالاً الى الانتقام ورد الاعتبار في اقرب فرصة، فكانت quot;فشة الخلقquot; بالنائب فريد مكاري عند انتخابه نائباً له. لم يكتف رئيس المجلس بتقليص التأييد لمكاري الى 74 صوتاً، أي أن الأقلية لم تعطه سوى 4 أصوات، بل انه وجد في احدى الاوراق التي فضّل صاحبها انتخاب الفنان الراحل فريد الاطرش بدل مكاري quot;هدية من السماءquot; لتوجيه سهامه مباشرة وخارج صندوق الاقتراع الى مكاري quot; مش ناقصك إلا الصوتquot;. ونقلت اوساط قريبة من الرئيس بري إلى quot; ايلافquot; امتعاضه من عدد الأوراق البيضاء الكبير، ووصفه ما حصل بأنه quot;لم يكن متوقعاً ، وخصوصا ما اظهره الفرز من عدم وجود تأييد واضح من كتلة تيار المستقبلquot; له.

ما شفع للرئيس بري امس وجود رغبة من الثنائي quot; س.سquot; ( أي المملكة العربية السعودية وسورية) الذي لطالما راهن عليه في اعادة انتخابه، ولكن برصيد لا يقل عن 100 صوت من أصل 128 ، وقدر لهذا الرصيد ان ينخفض اكثر حين ترك كل من النائبين وليد جنبلاط وسعد الحريري لمسيحيي كتلتيهما حرية التصويت. فلم يعطه حليفه جنبلاط سوى خمسة اصوات مؤيدة يمكن ان يمون عليها هي اصوات نواب الحزب التقدمي الاشتراكي. كما لم يقدر النائب الحريري على اقناع جميع نواب كتلته الـ 32 بكتابة اسم quot; نبيه بريquot; على اوراقهم، وصوّت ما يقارب عشرة من النواب المسيحيين في الكتلة ومنهم فريد مكاري في الكورة، هادي حبيش في عكار، نقولا فتوش في زحلة و سيبوه قالباقيان في بيروت الثانية ضد بري، وتوزعت اصوات هؤلاء على الاوراق البيضاء والى بعض الاوراق الملتبسة في مضمونها، والتي رشحت احداها، عقاب صقر لرئاسة المجلس وأخرى رشحت غازي يوسف، بينما لجأ بعض النواب -ليس مصادفة- للعب على وتر العلاقة بين الرئيس نبيه بري والجنرال ميشال عون وذلك باقتراع ثلاثة نواب لعضو تكتل التغيير والاصلاح عباس هاشم.

وفي موازاة ذلك الخلل المسيحي الذي اصاب كتلةquot; لبنان اولاً quot; في اول استحقاق لها ndash; بحسب مصادر بري- التزم نحو 20 نائباً quot;مستقبلياًquot; بانتخاب بري ابرزهم، النواب السنة في عكار، طرابلس، بيروت الثانية والثالثة وصيدا. واشارت مصادر الى ان النواب سعد الحريري، فؤاد السنيورة وبهية الحريري هم من ضمن نواب المستقبل الذين وضعوا في الصندوق اسم quot; نبيه بريquot;. على ان النائب احمد فتفت سار في الركب المعارض لانتخابه. وتماشياً مع موقف مسيحيي quot; لبنان اولاًquot; وquot;اللقاء الديمقراطيquot;، ساهم بعض النواب المسيحيين المستقلين في 14 آذار في زيادة رصيد الاوراق البيضاء، فصّوت كل من، ميشال فرعون، نايلة تويني، روبير غانم، روبير فاضل، بطرس حرب، دوري شمعون ونضال طعمه بها. مع اضافة الاوراق البيضاء لكتلة القوات اللبنانية وعددها ثمانية، ولكتلة القوات اللبنانية وعددها ستة. اما من جهة المعارضة، فصوت نوابها الـ 57 لمرشحها الرئيس بري، وهذا يدل عن انه وبمجموع الاصوات الـ 90 التي نالها بري اعطت الاكثرية 33 صوتاً له في مقابل اعتراض 37 بطرق مختلفة. فاستحضر احدهم رئيس المجلس النواب الراحل صبري حمادة ورشحه لرئاسة المجلس، وقد يكون صاحب هذا الورقة على حق بعد ان تم انتخابه بقانون 1960، وآخر عارض فكرة انتخاب رئيس للمجلس فوضع ورقة quot; المجلس سيد نفسهquot; ولم يفصح امر ورقة آخرى عرّوا عنها بأنها ملغاة بدون ذكر الاسباب.

في الخطوة الثانية بأنتخاب نائب للرئيس كشرت الاقلية عن انيابها وصوّتت إنتقاماً، وجاءت كلمة السر في الكلمة التي القاها بري قبل دعوته الى انتخاب فريد مكاري نائباً له. ترك الامر لنواب المعارضة بالرد وبالطرق المناسبة واجمعوا على أن الهجوم على مكاري يجب ان يكون على مختلف الجبهات وبأقصى خسائر ممكنة. فكّرت سبحة المرشحين، وكان للاموات منذ عقود نصيب في انتخابات 2009. وفيما التزمت الموالاة بأصواتها الـ 70 لمرشحها مكاري كانت المعارضة ترد الصاع صاعين، وتوزع تأييدها على مروحة واسعة من غير المرشحين داخل لبنان وخارجه وحتى في العالم الاخر. نالت نايلة التويني بـ 6 اصوات، النائب الراحل البر مخيبر بـ 3، وامتد الكرم المعارض على ايلي الفرزلي، عاطف مجدلاني، نايلة معوض، الفنان فريد الاطرش، اميل ادة، سليم سعادة، منير ابو فاضل، سيرج طورسركسيان، نقولا غصن، فايز غصن، ورد احد نواب كتلة بري الجميل للنائب وليد جنبلاط فانتخبه وعوّض رئاسة مجلس الشيوخ له بترشيحة نائباً لرئيس مجلس النواب، كما انتخب احد نواب quot;كتلة التغيير والاصلاحquot; (عون) الامير السعودي مقرن بن عبد العزيز تلميحاً إلى دور المملكة في الانتخابات مع 25 عشرين ورقة بيضاء التزم جميع كتلة الوفاء للمقاومة بها. وعليه يكون مكاري جمع فقط اصوات الاكثرية اضافة الى اربعة اصوات معارضة لم تشأ قطع quot; شعرة معاويةquot; بين الطرفين.

عند انتخاب اميني السر، تصدى عضو quot;كتلة التغيير والاصلاحquot; النائب الان عون للترشح عن المعارضة، ولم يندفع احد من نواب كتلتي حركة quot;أملquot; وquot;حزب اللهquot; لمساندة حليفه في تلك المهمة. كانت النتيجة مرشح للمعارضة هو عون، ومرشحان للموالاة، هما النائبان مروان حمادة وانطوان زهرا. ما بينته عملية فرز صندوق quot; اميني السرquot; حصول الان عون على 57 صوتاً معارضاً 100% اغلبيتها من اوراق حملت اسمه منفرداً، وضعها نواب التغيير والاصلاح والوفاء للمقاومة فيما منح نواب التنمية والتحرير اصواتهم من جانب واحد الى كل من آلان عون ومروان حمادة. وفي مقابل ذلك احكمت الاكثرية الطوق على الرئيس نبيه بري بعدما فاز كل من حمادة وانطوان زهرا بمنصب أميني المجلس، اذ تظهر الاصوات الـ 88 التي حصلها حمادة انه اخذ 18 صوتاً من نواب المعارضة بينما لم يعط 4 نواب من الاكثرية ، يرجح أنهم من كتلة اللقاء الديقراطي اصواتهم لمرشح حزب quot;القوات اللبنانيةquot; انطوان زهرا الذي حصل على ما مجموعه 66 صوتاً من اصل 70 صوتاً للأكثرية.