بيروت، مصادر مختلفة: جدد رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; في لبنان النائب وليد جنبلاط بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في بعبدا، بأن quot;تحالفنا في 14 آذار لا يمكن أن يستمر، والشعارات التي ناضلنا من أجلها بعضها تمّ مثل الحرية ولكن السيادة لم تتم بعد لأن مازال هناك مزارع شبعا وتلال كفرشوبا محتلةquot;. وتساءل quot;ما هي 14 آذار؟، تنوع أحزاب وشخصيات، وأنا لم أتخل عن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ولن أتخلى عنه وفاء لرئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري ولصداقتي معه وللجهود الجبارة التي يقوم بها الرئيس ميشال سليمان لتشكيل الحكومةquot;.

واعلن انه quot;عدت الى أدبياتي وأعلم أني عدت الى نصف القرن العشرين، لكن اعذروني اذا قلت شيء فللجبل الدرزي وللاشتراكي خصوصية ولا يمكن ولا خلاص للحزب والدروز إلا من خلال الالتصاق بالعروبة وبفلسطين، حمايتنا هي فلسطين والعروبة وهي لاحقا أن نعود الى الثوابت الى اليسار، هذه كانت رسالتي في مؤتمر الحزب على أن لا تفسر تفسيرات مختلفة كي يأتي بعضهم ويقول عطلت تشكيل الحكومة، لم أعطل وسأبقى أحترم إرادة الناخبين التي أفرزت أقلية وأكثرية، وهناك مشروع مهم جدا هو تأليف حكومة وحدة وطنيةquot;.

وتوجه الى رفاقه في قوى 14 آذار موضحا انه quot;أنجزنا الكثير ولا بد لرؤية جديدةquot;، لافتا تعليقا على استقالته عن 14 آذار الى انه quot;أحترم خصوصيات بعضهم وعليهم أن يحترموا خصوصيات الحزب الاشتراكيquot;. وصرح quot;رسالتي اليوم الى الحريري أننا على الثوابت في تشكيل الحكومة ولكن أيضا فليحترم حلفائي خصوصياتي وأذكر أن كل ما أفعله وسأفعله كان وسيبقى لمعالجة رواسب 7 أيار. لدي تميز ضمن الإطار العريض لقوى 14 آذار ولدي أدبياتي ولديهم أدبياتهمquot;.

وكان نفى جنبلاط شائعات سادت عن زيارة quot;قريبة جداquot; يقوم بها الى العاصمة السورية، قائلاً إنه سيعلن عن زيارته مسبقًا إذا ما قرر القيام بها، واشار في تصريحات صحافية إلى أن quot;مواقفه الأخيرة انطلقت من الوضع الدرزي ووضع الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسهquot;، مشيرًا الى أن quot;دم (الرئيس رفيق) الحريري أخرج الجيش السوري من لبنان، وأن الحوار الوطني أعطى ثماره اتفاقًا على العلاقات الديبلوماسية التي أصبحت حقيقة وتبقى قضية السلاح للحوارquot;.

وفي سياق آخر، أكد جنبلاط لصحيفة quot;النهارquot; ان اي اتصالات لم تحصل معه، وقال quot;بما ان العنوان هو حكومة وفاق وطني وكلنا ضمن هذا الوفاق وان الرئيس سليمان يشكل الضمان، فنضم صوتنا الى صوت الرئيس في الضمانquot;. وأضاف ان موقفه quot;هو التمايز عن قوى 14 آذار، واريد ان اكون حالة مستقلةquot;.

لكنه استدرك بأنه quot;لم يقدم طلب انتساب الى قوى 8 آذار بل يطلب الانتساب الى نفسه اذ يعود وينتسب الى تراثه وهذا الامر لا يتعارض مع اقتناعاتيquot;، معربًا عن اعتقاده بان موقفه quot;لن يغيّر الصيغة الحكوميةquot;، مشددًا على quot;استعداده لتسهيل تأليف الحكومةquot;. واكد ان quot;الاكثرية ستبقى اكثريةquot;، لافتاً الى ان النواب الحزبيين في quot;اللقاءquot; من حصته هم خمسة، مبديًا استعداده لتسمية شخصيات درزية غير حزبية في الحكومة.

قال: quot;افكر بهدوء، ولن اقوم بأي رد فعل. ما ادليت به يوم الاحد كلام للتاريخ على طريق اعادة تموضع الحزب تاريخياً، ونحن ندرك الجهود الوفاقية التي تبذل محلياً وعربياً من اجل الحكومة، لذلك فإن هذا الكلام لم يكن لتعطيلها بل نأخذ في الاعتبار هذه الجهود التي كنا وما زلنا جزءاً اساسياً منها لتسهيل مهمة الرئيس المكلّف سعد الحريري الذي، بغض النظر عن التباين السياسي في بعض الامور، لا نزال الى جانبه في رئاسة الحكومة ومستعدين لتسهيل مهمتهquot;.

وردّ جنبلاط على سؤال لصحيفة quot;الأخبارquot; له عن إمكان خروج بعض نواب اللقاء الديموقراطي منه، بالقول quot;إن كلّ شيء ممكن، وأنا لا أجبر أعضاء اللقاء على أن يمشوا معي، وأنا أقول قناعاتيquot;. وكشف أنه ما زال ينتظر توضيحًا من تيّار المستقبل للبيان الذي أصدره أول من أمس. ومساءً.

من جهة أخرى، أوضح جنبلاط لـquot;السفيرquot; إن موقفه السياسي المتمايز عن 14 آذار quot;لا يعني التسبّب في تعطيل تشكيل الحكومةquot;، مشيرًا الى حرصه على نجاح الجهود التي يبذلها رئيسا الجمهورية والحكومة من أجل الإسراع في تأليف الحكومة.

وأضاف جنبلاط: quot;همي الأساسي هو متابعة معالجة رواسب 7 أيار على الصعد كافة، ولا سيما داخل quot;الحزب التقدمي الاشتراكيquot;، وداخل بعض الأوساط الدرزية خارج الحزبquot;. وقال: quot;في ذكرى مصالحة الجبل، أؤكد أن المصالحة يجب أن تشمل الجميع من دون استثناءquot;.

وحول كيفية تموضع وزراء quot;اللقاء الديموقراطيquot; الثلاثة، داخل الحكومة المقبلة بعد التحول الذي حصل في موقعه السياسي، أوضح جنبلاط لـquot;السفيرquot; إن وزراءه في الحكومة quot;ستكون لهم حيثية خاصةquot;، من دون أن يكونوا محسوبين على هذا الطرف أو ذاك.

وكشف ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف سعد الحريري والرئيس نبيه بري وقيادة quot;حزب اللهquot; اتفقوا، كما فهمت، على أن تخضع المواضيع السياسية وغير السياسية الأساسية، ومنها التعيينات الأمنية وغيرها، إلى التوافق قبل اتخاذ أي قرار بشأنها، في مجلس الوزراء، على أن يكون رئيس الجمهورية هو الضامن للجميع. وشدد جنبلاط اخيرا لـquot;السفيرquot; أنه ما زال عند موقفه لجهة انه سيزور سوريا بعد زيارة الرئيس سعد الحريري لها وليس قبل ذلك أبداً.

فتفت: تصالح جنبلاط مع دمشق ليس على حساب الشعب

بدوره أكد عضو كتلة quot;المستقبلquot; النائب أحمد فتفت أن quot;لا سبب ليعتذر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عن وهو ليس محرجا من تشكيل الحكومة انما هناك بعض المعطيات الجديدة التي تحتاج الى الابتعاد عن التشنجات والمهاتراتquot;. quot;، معتبرا أن quot;البيان جاء واضحا ولا يحتاج إلى أي تويح إضافيquot;.

وفي حديث إلى quot;صوت لبنانquot;، عبر عن تفهمه quot;لمواقف جنبلاط لسعيه للتصالح مع الشيعة ولكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب من كان وفيا له، ولسعية للتصالح مع دمشق ولكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب الشعب اللبناني والناخب اللبنانيquot;. ورفض تصنيف زيارة وزيرة الإعلام السوري في خانة التطورات السياسية الراهنة quot;فالوزير خوجة مطلع على الأحداث في لبنان ومن الطبيعي أن يقوم بزيارةquot;.

الاهرام: جنبلاط إنقلب بعد إستغلاله علاقات الحريري

وفي السياق عينه اشارت صحيفة quot;الاهرامquot; المصرية الى انه لم تكن خطوة جنبلاط بالمفاجئة عندما اعلن انه كان مضطرا للتحالف مع قوى ما يسمي بـrlm;14rlm; آذار في لبنانrlm;،rlm; وان الوقت قد حان للمراجعة والابتعاد وتصحيح الاخطاء الجسام التي وقع فيهاrlm;.rlm; ولفتت الى ان المؤشرات التي سبقت الاعلان كانت كافية بأن يتفهم الجميع ان جنبلاط تهيأ جيدا لكي يقلب الصفحة مع قوي الأكثريةrlm;،rlm; وينوي ان يلحق بقطار المعارضة الذي سيدخل به الشام من بوابة آمنةrlm;.rlm; ولم يكتف بذلك بل بالغ في المزايدة علي القضايا الوطنية والعربية من فلسطين إلي العراقrlm;،rlm; وكأنه سيصبح في يوم وليلة القائد الثوري الملهمrlm;.rlm; ومنذ أن أعلن كلامه الجديد والتكهنات حول مستقبل الحكومة الجديدة في حال انضمامه للمعارضة وتغيير موازين المعادلة الانتخابيةrlm;،rlm; وهو أمر قد يفكر فيه طويلا قبل ان يقدم عليه بشكل نهائيrlm;.rlm;

واضافت: quot;قد تكون هناك تحفظات جوهرية لدي جنبلاط علي أداء قوي الأكثرية وتحديدا علي النهج الذي يتبعه الطرف المسيحي داخل الاكثرية خصوصًا سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية حيث هناك تباعد بينه وبين جنبلاطrlm;،rlm; كما أنه يشكو جهارًا من مستوى الفريق المعاون للنائب سعد الحريريrlm;،rlm; وكثيرًا ما تهكم علي مستشاريهrlm;،rlm; لكن بكل تأكيد لا ترقى كل هذه التحفظات للدرجة التي تدفعه إلى التخلي عن كل ثوابته طيلة اربع سنواتrlm;،rlm; والتحول في المواقفrlm;،rlm; واعتبار رفاق الأمس القريب اعداءrlm;،rlm; ووضع خصوم الامس في مرتبة الاصدقاءrlm;.rlm; دوافعه معروفة هي الاستقواء بسوريا وحزب اللهrlm;،rlm; والتحالف مع حركة أمل والطيران إليى طهران التي غاب عنها طويلاrlm;.rlm; وترى المعارضة اللبنانية انه من الطبيعي ان ينتقد وليد جنبلاط كل الشعارات التي رفعتها ثورة الارز لانها كانت مرتبطة بخدمة المشروع الأميركي الداعم للمشروع الصهيونيrlm;،rlm; مشيدًا بالخلفية الوطنية المخزونة عند وليد جنبلاطrlm;.rlm;

وقالت: quot;قد يكون هذا الرجل أذكى سياسي في لبنان كما يعتقد هوrlm;،rlm; وقد يكون قادرًا على صف أنصار حزبه وطائفتهrlm;،rlm; لكن الأمر المؤكد أنه لا يراعي ان سعد الحريري يثق به ويمنحه عجلة القيادة في احلك الظروف ومن يدري ربما يكون الحريري تورط وربما يكون استغله جنبلاط اسوأ استغلال من خلال شبكة العلاقات التي يتمتع بها الحريري في محيطه العربيrlm;،rlm; فالزيارات التي يقوم بها جنبلاط إلى السعودية وإلى دول عربية اخرى يدعمها الحريري بكل ما تعني الكلمةrlm;،rlm; والآن قد لا يكون جنبلاط في حاجة إلى المزيد من الدعم فما جمعه قد يكفيrlm;.rlm;

بري: التأليف حاصل وفق الصيغة المتفق عليها

وفي آخر تطورات تشكيل الحكومة أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري عبر quot;السفيرquot; أن التأليف حاصل، ومهما دارت الأمور، ستعود في النهاية وترسو على الصيغة التي اتفقنا عليها، مهما تغيرت الأرقام والأكثريات أو الأقليات ومهما قيل من هنا أو هناك. من جهة ثانية أجاب رئيس المجلس النيابي على سؤال لصحيفة quot;النهارquot; عن زيارة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لفرنسا وتأثيرها على تاليف الحكومة: quot;سجلوا أنه مهما دارت الامور والايام فان الحكومة ستؤلف وسترسو في النهاية على الصيغة التي اتفق عليها سائر الافرقاءquot;. وأكد أن quot;الحكومة لن يتعدى تأليفها الأيام القليلةquot;. من جهة ثانية، اعتبرت مصادر بري ان quot;ما حدث زوبعة وأزمة، لكننا سنتجاوزهماquot;، لافتة إلى أن quot;الأمور لم تصل الى حائط مسدود وعملية ولادة الحكومة لن تطول كثيرًا.