اطلاق قذائف بين جبل محسن وباب التبانة

إصابة ثلاثة أشخاص بجروح بانفجار في شمال لبنان

إبراهيم عوض من بيروت: عادت منطقتنا quot;باب التبانةquot; وquot;جبل محسنquot; في طرابلس إلى دائرة الضوء بعد الأحداث الأمنية التي كانت الثانية مسرحًا لها في الأيام القليلة الماضية، حيث إستهدفت صباح أمس بتفجير عبوة ناسفة أصابت ثلاثة أشخاص بجروح، وذلك بعد ساعات على إلقاء قنبلة يدوية في محلة القبة المجاورة لها وقد إقتصرت أضرارها على الماديات.

ويأتي هذان التفجيران الجديدان، وقبلهما عمليات إطلاق الرصاص على quot;الجبلquot; و quot;التبانةquot;، في محاولة لإشعال المعارك بين الجانبين، على غرار ما حصل قبل أشهر حين توسعت وطالت عمق طرابلس وكادت تعيد الوضع الى ما كان عليه إبان الحرب اللبنانية، لو لم تسارع قيادات المدينة وفعالياتها من الطائفتين الى الإجتماع في منزل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار، وفي حضور رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري ورئيس الحزب العربي الديمقراطي النائب السابق علي عيد، وتوقيع إتفاق يقضي بوقف الإشتباكات و quot;إحلال السلمquot; ودفع تعويضات للمتضررين من الفريقين، على أن تقوم الحكومة بتنفيذ مشاريع تنموية خصوصًا في quot;باب التبانةquot; التي تعد من أكثر المناطق حرمانًا وبؤسًا في لبنان.

وإذا كان الإتفاق المذكور قد نجح في لجم فتنة سنية - علوية كانت تطل برأسها لتضاف الى مسلسل الفتن الطائفية والمذهبية المتنقلة في لبنان، إلا أن عدم متابعته على الأرض عبر اللقاءات والصالحات بين أهالي quot;التبانةquot; وquot;جبل محسنquot;، على غرار ما يجري على الساحتين الشيعية والدرزية بعد أحداث 7 مايو/أيار من العام الماضي، وعدم إقدام المسؤولين على معالجة الأوضاع المتردية التي تعيشها المنطقتان، خصوصًا quot;التبانةquot; بحجة نقص الأموال اللازمة من الخزينة، أبقى التباعد والجفاء بين الفريقين على حاله مما يعني لجؤ كل منهما الى سلاحه عند وقوع أي حادث أمني والدخول في مواجهات جل ضحاياها من الأبرياء.

وهذا ما حذر منه كل من رئيس الحكومة السابق عمر كرامي ووزير الإقتصاد والتجارة محمد الصفدي، إذ عوَل الأول quot;على الوعي الوطني الذي يتمتع به أهالي طرابلس وجبل محسن وإعتبره كفلاً بمنع المأجورين من محاولات إعادة زرع الفتنةquot;، وطالب الثاني quot;الأطراف كافة بتجنب المواقف المتطرفة والتصعيدية، ودعم الأجهزة الأمنية والقضائية كي تقوم بواجباتهاquot;.

من جهته أعلن الأمين العام للحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد، نجل النائب السابق علي عيد، أنه quot;منذ 3 أسابيع تتعرض مناطق جبل محسن الى إعتداءات بقذائف الإينرغا وغيرهاquot;. وتساءل : هل بعدما صادروا حق الطائفة العلوية في الإنتخابات غصباً عنهم يتم الإعتداء علينا داخل بيوتنا، وهل يعقل لمن يشكل شارعاً من شوارع طرابلس ويقطنه حوالى 20 ألف مواطن (علوي) أن يعمد الى مواجهة مدينة تضم أكثر من نصف مليون نسمة؟quot;. وفيما أكد عيد على عدم الإنجرار الى فتنة مذهبية في طرابلس، لفت في كلامه خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده إثر وقوع الإنفجار الثاني قوله quot;أن واضع القنابل معروف وكذلك من زوده بهاquot;، متهماً أجهزة أمنية بالتورط في أحداث جبل محسن، مشيراً الى أن أهالي quot;باب التبانةquot; لا علاقة لهم بالموضوع.

بدوره أبلغ النائب السابق أحمد حبوس (علوي) quot;إيلافquot;، رفضه تحويل طرابلس الى صندوق بريد يتم من خلال تبادل quot;الرسائل السياسيةquot; بأدوات مشبوهة غايتها إحداث الفتن والنزاعات الأهلية بين أبناء الشعب الواحد، وذلك عند حصول أزمة على غرار ما يجري اليوم في الموضوع الحكومي وقال حبوس إن أبناء طرابلس والتبانة وجبل محسن واعون لما يخطط لهم لكن هناك من quot;يدخل على الخطquot; ويجري إستخدامه لإبقاء الوضع متوتراً في طرابلس مطالباً الأجهزة الأمنية بالكشف عن هوية الأشخاص الذين جرى إعتقالهم وتبين ضلوعهم في الأحداث الأخيرة.

هذا وأثنى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار على ما أظهره أبناء التبانة وجبل محسن من quot;ضبط أعصابquot; في التعاطي مع الحوادث الأمنية الأخيرة، كاشفاً لـ quot;إيلافquot; عن عزمه الدعوة الى لقاءات تجمع الفعاليات والمعنيين من أبناء الطائفتين في طرابلس خلال شهر رمضان المقبل لتنقية الأجواء وإجراء المصالحات اللازمة.

وفيما رأى الشعّار أن الوضع بين التبانة وجبل محسن غير مستقر ويلزمه تحرك سريع إستباقاً لتدهور الأمور وإستفحالها، حمّل ما أسماه quot;يد خارجيةquot; مسؤولية الإضطرابات التي تحصل في المدينة، مشيراً في الوقت نفسه الى أن واضعي القنبلة الأخيرة في جبل محسن أصيبوا بجروح لحظة قيامهم بتفجيرها، وفق ما أفادته القوى العسكرية المشرفة على التحقيق في الحادث.