لا يخفي فيليكس بومغارتنر اعتداده بنفسه كأول رجل يتجاوز سرعة الصوت في قفزة حرة. المغامر النمساوي الذي قفز للتو إلى سطح كوكبنا عن ارتفاع ٣٩ كيلومتراً، يكشف في حديث خاص بإيلاف الكثير من أسرار مغامرته الفضائية المثيرة.


نجح المغامر وقافز المظلات النمساوي الشهير فيليكس بومغارتنر في جذب الأنظار إليه منذ زمن بفضل القفزات الشجاعة التي يبهر بها كل من يتابعه، خاصة وأنه ينجزها من فوق أماكن شاهقة الارتفاع. وكان للقفزة الأخيرة التي حققها أثر بالغ في العالم أجمع. quot;إيلافquot; إلتقت رجل المغامرات الأول وكان معه الحوار التالي:

لماذا أنجزت تلك المهمة؟
أنا محب للتحدي، ومحاولة أن أصبح أول شخص يتجاوز سرعة الصوت في قفزة سقوط حر، هو تحدٍ ليس له مثيل. ويمكن القول إن ريد بول ستراتوس تعتبر فرصة لتجميع المعلومات التي قد تساهم في تطوير التدابير التي تعنى بإنقاذ أرواح رواد الفضاء والطيارين، وربما سياح الفضاء في مرحلة ما بالمستقبل. ونجاحنا في إثبات أن بمقدور الإنسان خرق سرعة الصوت في طبقة الستراتوسفير والعودة للأرض، هي خطوة نحو تطوير إجراءات تعنى بعملية إنقاذ قرب الفضاء غير موجودة في الوقت الراهن.

هل تلك القفزة تغلبت على حدود قدرات البشر على التحمل؟
من بين الأمور التي كنا لا نعلمها هو كيف ستكون ردة فعل الجسم البشري حين يقترب من سرعات تفوق سرعة الصوت. وقد يصبح ممكناً يوماً ما إعادة رواد الفضاء بأمان من الفضاء في حالة إصابة مركباتهم الفضائية بأعطال.

هل كانت لديك أي مخاوف بشأن تلك الخطوة التي قطعتها نحو المجهول؟
بالطبع من خلال قيامي بمحاولات خطرة في السابق، فقد تعلمت منذ مدة طويلة للغاية أن أحول خوفي لصالحي. ويمكنني القول إن الخوف أصبح صديقاً لي. وفي مهمة كهذه، أنا مطالب بأن أكون مستعداً ذهنياً وأن أتحكم بشكل تام في ما أفعله، وقد تحضرت بشكل جيد. فأنا أعمل مع فريق محترف إلى جانبي، وأعلم أنهم لن يكونوا جزءًا من أي مهمة إلا إذا كانوا يرون أنها من الممكن أن تنجح.

هل وصلت نبضات قلبك لأقصى درجاتها عندما قمت من على مقعدك وقبل أن تقدم على القفز؟
قمت بتطوير إجراء تقني تفصيلي إحتجت للمرور من خلاله قبل القفزة، 40 خطوة فردية نفذتها بنظام معين وتلك هي اللحظة التي كنت مدركاً فيها أنني معتمد بشكل تام على التكنولوجيا، في مكان لا يوجد فيه أحد من حولي للمساعدة.

ما هو الأهم حين يتعلق الأمر بالقفزة نفسها؟
كان يتعين علي أن أكون في وضعية مستقرة قبل أن أصل سرعة الصوت. أحتاج لمقاومة الرياح، لكي أحافظ على إستقرار وثبات جسمي. وهو ما حاولت تحقيقه وذلك بفضل تجارب عديدة سبق وقمت بها.

أدت أعمال الإصلاح بالكبسولة لإدخال بعض التغييرات بالبرنامج الأصلي. فكيف تعاملت مع ذلك؟
بالطبع كان من الأفضل عدم إصابة الكبسولة بأية أضرار، لكننا كنا محظوظين، وقام الفريق بعمل رائع. ومن المهم بالنسبة لي شخصياً أن أعيد شحن طاقاتي على الصعيدين البدني والذهني. ودائماً ما تكون هناك صعوبة حين تطرأ تغييرات على الجدول الزمني. لكن بعد قضائي 25 عاماً في عالم الرياضات الخطرة، فقد تعودت على التعامل مع هكذا أمور، وقد حققت النجاح الذي كنت أتوقعه.

لماذا إخترت إرتداء ساعة من إبداع دار زينيث أثناء قيامك بالمهمة؟
الدقة كانت هي المعيار الرئيس. وأنا أعرف أن زينيث تصنِّع أدوات موثوقة ودقيقة للطيران منذ العام 1800. وتعمل ساعات ماركة زينيث بدون أية أعطال في التجارب التي قمنا بها حتى الآن، لذا أنا أثق بها تماماً. كما كان إرث الدار الشهيرة مصدراً للإلهام بالنسبة لي. وأن أرتدي نفس الماركة التي سبق أن ارتداها مستكشفون مثل رولد أموندسن لهو شرف لي. كما أن الرئيس جون كينيدي كان داعماً كبيراً لبرنامج الفضاء الذي ذهب بالولايات المتحدة إلى القمر، وقد سبق له أن إرتدى ساعات يد من إبداع دار زينيث.

ما الدور الذي قامت به تلك الساعة في تلك المهمة؟
يلعب الوقت دوراً هاماً وحاسماً في المهمة وكذلك في مرحلة التحضير لها. والثواني تحسم كثيراً من الأمور والتفاصيل المتعلقة ببدء المغامرة. فعند القفز على سبيل المثال تكون لدي إمدادات محدودة من الأوكسجين. ويتعين علي أن أعود إلى غلاف جوي يمكن التنفس فيه في غضون 10 دقائق فقط. وإمتلاكي لساعة يمكنني الإرتكاز عليها لهو أمر أكثر من مريح، ويمكن القول أيضاً إنها أداة أساسية. ومع تطوير مهاراتي ومشاركتي في مشروع بعد الآخر، فإني أتمكن من تحديد توقعات معينة لنفسي. وأنا أحدد التفوق والنجاح في كل شيء أفعله. وأنا أعلم أن زينيث تتعامل بنفس المبدأ. واهتمام زينيث بالجودة والأداء يتماشى معي، كما أن روح الدار الرائدة كانت تتماشى أيضاً مع مهمة ريد بول ستراتوس.