تطل لحظات البهجة على الشعب الفلسطيني الذي لا يمنعه وجود الاحتلال من الفرحة في أيام العيد .ويتميز عيد الأضحى في غزة بالعديد من المظاهر التي تختلف عن المواسم الأخرى.


ملامح الغزيون تبدو عليها الإرهاق،فتأخر رواتبهم باتت مشكلة تثقل كاهلهم وتبدو مدينة غزة برغم مساحتها القليلة وكثرة الهموم شعلة في النشاط استعدادا لاستقبال عيد الأضحى المبارك .
ولعل أبرز ما يميز العيد كما يرى الكثيرون هو الزيارات العائلية والأضحية التي توزع بشكل كبير على الفقراء والمساكين وأهالي الشهداء والجرحى والأسرى الذين لا يزالوا يقبعون داخل المعتقلات الصهيونية.


فرحة ينقصها الأحبة...


المواطنquot; أبو محمد يوسفquot;يصف مواسم الأعياد بأنها فتح للجراح التي لم تندمل،ويعبر والدموع لم تفارق عيناهquot;هذا العيد سيمر كأول الأعياد وفارقت ولدي الذي اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي .
ويتابع والحزن يلف أجواء منزلهquot;كنت أخطط لقضاء إجازة العيد مع ابني لكن الطيران الإسرائيلي اغتاله وأخذ بهجة العيد معه. ويختم حديثهquot;أبرز ما يميز أعياد فلسطين هي الجراحات التي تحيط بالفلسطينيين ولا تغادرهم فقوات الاحتلال الإسرائيلي لا بد وأن تسرق الفرحة بطريقتها المعتادة. وبين أسواق القطاع باعة عرضوا بضاعتهم من أجل أن يشتريها المواطنون .

وفي جولة لأبرز الشوارع الرئيسية،نرصد أجواء الفرحة التي يحييها المواطنون .المواطنة quot;سهام شعبانquot;تتحدث عن أجواء العيد بطريقتها البسيطة،فتقول يأتي العيد وتأتي معه الفرحة ،فنعيش الأجواء الكبيرة من الفرح. وتتابع أقسم أجواء العيد مع أبنائي فنخرج في أول الأيام لذبح الخروف أو العجل ثم نتبادل الزيارات العائلية ،ونوزع الأضحية على الفقراء والمحتاجين .
أما ثاني الأيام فنخصصها غاليا للذهاب للمناطق الترفيهية كالمقاهي والمطاعم التي تخصص برامج معينة للضيوف وهذا يكسب أجواء العيد بهجتها .
وتواصل حديثها وهي تمسك بقطعة ملابس اشترتها لأبنائهاquot;موسم الأعياد في غزة هو موسم مختص للذهاب أيضا للتسوق فنحن نشتري الملابس لأبنائنا في المناسبات وذلك للظروف الاقتصادية الصعبة التي تلحق بنا.

وتختم حديثها quot;الزمن تبدل واختلفت مظاهر العيد وأصبحت مقصورة على بعض الزيارات وكذلك الترفيه،وربما تعد مدينة غزة مصدر طارد للسياحة بسبب الفقر والظروف الاقتصادية وتأخر الرواتب التي تقف عائقا كبيرا أمام موسم العيد الذي يأتي للفرحة لكنه في كثير من الأحيان وعند آلاف من العائلات في قطاع غزة يتحول إلى حزن بسبب فقد الأبناء والظروف الصعبة .
موسم خير...

صاحب مطعم السلام الذي يقع على شاطئ بحر غزة quot;أحمدquot;يقول هذا الموسم يعتبر موسم خير لنا فنحن نستقبل آلاف من العائلات التي تأتي لتتنزه على شاطئ البحر باعتبار أن المنطقة هي سياحية وبقرب المركز الرئيسي لمدينة غزة . ويواصل حديثه وهو يعد بقائمة البرامجquot;سيأتينا المصطافون ونحن نقوم بإعداد قائمة من البرامج والنشاطات طوال أيام العيد. ويتحدث باستطراد quot;ستكون لدينا فعاليات مختلفة منها للأسرى ومنها للمواطن العادي نقوم خلالها باستقبال أحد المغنيين ونحيي ليلة طرب يطلبها الجمهور الذي يأتي ألينا ويعرف ما يريد .

أيضا يتميز موسم عيد الأضحى بالمشاوي والأكلات التي تعتمد على أضحية المواطنين ،فالكثير من العائلات تطلب وجبة شواء من اللحم الطازج الذي تم ذبحه خلال أيام العيد المباركة . ويختم حديثهquot;هذا العيد مليء بالمفاجئات لكننا دائما نطمح الى النزول لمستوى الفلسطينيين الذين ينقصهم الكثير من الاحتياجات ولكنهم يحاولون الترفيه عن أنفسهم . غزة تعيش الآن ظروفا اقتصادية سيئة قد تمنع الكثير من العائلات من الترفيه لأن بعض الأماكن تتطلب مبالغ كبيرة وهذا ينقص الفلسطينيين .

أبرز ما يميز العيد هو الأضحية،وطريقة توزيعها وبعض الأكلات التي نقوم بإعدادها مثل quot;الكبة على الطريقة السورية، الشاورما الفلسطينية ، المشاوي بأنواعها، المسخن والمنسف الفلسطيني .
الحاجة أم أحمد مرتجىquot; تنتظر العيد بفارغ الصبر فهو موسم لقاء الأحبة كما تقول . يجتمع أبنائي جميعا في بيت العائلة الكبير ونقوم بعمل خطة لنعيش تفاصيل العيد وجمالها،فنخصص اليوم الأول لتبادل الزيارات العائلية ثم يكون اليوم الثاني للذهاب الى الملاهي التي بدأت تنتشر في غزة،وأصبحت تنافس بطريقة عالمية .

وتواصل حديثها بنبرة الفرح quot;هذا العيد يخلو من الحلويات والكعك لكن الأضحية أبرز ما يميز العيد في فلسطين ،بالإضافة الى أننا نقوم بعمل العديد من الأكلات الفلسطينية كالكباب والكبة الشامية بلحم الضان ولحوم العجول . وتقول هذا العام سمعنا عن عدة مفاجئات منها وجود السيرك وهذا سيفرح أطفالنا فنحن نستعد لحجز بعض التذاكر والذهاب إلى هذا السيرك الذي يعد الأول من نوعه في فلسطين وليس في غزة وحسب .

وتختم حديثهاquot; لاشك أن جراح الفلسطينيين كثيرة وكبيرة فهناك أسرى داخل السجون الإسرائيلية وهناك شهداء وهناك جرحى وعائلات فقيرة ومع هذا لا بد وأن يفرح أبناء غزة بالعيد وأن يمارسوا طقوس العيد بتفاصيلها المختلفة والجميلة .

يذكر أن مدينة غزة تعيش ظروف اقتصادية مختلفة وهي معرض للعدوان في أي لحظة لكن مظاهر العيد انتشرت بشكل واسع ، وستشهد المدينة افتتاحا للسيرك الذي يقام وسط مدينة غزة والذي يقول المسؤولون عنه أنه الأول من نوعه وأنه سيكون جديدا وسيضفي جو الألفة والبهجة في العيد. وتبقى للشعوب عاداتها في العيد فغزة تتميز بأكلاتها الشعبية البسيطة التي يفخر الفلسطينيون باعدادها.