اكتشاف العلماء لكوكب جديد مشابه للأرض في صفاته، يعني بالنسبة إلى الباحثين الكثير، فالأمر يعطي المزيد من المؤشرات على احتمال وجود حياة خارج كوكبنا الذي نعيش عليه.


وفي وقت لا يزال فيه العلماء غير متأكدين من وجود المياه على الكوكب، فإن عمليات المراقبة التي ستكون لازمة في مرحلة المتابعة قد تزودهم بمعلومات أكثر.

القاهرة: أعلن باحثون عن نجاحهم في اكتشاف كوكب جديد عملاق له مناخ مماثل لكوكب الأرض داخل نظام شمسي متعدد الكواكب يقع على بعد 42 سنة ضوئية عن الشمس.
ويقع هذا الكوكب، الذي يزيد في الحجم عن كوكب الأرض عدة مرات، في المسافة الصحيحة عن نجمه وذلك للسماح بوجود مياه سطحية سائلة. وهو يدور بشكل جيد داخل المنطقة القابلة للسكن أو المعتدلة الخاصة بالنجم، وهي المنطقة التي لا تتسم فيها درجات الحرارة بالارتفاع الشديد أو بالبرودة القارصة، بما يتيح استمرار الحياة.
ويُعتَقد أن هذا الكوكب الجديد هو واحد من 6 كواكب، جميعها بكتل مماثلة بمرات قليلة لكتلة الأرض، تدور حول نجم قزم يعرف بـ HD 40307 في إحدى مجموعات النجوم.
أما باقي الكواكب فتقع خارج نطاق المنطقة القابلة للسكن، على مقربة شديدة من نجمهم الأم لدعم المياه السائلة. وقد تم تحديد ثلاثة منهم في الأساس عام 2009 من جانب علماء فلك مرصد جنوب أوروبا، حيث استعانوا بأداة يطلق عليها quot;هاربسquot; ( وهي أداة للبحث عن الكواكب بدقة عالية ) للتفتيش عن التغييرات التي تطرأ على لون ضوء النجم الذي يهب وجود الكواكب. وكشف الآن تحليل جديد للبيانات التي جمعها quot;هاربسquot;، باستخدام برنامج حاسوبي خاص، عن وجود ثلاثة كواكب عملاقة أخرى مشابهة لكوكب الأرض، حسبما ذكرت صحيفة التلغراف البريطانية.
وقد أثار واحد من تلك الكواكب يعرف بـ HD 40307g اهتمام علماء الفلك لأنه أكثر بعداً عن النجم مقارنةً بنظرائه، بين نصف وثلاثة أرباع مسافة الأرض عن الشمس، ويوجد بأريحية في المنطقة القابلة للسكن. ونقلت الصحيفة عن البروفيسور هوغ جونز، من جامعة هيرتفوردشاير، وهو عضو في فريق الباحثين الدولي، قوله :quot; يعني المدار الطويل للكوكب الجديد أن جوده ومناخه قد يكون مناسباً لدعم الحياةquot;.
وعبر العلماء عن اعتقادهم أن الكوكب يدور حول محوره، وهو ما يمنحه دورة نهار وليل منتظمة، ويجعل ظروفه البيئية مماثلة للظروف البيئية الخاصة بكوكب الأرض.
ويعد هذا الكشف، الذي نُشِر بمجلة علم الفلك والفيزياء الفلكية، من ثمار مبادرة تقفي الكواكب الأوروبية التي يطلق عليها RoPACS ( الكواكب الصخرية حول النجوم الباردة ).
وتحدث تقرير آخر نشره موقع quot;وايردquot; في السياق عينه عن أن هذا الكوكب المكتشف حديثاً سينضم بالتالي إلى قائمة صغيرة لكنها متزايدة لكواكب أخرى بخلاف كوكب الأرض من الممكن أن تكون مناسبة للحياة. وأضاف التقرير أن ذلك الكوكب الخارجي العملاق، الذي تقدر كتلته بحوالى سبعة أضعاف كتلة كوكب الأرض، يدور حول نجمه الأب على المسافة نفسها تقريباً التي يبعدها كوكب الأرض عن الشمس.
وأضاف الموقع أن هذا الكوكب العملاق الجديد المشابه لكوكب الأرض يستقبل حوالى ثلثي كمية ضوء الشمس التي يستقبلها كوكب الأرض. وهو ما يعني أنه لا يزال دافئاً بما فيه الكفاية ما يسمح بوجود محيطات وطقس رطب كما هي الحال على الأرض.