مرض السكري من الامراض المزمنة التي تتطلب تشخيصًا باكرًا ومتابعة نفسية تضاف الى الطبية منها، وارتفعت نسبة الاصابة به في لبنان لتتجاوز الـ 20% في السنوات الأخيرة.


بلغ عدد المصابين بمرض السكري في جميع دول العالم 380 مليون مصاب، علمًا ان أربعة ملايين شخص يموتون سنويًا في مختلف أنحاء العالم بسبب هذا المرض، كما أن نسبة الإصابة بمرض السكري في لبنان شهدت ارتفاعًا مطّردًا وأصبحت تتجاوز الـ 20 % من إجمالي عدد السكان، كذلك بات المرض يظهر لدى فئات عمرية أصغر نسبيًا مقارنة مع باقي دول العالم بسبب السمنة وقلة الحركة وانتقال هذا المجتمع إلى حياة التمدن، حيث إن مريض السكري يصاب أيضًا بالاضافة الى السمنة بارتفاع ضغط الدم، وزيادة معدلات الكولسترول في الدم، وبات هذا المرض يهدد الحياة بأكملها لا الصحة فحسب ولذلك فقد أعلنته منظمة الصحة الدولية وباءً عالميًا عام 2007 وهو يعتبر أحد أهم الأمراض المزمنة التي تواجه النظم الصحية ويتطلب وضع أولويات التخطيط الصحي للمرحلة الحالية والمقبلة.
يتحدث الدكتور يحيى كركي ( طبيب اختصاصي بمرض السكري) ويقول لـ quot;إيلافquot; ان العلماء لم يكتشفوا بالضبط ما هي أسباب مرض السكري، و لا توجد عوامل ملاحظة للنوع الأول، لكن، للنوع الثاني من السكري، عوامل الخطر تعتبر أوضح بكثير، ومنها السمنة التي تشكل عامل الخطر رقم واحد، فكلما ازداد وزن الشخص كلما ازداد خطر إصابته بمقاومة الإنسولين، لأن الدهون تعيق قدرة الجسم على استخدام الإنسولين.

يضاف اليها الخمول لان أسلوب الحياة الذي يكثر فيه الجلوس يعد سيئًا جدًا، و خصوصًا اذا ما كان الشخص يعاني من زيادة الوزن عن الحد الطبيعي، في حالة السكري، يظهر ان خلايا العضلات فيها مستقبلات إنسولين أكثر من خلايا الدهون، و لذلك يستطيع المرء التقليل من مقاومة الجسم للإنسولين عن طريق الحركة بكل بساطة، ويساعد النشاط على تخفيض مستوى السكر في الدم عبر مساعدة الإنسولين على أن يكون فاعلاً أكثر.

ولا ننسى العادات الغذائية السيئة، يضيف كركي، لان معظم الناس الذين تم تشخيصهم كمصابين بالسكري (ب) هم أيضًا يعانون من السمنة، ويقع اللوم هنا على التغذية غير الصحية.
في أحيان كثيرة، يتابع، يكون السبب في الجينات بكل بساطة، الأشخاص الذين لديهم أقارب تم تشخيصهم بالسكري (ب) معرضون لإصابتهم بنسبة أكبر، كما أن الأميركيين من أصول أفريقية، إسبانية والسكان الأصليين (الهنود الحمر) معرضون بنسبة أكبر من غيرهم للإصابة بالمرض، ولكن أسلوب الحياة يحدد بشكل أدق من الذي سيصاب بالسكري.
واقع مرض السكري والتوعية في لبنان

يقول رئيس لجنة البرلمان الصحية في لبنان النائب عاطف مجدلاني لـ quot;إيلافquot; ان مرض السكري منتشر في لبنان ككل البلدان، لكن أكثر بقليل، خصوصًا مع وجود المضاعفات، لان هناك مرضى لا ينتبهون لمؤشرات المرض الأولية للاصابة بالمرض، ولا ينتبهون لموضوع جفاف الفم، وغيرها، وهذا يشكل امرًا مهمًا في أحيان كثيرة يتم اكتشاف المرض بمرحلة متأخرة، يكون قد تطور حينها، لذلك لا بد من حملات توعية وتثقيف للمواطن اللبناني، وحملة التوعية التي تقام يومًا في العالم، في يوم السكري العالمي، لا تكفي، علينا ان نبذل جهدًا من أجل حملات متواصلة لتوعية مستمرة من خلال برامج تلفزيونية، وإذاعية، ومن خلال الصحف، ونطرح كلامًا عن مرض السكري بشكل متواصل، لافهام الناس وتوعيتهم.

أما كلجنة برلمانية للصحة كيف تهتمون بهذا الشأن وهل هناك تسهيلات بموضوع العلاج من خلال تأمين الأدوية لمن يحتاجونها؟

يجيب مجدلاني :quot; الوزراة تقوم بتأمين الدواء لكل الأمراض المزمنة ومنها طبعًا السكري، وكلجنة صحة، من خلال ظهورنا في الاعلام، من واجبنا توعية الناس على هذا الموضوع، انما لا تشريع خاص لمرضى السكري، لانه مزمن كسائر الأمراض، وواجب التوعية ضروري، وتأمين الدواء، والمساعدة الاجتماعية والنفسية للمرضى.
من هنا ضرورة توعية العائلة والمحيط لمساندة اجتماعية ونفسية، حتى يستطيع المريض ان يتحمل اعباء ونتائج مرضه.

وهل لبنان مهيء لمعالجة كل أنواع مرضى السكري من الحالات البسيطة الى المعقدة منها؟

يجيب مجدلاني:quot; طبعًا نفتخر بامتلاك لبنان أطباء كفوئين منتشرين على الأراضي اللبنانية كافة لمواجهة هذا المرض، في اي مرحلة من مراحله، ومساعدة المريض من كل الجوانب، ولبنان مهيء لامور أصعب بكثير من مرض السكري.