تحاول السعودية باعتبارها واحدة من أكثر دول العالم معاناة من مرض السكري وضع حلول ومعالجات تهدف للحد من انتشاره، بالتزامن مع انتشار السمنة بشكل مفرط.


وتقول الدكتورة أنغام المطير، استشارية الغدد والسكري لدى الأطفال، أنه وفقاً لآخر إحصائية في السعودية أفادت بأن النوع الثاني من مرض السكري (غير المعتمد على الانسولين) يصل إلى نسبة تترواح بين 50 إلى 60 بالمئة من بين المصابين، مشيرة إلى أن القابلية للمرض تزيد مع التقدم في العمر. وأكدت المطير أن السبب الرئيسي للإصابة بالسكري في السعودية هو السمنة وتغيير أسلوب الحياة وهي تعني ضعف استجابة الانسولين وغالباً ما يصيب الكبار، إلا أنها بدأت في الآونة الأخيرة تصيب الأطفال، أما النوع الاول (المعتمد على الأنسولين) وهي تعني تلف الانسولين يصيب الأطفال وتصل نسبته الى 26 بالمئة بصورة عامة.

أميرة بافقيه:

وعن أبرز الخطط التي عملت عليها المملكة للحد من نسبة الاصابة بهذا المرض، أوضحت المطير لـquot;إيلافquot; أن التوعية هي العامل الأساس في هذا الموضوع، مشيرة إلى أن ذلك يأتي من خلال تنظيم المؤتمرات والدورات التي تعمل على توعية مرضى السكري وكيفية العلاج منه. وذكرت أن جمعية مرض السكري والغدد الصماء في المملكة تعمل سنوياً على تخريج المثقفين للمساهمة في القضاء على هذا المرض، مضيفة أن وزارة الصحة ستنظم مؤتمراً عالمياً لمرض السكري والغدد الصماء بحضور نخبة من كبار المثقفين العالميين من أطباء مرض السكري للأطفال والكبار، وسيناقش فيه آخر مستجدات مرض السكري وكيفية الوقاية منه.

وبيّنت المطير أن هناك برنامج توعوي ترفيهي لمرضى السكري من الأطفال في المدينة الطبية بالحرس الوطني بالرياض، مؤكدة أن تمدد المرض لدى هذه الفئة بدأ يثير القلق ويتوجب العمل بجد من أجل مكافحته. وعن مدى خطورة الوضع بالنسبة للأطفال قالت المطير: quot;المرض ليس سهلاً بالنسبة للطفل ويحتاج إلى علاج مكثف كإعطاء ابر الانسولين أو مضخة الأنسولين ولا بد من متابعة السكر سواء في البيت او في المدرسة ويعتبر مرض السكري بالنسبة للطفل تحد كبير، إلا أن المملكة توفر العلاج لضمان الحد منهquot;.

وذكرت أن مرض السكري له مضاعفات حادة ومزمنة كالإغماء وعلى المدى البعيد يسبب مضاعفات من تصلب الشرايين وتؤثر على الكلى والغرغرينا، وأشارت إلى أن العلاج هو تنظيم السكر ولا بد من الخضوع لابر الأنسولين بهدف تنظيم السكر ليصل الى وضعه الطبيعي او القريب من الطبيعي خاصة من النوع الثاني الذي يحتاج الى المواظبة على الأكل الصحي والوصول الى الوزن المثالي، وشددت على أن الرياضة أفضل بكثير من أخذ الأدوية.

وكانت منظمة الصحة العالمية توقعت ارتفاع نسبة إصابة السعوديين بداء السكري إلى مستويات عالية، بنسبة ثلاث مئة بالمئة بين عامي 2000 و 2030، فيما يبلغ عدد المصابين بمرض السكري في المملكة ثلاثة ملايين ونصف المليون مصاب من جملة 300 مليون مصاب في جميع دول العالم مما سيمثل عبئا إضافيا على النظام الصحي في المملكة والتي تنفق 117 مليون دولار سنويا على الأدوية الخاصة بمرضى السكري.

وتعتزم الحكومة السعودية زيادة المستشفيات العاملة في المملكة بنسبة 38% خلال السنوات الأربع المقبلة، فيما تم تخصيص 87 مليار ريال سعودي (23 مليار دولار) في موازنة العام الحالي 2012 للقطاع الصحي والخدمات الاجتماعية.

كما أشارت بعض التحقيقات إلى 15 ألف شخص يلقون حتفهم سنويا بالإضافة إلى بتر أربعة آلاف قدم سنوياً في المملكة العربية السعودية، هذا ما يعني قرابة 10 أقدام يومياً يتم بترها. وبدورها، كشفت جمعية السكر والغدد الصماء بالمنطقة الشرقية أن 70% من حالات الوفاة لدى مرضى السكري بالمملكة جاءت بسبب أمراض القلب ودعت الجمعية على لسان رئيس مجلس إدارتها عبدالعزيز التركي إلى تظافر الجهود من اجل العمل على تقليل نسبة الوفاة لدى مرضى السكري بسبب أمراض القلب وتقليل عوامل الخطورة للإصابة بها.

وشددت الجمعية على ضرورة الاهتمام بصحة الطلبة والطالبات، ودعت إلى التغذية السليمة وممارسة التمارين الرياضية وتبني أسلوب حياة صحية جديدة، وقال رئيس مجلس ادارة الجمعية الدكتور عبدالعزيز التركي، إن هذا الاهتمام من قِبل الجمعية بتعزيز الصحة في المدارس ينبثق من استراتيجيتها نحو ضرورة الاستثمار في صحة الأطفال والمراهقين، خصوصا في ظل انتشار نسبة زيادة الوزن والسمنة والخمول البدني عوضا عن تعاطي التبغ لدى تلك الفئة.

كما أوصى رئيس لجنة التغذية والتثقيف الصحي بالجمعية الدكتور باسم فوتا، بتوفير الأغذية الصحية ومنتجات الألبان قليلة الدسم أو خالية الدسم والفواكه الطازجة والخبز الصحي في مقاصف المدارس وعدم توفير الأطعمة غير الصحية، مشددا على الرقابة الصحية في المقاصف المدارسية. وطالب في الوقت ذاته الاسر التقليل من شراء المشروبات الغازية المحلاة والشبس والفطائر والأطعمة المقلية والحلويات الجاهزة لأولادهم التي تساهم في الإصابة بالسمنة وعدم تغذية الدماغ التغذية السليمة كما أنها تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان.