يعيش المتزوجون من الرجال والنساء على حد سواء على ذمة المختصين الاجتماعيين حياة أطول من أقرانهم من العزاب كما أنهم إضافة إلى ذلك يكونون في حياتهم أكثر سعادة ورضاء وأقل تعرضا للاكتئاب أما في حالات المرض الجدية فيكون لديهم احتمالات أعلى بكثير بالشفاء غير أن وفاة أحد الزوجين بالمقابل يزيد خطر موت الشريك.


أكدت دراسة تشيكية حديثة أعدها مختصون في المعهد الاجتماعي التابع لأكاديمية العلوم التشيكية بأن الصحة والوضع العائلي هما وجهان لعملة واحدة وان الحياة الزوجية تعطي الحياة معناها كما أنها تشكل بمثابة الحاجز في التصدي للمشاكل الحياتية الأمر الذي ينعكس بشكل جدي على صحة الزوجين. ورأت بأن الزوجين اللذين يمارسان العمل هما من الناحية العملية يمثلان الضمان بالمقدرة على القيام بأعباء الحياة بشكل أفضل للأسرة أما في مرحلة متقدمة من العمر فيعطي هذا الأمر العائلة الشعور بالسعادة والطمأنينة لانه لايجعلهما يعيشان في حالة توتر نفسي خوفا من عدم المقدرة على تسديد أجور ونفقات المنزل وخدماته
وتنبه المتخصصة التشيكية بالتواصل الاجتماعي مارتينا هرونوفا إلى أن الحياة الزوجية لا تعني بالمقابل لوحدها بان نوعية الحياة تكون أفضل مشددة على أن توفير ذلك يتطلب توفر الصراحة ووجود أمزجة متقاربة بين الزوجين وتوفر الاستعداد لديهما للمساعدة.

ورأت أن نجاح الحياة الزوجية يتطلب أيضا توفر ليس فقط القرب النفسي بين الزوج والزوجة وإنما أيضا القرب العاطفي والجسدي لأنه من دون هذه العوامل لا تكون الحياة الزوجية معافية وإنما تتحول إلى وحدة اقتصادية لتربية الأطفال. ونبهت إلى أن اقتصار التواصل بين الزوجين على تسيير الأمور في العائلة يجعل الحياة الزوجية فقيرة وبالتالي فان المشاعر والعواطف تتلاشي مع مرور الوقت.
من جهتها تؤكد الطبيبة النفسية رادانا شتتبانكوفا بان الصحة ونوعية الحياة لهما علاقة بالوضع العائلي غير أن هذه العلاقة يجب أن تكون من نوعية جيدة لان الإنسان الذي يتواجد في مثل هذه العلاقة يكون أكثر مناعة ضد التغييرات التي تحدث في الوسط الذي يتحرك فيه ويتحمل بشكل أفضل الأوضاع الصعبة والمتوترة التي يواجهها .

وتنبه الدراسة إلى انه على الرغم من أن أغلب التشيك يعتبرون العائلة بأنها القيمة الحياتية الأعلى بالنسبة لهم إلا أن عدد حالات الزواج في تشيكيا انخفض العام الماضي إلى 45000 ألف حالة فقط الأمر الذي اعتبر الأقل في تاريخ تشيكيا فيما يرتفع بالمقابل عدد حالات التعايش بين الرجال والنساء من دون علاقة زوجية . وحسب الدراسة فان ذلك يعود إلى عدة عوامل منها التجارب الشخصية للناس حيث تقول الإحصاءات بان كل ثاني أو ثالث حالة زواج في البلاد تنتهي بالطلاق إضافة إلى تجارب الناس من نفس العمر الذين يقومون بإعطاء الأولوية للدراسة والسفر وتحقيق الارتقاء المهني على تأسيس العائلات ويبدأون جسديا بالشعور بالحاجة إلى الزواج في العمر المتوسطي أي عندما يكون أقرانهم قد أسسوا عائلاتهم ولديهم أطفال وعلاقات جديدة.