تسعى الجهات الطبية المتخصصة في إقليم كردستان العراق إلى تأمين العلاجات لمرضى السرطان مجاناوتسعى دائما الى تطوير قدرات الكوادر الطبية والصحية.


شهد إقليم كردستان العراق وعلى مدى السنوات السابقة تطورا ملحوظا في المجالات الخدمية كافة لاسيما في قطاع الصحة حيث أولت الحكومات المتعاقبة في الاقليم اهتماماً منقطع النظير بتطوير الجانب الصحي من خلال زيادة عدد المستشفيات وبالذات التخصصية منها وتطوير قدرات الكوادر الطبية والصحية وايفادها في بعثات دراسية خارج الاقليم ، إضافة الى تأمين الأدوية والمستلزمات الطبية ومن مناشئ عالمية، من أجل تقديم أفضل الخدمات الطبية للمرضى.

يعد مستشفى هيوا للأمراض السرطانية في مدينة السليمانية الابرز من بين المستشفيات التي تقدم خدمات مجانية لمرضاها من كافة محافظات العراق. المدير العام للمشفى الدكتور طالب توفيق كشف خلال حديثه مع quot;إيلافquot; بان ادارة المستشفى طالبت ولأكثر من مرة وزارة الصحة الاتحادية بتخصيص ميزانية خاصة للمستشفى بعيداً عن ميزانية الاقليم بسبب ان 40% من مرضى المستشفى هم من وسط وجنوب العراق موضحاً ان ميزانية المستشفى من المفترض ان تخصص فقط للمرضى داخل الاقليم .

وزاد بالقول إن أسعار العلاج الخاص بالأمراض السرطانية تصل حتى خمسة آلاف دولار أميركي أي ما يعادل ستة ملايين دينار عراقي خلال فترة العلاج الواحدة ومدتها 21 يوما والتي تعطى للمرضى بشكل مجاني وعن سعة المستشفى والاقسام الموجودة فيه، قال مديرها: يحتوي المستشفى على (70) سريراً مخصصاً للمرضى الذين تتطلب حالتهم الصحية ادخالهم المستشفى وإجراء العلاجات الكيمياوية اللازمة لهم خلال فترات متقاربة بحيث يصعب عليهم مراجعة المستشفى لمرات عديدة خاصة ممن يسكن منهم في مناطق بعيدة عن مركز مدينة السليمانية او ممن هم من محافظات العراق الاخرى. اما بالنسبة للحالات التي لا تتطلب ادخال المريض الى المستشفى فهي تتمثل بإعطاء المريض كورس علاجيا وعليه مراجعة المستشفى كل (21) يوماً.

وأضاف مدير مستشفى (هيوا) قائلا: ان عدد المرضى الذين راجعوا المستشفى واستفادوا من الخدمات المقدمة لهم منذ سنة 2007 ولحد الآن بلغ اكثر من (10) آلاف مريض، (6) آلاف منهم من محافظات اقليم كردستان، و(4) آلاف مريض من محافظات العراق الاخرى، علماً ان المستشفى يستقبل ما بين (1500-2000) مريض سنوياً. وحول عدد العاملين حالياً من أطباء اختصاصيين ومقيمين دوريين ومقيمين أقدم يوجد حوالى (25) طبيبا اما الكادر الوسطي فيبلغ (100) عنصر وبدوام صباحي ومسائي مستمر يومياً. أحد الموظفين رافضاً الكشف عن اسمه قال لـquot; إيلافquot; ان هناك شخصيات سياسية كردية تتبرع بين الحين والآخر بمبالغ نقدية تدعم فيه ميزانية المستشفى ليتسنى للمرضى الاستمرار في الحصول على العلاج الخاص بهم.

ويقول طالب توفيق مدير مستشفى هيوا إن هذا المركز يعتبر أحدث مركز لعلاج الأمراض السرطانية في إقليم كردستان والعراق ويعالج أمراض السرطانات المختلفة، مثل سرطان الدم عند الأطفال، وسرطان الثدي، وسرطان البروستات، وسرطان المعدة وكذلك العظام وسرطان المخ . المواطن فهد محمد وهو مرافق لأحد المرضى من محافظة الكوت قال لإيلاف : مستشفى هيوا يوفر فرصة للكثير ممن لا يستطيعون السفر الى خارج العراق كالهند او إيران للحصول على العلاج اللازم فيما يقدم هذا المستشفى العلاج بصورة مجانية. المواطن عبد الرحيم جمعة موظف في الموانئ العراقية في البصرة مصاب بسرطان الدم وصف وضعه في المستشفى بانه جيد ويتلقى العناية الطبية التي افتقدها في بقية المحافظات على الرغم من عديد مراجعاته الى بعض المستشفيات.

ويشكل سرطان الدم في محافظة البصرة نسبة 9- 12% وفي محافظة ميسان بلغت نسبته 14% ووجود 10 أنواع من السرطان متوطنة في مناطق جنوب العراق وتحديدا في محافظات ذي قار وميسان والبصرة، فيما شكلت الاصابة بالسرطان في مناطق الفرات الأوسط نسبة 95% عن السنوات السابقة. وبحسب إحصائيات شبه رسمية يوجد في العراق نحو 160 الف عراقي مصاب بالسرطان والأورام الخبيئة، غالبيتهم من الأطفال الصغار، الذين يموت منهم سنوياً أكثر من ثمانية آلاف مريض، بسبب ضعف أجسادهم، ونقص الأدوية، أو التأخر في التشخيص لقلة الكوادر الطبية المتخصصة العاملة حاليا في المحافظات العراقية.