عندما تصبح الشمس كجمرة نار وينعكس لونها الأحمر الناري في سماء السلفادور، يمكن للمرء ان يشهد اجمل منظر طبيعي في الوجود فيشكر الخالق على ما خلق، وهذا ينعكس على أهل السلفادور فهم يعيشون كما يقولون هم انفسهم مع الطبيعة في وئام تام. عدا عن ذلك، فإن السلفادور بلد حضارات وثقافات قديمة وعادات وتقاليد عمرها آلاف السنين، وهنا لا يجب ان ننسى حضارة شعوب المايا العريقة التي قدمت للعالم بعد ذلك علوما كثيرة.


تقع السلفادور على مساحة تصل الى 20742 كيلومترا مربعا تتناغم على مستويات كثيرة جبال وعرة الطرقات وأنهار غزيرة المياه وأخاديد وأراضٍ رطبة على مد النظر وشواطئ بديعة وبراكين غير عادية، ولهذا فان جمالها الخلاب يكمن في طبيعتها المتعددة الأشكال. ومن يختار المناطق الاستوائية تسحره الروائح التي يعبق بها أريج آلاف الأنواع من الازهار والنباتات ودفء ترحيب الناس خاصة في المناطق الريفية والجبلية.
ومن يحب مواجهة التاريخ فما عليه سوى القيام برحلة الى الهياكل العديدة لشعوب المايا، فعلى الرغم من ان السلفادور كانت أصغر بقعة تواجدت فيها هذه الشعوب الا ان فيها أماكن عديدة جدا منها ما لم يكتشف بعد، وأول حضارة عرفت هناك كانت في مدينة شالشويابا، حيث بنيت فيها قبل اكثر من 1200 عام قبل المسيح أعلى المباني ووصل الى 30 مترا، واعتبرت بلد العجائب.

وبالقرب من العاصمة سان سلفادور توجد مدينة سان اندرس التي ازدهرت زراعيا ايضا خلال عهد المايا بسبب تربتها الخصبة وهذا سبب نمو نباتات وأزهار لا توجد سوى في هذه المنطقة من العالم. وتشد القرية التي اكتشفت حديثا بالقرب منها وبقيت بيوتها كما كانت قبل آلاف السنين رغم انها طمرت على مدى التاريخ تحت الرمال والطين، اهتمام المنقبين. وبسبب مناخها اللطيف الذي يعود الفضل فيه الى الشمس وأرضها البركانية التي توفر الخصوبة غير العادية تتمتع السلفادور بثروات غير محدودة في نظامها الزراعي الطبيعي.

ومع شاطئها الذي يمتد على طول 300 كيلومتر ومناخها الاستوائي فان التمتع بالشمس كل يوم، ان في السباحة او الغطس او عبر ركوب الأمواج العالية او الاستلقاء فقط على الرمال من الامور التي لا يسعى الزائر الى البحث عنها فهي متواجدة في كل مكان. ومن يريد التغيير فان البنى التحتية المتوفرة ووسائل النقل تمكنه مثلا من زيارة كوستا ديل سول خلف البراكين والعودة في اليوم نفسه الى العاصمة سان سلفادور فرمال شاطئها ممزوجة برماد البركان ما يجعلها مفيدة للجلد.

ومن يرغب في مشاهدة الغابات فما عليه سوى التوجه الى منطقة اهواشابان حيث الطبيعة الخلابة التي تحتضن اكثر من 350 نوعا من الاشجار ترويها شلالات لا حصر لها مختلفة الأحجام. وتعتبر المنطقة أيضا مكان تجمع الفراشات حيث فيها حتى 500 نوع منها، تعيش بسلام مع حيوانات نادرة مثل الهرر المتوحشة الصغيرة الحجم وأسود الجبال وآكل النمل اضافة الى حيوانات مهددة بالانقراض.
وما يميز السلفادور من غيرها من البلدان كثرة البراكين فيها، ففيها 25 بركانا هامدا مختلف الارتفاع ويصل علو بعضها حتى 1200 متر، منها ثلاثة براكين تصدر بين الحين و الاخر بعض الهدير لكنها غير خطيرة، واجمل المناظر عندما يختفي رأس البركان المسمى بوابة الشيطان بين الغيوم وبهذا تكون اقدامه في البحر وراس فوق الغيوم.

وغير بعيد عن العاصمة سان سلفادور توجد محمية لمئات الانواع من العصافير الملونة، وأجمل الساعات هي في المساء عندما تغرد معا لتصدح الغابة بموسيقى غير عادية. كما يعيش في هذه المحمية أنواع من الطيور مثل الببغاء والتوقان ذات الالوان المختلفة وطائر التدرج. وكما يقول سكان السلفادور يمكن للمرء وصف كل هذه المشاعر عن بعد لكن لا يمكن إدراك عمقها إلا إذا ما عايشها عن قرب، لذا يجب زيارة السلفادور يوما ما

.