تعد مدينة أربيل وجهة سياحية رئيسة في العراق ، نظرا لما تتمتع به من مرافق ترفيهية وخدمية لا تتوفر في الكثير من المدن الاخرى ، يساعدها في ذلك، الطبيعة الخلابة التي تتمتع بها من جبال ووديان وشلالات ، تحتضن المصايف ،إضافة الى جوها المعتدل ، ومصايفها ومواقعها التاريخية.


مع تزايد حركة الاستثمار في أربيل وسعي مئات الشركات الى التأسيس فيها لمشاريعها ، أصبحت المدينة محطة رئيسية للأعمال والترفيه على حد سواء. وأبرز ما يلفت انتباهك في المدينة ، كثرة المتنزهات العصرية التي ُصمّتت وفق طراز غربي مراعية الهوية الكردية المحلية ، إضافة الى انتشار الفنادق الفخمة التي أصبحت عنوانا رئيسيا لجودة خدمات السياحة في المدينة لاسيما وان أسعار خدمات الفنادق لا يزال أقل بكثير من الاسعار في المناطق والمدن السياحية في الدول المجاورة.

وفي هذا الصدد يقول السائح كريم حسن من بغداد انه يقصد أربيل مرتين في السنة، حيث يزور مرفقات المدينة السياحية ومصايفها. ويرى حسن ان أجازته من العمل لمدة أسبوعين سوف لن تكفي للتمتع بكل المرفقات في المدينة ، مشيرا الى انه يحتاج الى المزيد من الوقت والا سوق لن يستطيع التمتع بزيارة كل المصايف. ولهذا السبب ينصح حسن السائحين بالاستعداد الجيد وحساب الوقت اللازم لكي تكون السفرة وافية بالأغراض التي خطط لأجلها.

والقادم من العاصمة العراقية بغداد سيقطع مسافة بنحو 360 كيلومترا ، لكن الطائرة هي أقصر الطرق للوصول الى المدينة بسرعة حيث لا تتعدى المسافة الزمنية للرحلة من العاصمة ساعة واحدة فقط على أكثر تقدير. لكن عمر أمين القادم من مدينة الموصل ، التي تبعد حوالي 80 كيلومترا يشير الى ان أكثر أبناء الموصل يقضون أجازاتهم في مصايف دهوك وأربيل. ويتابع : تمثل المصايف المنتشرة بين الجبال والوديان مقصدا سياحيا مثاليا للسائحين من داخل العراق وخارجه واهمها مصيف بيخال و جناروك ، وجنديل إلى جانب مصيف حاج عمران، و شقلاوة وكذلك مصايف كلي علي بك.

لكن السائح سوف لا يتمتع بالمرفقات الحديثة فحسب بل انه سيزور مواقع تاريخية موغلة في القدم ، حيث تضم المدينة متحفا يروي تاريخ حافل بالتفاصيل المثيرة إضافة الى ما يزيد على مائة موقع أثري يرجع تاريخها من العصر الحجري وحتى الفتح الإسلامي. وسيكتشف انه يطأ بقديمه أرضا قامت عليها أقدم حضارات التاريخ ، فالمدينة يعود أصل تسميتها إلى الاسم الآشوري للمدينة (أربائيلو) أي أربعة آلهة وهي كناية عن المعابد الآشورية المهمة في أربيل وكانت في العهد الآشوري مركزا رئيسا لعبادة الإلهة عشتار، حيث كان الآشوريون يقدسون أربيل ويحجوا إليها ملوكهم قبل الأقدام على أية حملة عسكرية . جدير ذكره ان المدينة تأسست سنة 2300 قبل الميلاد تقريباً على يد السومريين ، كما عاصرت ملوكا وقادة كبار مثل الاسكندر المقدوني وصلاح الدين الأيوبي.

ومن أهم المعالم الأثرية التي تلفت انتباه السائح تل السيد أحمد والمنارة المظفرية . كما يمكنه باصطحاب ادلاء ، زيارة آثار جوار تاقان، و قيسريان، وتل عوينة ، و حمام القلعة ، و حي التعجيل ، وسوق القيصرية، و قشلة كوية و قلعة الباشا الكبير، وقلعة بائمان، وقلعة بوكد، وقلعة ديوين ، وقلعة شيلة، وكهف بويا و بنيستون وشاندر، ومنارة الطاحونة الطينية ، وجامع جليل الخياط. ومن بين أهم هذه المعالم قلعة أربيل التي لا يمكن تجاهل زيارتها وهي تتوسط المدينة على ارتفاع بارز وسط الأسواق بطرازها القديم والعصري وأهمها سوق راين مول ، و الإسكان، و القيصرية، و طيراوه و صوفي مول، و فاميلي مول، وماجدي مولن ، ونازه مولو.

ونظرا للمناخ المعتدل الذي تتمتع به اربيل فانها مقصد الكثير ، لاسيما في فصل الصيف ، وهو الموسم الذي ترتفع فيه وتيرة القادمين الى المدينة المصايف خارج مركز المدينة ،الى أقصاها
ومما يساعد على التمتع بهذا الجو المعتدل المتنزهات الواسعة التي تتميز بها المدينة واهمها اكوا پارك، وحديقة باغي شار،و عينكاوا الجديدة، ومتنزه روناكي، و متنزه شاندر. ومتنزه گلكە ند، و مدينة ألعاب عينكاوا
اما فيما يخص إقامة السائح فان المدينة تتوفر على فنادق مختلفة الأسعار ومستوى الخدمات فيما تجد فنادقا يبلغ سعر الليلة الواحدة فيها نحو 300 الى 600 دولار ، فان هناك فنادق بأسعار بين أربعين الى خمسين دولارا مما يتيح لك حرية الاختيار بكل حرية.