وجدت دراسة جديدة ان استخدام الرسائل النصية آخذ في الانحسار ولكن هذا لا يعني ان المراهقين سيتوقفون عن دفن أنوفهم في هواتفهم الذكية لكتابة رسائل نصية أثناء تناول الطعام غائبين عن كل ما حولهم بل أخذ مستخدمو الهواتف الخلوية يتوصلون الى حلول مجانية توفر كل ما توفره الرسالة النصية تقريبا من دون اجورها الشهرية المزعجة.


قالت الدراسة التي أجراها المحلل المختص بالهواتف الخلوية تشيتان شارما ان الأميركي الاعتيادي ارسل في الربع الثالث من العام الحالي 678 نصا في الشهر. وهذا رقم كبير ولكنه أول هبوط يُسجل في كتابة الرسائل النصية بين الاميركيين بالمقارنة مع الذروة التي بلغها عدد هذه الرسائل بكتابة 696 نصا في الشهر خلال موسم الصيف.

وقال خبراء ان انخفاض عدد الرسائل النصية يشير على الأرجح الى ابتعاد دائم عن الرسائل النصية التي تُبعث عبر الشبكة نفسها التي نستخدمها لاجراء الاتصالات الهاتفية.
وأوضح المحلل واين لام من شركة آي اتش اس تكنولوجي ان سبب العزوف عن الرسائل النصية عبر الهاتف هو توفر شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات. واضاف لام ان الزبائن ما زالوا يكتبون الرسائل ولكن الرسائل النصية عموما تواجه منافسة من أشكال اخرى لكتابة الرسائل.

وكان لدى أصحاب الهواتف الخلوية قبل خمس سنوات خياران هما الاتصال أو كتابة رسالة نصية وربما رسالة بالبريد الالكتروني إذ كان لدى المستخدم هاتف بلاك بيري وقتذاك. واليوم إذ تستأثر الهواتف الذكية بحصة الأسد من سوق الهواتف الخلوية فان خيارات متعددة تتوفر لغالبية المستخدمين في اجراء اتصالاتهم النصية. ومن الأمثلة على ذلك ان ماسنجر فايسبوك يتيح للمستخدم ان يتحدث مع اصدقائه على فايسبوك في الزمن الحقيقي بلا عناء. وجرى تحميل تطبيق واتس آب WhatsApp للتراسل الفوري 100 مليون مرة على هواتف اندرويد وحدها. وتُباع جميع هواتف آيفون الآن بتطبيق آي مسج الذي يتيح للمستخدم الاتصال دون ان يستهلك نصوصه الممنوحة مجانا من شبكة هاتفه الخلوي.

وقال المحلل لام ان الرسائل النصية أصبحت ممارسة بالية ومع تضاؤل أهمية التحادث والتراسل بالنص أصبحت المعلومات هي الوزة التي تبيض ذهبا لشركات الهاتف الخلوي. ولهذا السبب تمنح شبكات الهاتف الخلوي دقائق ونصوصا بلا حدود ولكنها اوقفت تقديم المعلومات بلا حدود. ويتوقع الخبراء ان يزداد تقنين المعلومات أهمية في عام 2013 مع انتقال مزيد من الهواتف الخلوية الى شبكة المعلومات. وتهدف شركات الهاتف الى ادخال تقنية صوتية جديدة في مطلع العام المقبل. وعندما يحدث ذلك فان شبكة المعلومات هي التي ستتوالى التعامل مع المكالمات الصوتية ، على طريقة سكايب وفونتاج حاليا.

ولكن الفاتورة التي تحسب أجور المعلومات فقط لن تؤدي بالضرورة الى انخفاض في الاسعار نظرا لاستمرار المستهلكين في الاعتماد على هواتفهم الذكية بصورة متزايدة. والأرجح ان المستهلكين سيفكرون في حدود المعلومات التي يمكنهم استخدامها كما كانوا يفكرون في الدقائق المتوفرة على هواتفهم أو حدود الرسائل النصية التي يستطيعون كتابتها. وستواصل شركات الهاتف الخلوي في تحقيق ارباح طائلة ، بحسب الخبراء. ونقلت مجلة تايم عن المحلل شارما ان غالبية شركات الهاتف ستكون في وضع متين quot;وكل ما في الأمر ان مصدر ايراداتها انتقل الى بيئة من نوع آخر بعد ما كانت تحقق هذه الايرادات من الاتصالات الصوتية والرسائل النصية التقليديةquot;.