أعلنت منظمة انمونيموس المختصة بالقرصنة الالكترونية انها ستغلق مواقع الحكومة السورية في أنحاء العالم ردا على تعطيل شبكة الانترنت السورية بهدف منع المعارضة من إيصال صوتها.


قالت منظمة انمونيموس انها ستغلق جميع المواقع التابعة للحكومة السورية خارج البلاد ابتداء بسفارات النظام. وجاء إعلان انونيموس بعد ان لاحظت صحيفة نيويورك تايمز ان مواقع الحكومة السورية ما زالت مفتوحة لمن يريد تصفحها في الخارج لأنها بضيافة بلدان أجنبية منها الولايات المتحدة. وقالت شركات انترنت متعددة تستضيف هذه المواقع حين اتصلت بها الصحيفة انها بصدد غلقها. وكُشفت اسماء هذه الشركات وغيرها من الكيانات المماثلة في تقارير نشرها مختبر ستيزن لاب الذي يراقب شركات الانترنت التي تستضيف مواقع الحكومة السورية في أميركا الشمالية.

وعلى سبيل المثال ان موقع وكالة الأنباء السورية الرسمية quot;ساناquot; تستضيفها شركة سوفت لاير تكنولوجيز في مدينة دلاس بولاية تكساس. وهي واحدة من بضع شركات اميركية تبيع خدماتها ، عن غير قصد في الغالب ، الى مواقع تابعة لنظام الرئيس بشار الأسد. وامتنعت شركة سوفت لاير تكنولوجيز عن التعليق على استضافة موقع quot;ساناquot;.

وهناك شركات أميركية تستضيف موقع وزارة الأوقاف السورية وموقع الهيئة العامة للتنمية. وكانت حكومة محافظة حماة التي شهدت اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة وقوات النظام تدير موقعها عن طريق شركة اميركية مقرها في دينفر.

ويحظر أمر تنفيذي صادر عن الرئيس باراك اوباما على الشركات الاميركية توفير استضافة الكترونية وغيرها من الخدمات الى النظام السوري دون الحصول على موافقة من وزارة الخزانة الاميركية.

وأكد مسؤولون في وزارة الخارجية الاميركية ان تقديم هذه الخدمات يشكل انتهاكا للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ضد النظام السوري. وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر ان السياسة الاميركية quot;تهدف الى مساعدة المواطنين الاعتياديين الذين يمارسون حرياتهم الأساسية في التعبير والتجمع والتنظيمquot;.

ويبين تعطيل الانترنت في سوريا منذ يوم الخميس اتساع النزاع المحتدم منذ 20 شهرا ليشمل حلبة الانترنت حيث يستخدم الطرفان الهجمات الالكترونية لخدمة قضيتهما ، كما لاحظ مراقبون.

وتشير استضافة مواقع حكومية سورية خارج البلاد الى حذاقة تكنولوجية من جانب نظام الأسد. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية روبرت باير الذي عمل فترة في الشرق الأوسط قوله quot;انظروا ما فعله النظام السوري مع الأسلحة الكيمياوية. وهو يستطيع ان يفعل الشيء نفسه مع الاتصالاتquot;.

كما رجح محللون ان تكون لدى جماعات جهادية وفصائل مسلحة سورية مواقع بضيافة الولايات المتحدة. ويبدو ان النظام السوري يدرك ان مراقبة مواقعه تكون أسهل إذا عملت على خوادم داخل سوريا.

وكان نظام الأسد أمر في تموز(يوليو) باستضافة جميع المواقع الرسمية داخل سوريا. ولكن في حالات الطوارئ أو عند تعطل الانترنت كما حدث منذ يوم الخميس فان لدى النظام مواقع تستضيفها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا ، كما لفت الباحث حلمي نعمان من مختبر ستزين لاب.

وقال نعمان quot;ان تعطيل الانترنت في سوريا يسلط الضوء على قضية استضافة المواقع الالكترونية وكيف يستطيع النظام ان يعتمد على خوادم خارج سوريا لإيصال رسالته خلال تعطل المواقع ذات الاستضافة المحليةquot;.