تؤثر تغيرات الطقس على الوضع البدني والنفسي لنحو نصف الناس ، غير أن ردود الفعل لديهم تختلف حيث تتراوح بين المظاهر الخفيفة كالشعور بالتعب فقط وبين تعكر المزاج والشعور بألم في المفاصل والعضلات والرأس والظهر لكنها يمكن أن تؤدي في بعض الحالات إلى الإصابة بالجلطات.


نبهت دراسة صحية تشيكية حديثة إلى أن التغييرات التي تحدث في الطقس وتؤثر على الوضع النفسي للإنسان يمكن أن تؤدي إلى تدهور حالة الكآبة وربما إلى التصرف بشكل عدواني مشيرة إلى أن مختلف الأبحاث الرصينة قد أكدت وجود علاقة بين الطقس وعدد الإصابة بالجلطات والتعرض لحوادث سير ولأعمال عنف وحتى إلى الإقدام على الانتحار
وأشارت إلى أن بعض الناس يشعرون بتبدلات الطقس قبل حدوث تغييرات في العوامل الجوية للهواء مثل الحرارة والضغط والرطوبة من خلال الإحساس بألم في الرأس والمفاصل والشعور بالجروح القديمة أو بآثار العمليات الجراحية التي خضعوا لها مؤخرا وتضيف بان ظهور هذه المصاعب البدنية يسبقها تغيرات في الوسط الكهربائي وفي الحقل المغناطيسي الكهربائي في الفضاء .

الضغط يزيد الحساسية

توضح الدراسة بان الناس يشعرون بتغير الضغط أكثر من أي مظهر آخر مع أن هذا الأمر يمثل مفارقة لان ضغط الهواء لوحده ليس له تأثير كبير كما يعتقد الكثير من الناس كما تم إثبات ذلك علميا في تجارب أجريت في الغرف المناخية. ويقول الدكتور فرديناند بولاك المختص بالعناية المشددة بان التغييرات في الضغط عادة ما ترتبط بتغير الطقس عموما مشيرا إلى أن الناس الذين يعانون من الربو يتنفسون بشكل أفضل عندما يكون الضغط منخفض أما المرضى الذين تعتبر أوضاعهم خطيرة فان انخفاض ضغط الهواء يمكن له أن يتسبب بارتفاع ضغط الدم.


وأشار إلى أن العلماء قد اثبتوا بأنه أثناء انخفاض ضغط الهواء بمقدار ميلبار خلال الساعة فان حساسية الإنسان ترتفع الأمر الذي يمكن أن يجعل المرضى الذين لديهم آلام مزمنة يعانون من ذلك .
وتشير الدراسة إلى أن حدوث تغييرات في رطوبة الهواء يثير تبدلات في التوتر في الجلد الذي يتقلص أو يتمدد حسب درجة الرطوبة. وتؤثر في وضع الإنسان أيضا العديد من العوامل الأخرى مثل درجة الحرارة والضغط الجوي ورطوبة الهواء وقوة الريح ووتيرة الإشعاعات الشمسية ومحتوى الأوكسجين وتصادمات الغيوم وغيرها ...

وتشير الدراسة إلى أن آليات التأثير عديدة غير انه يمكن القول عموما بان ما يسبب بالمشاكل هو التغيرات العنيفة التي تحدث في المجالات السابقة الذكر أو نتيجة للجمع الذي يجري بينها .
وتضيف بان تغيرات الطقس يمكن أن تساهم في نشوء بعض الإشكالات الصحية غير الجدية لدى الناس المعافين مثل التوتر والتهيج وحدوث اضطرا بات في التركيز والشعور بقلة النوم والألم في الرأس والمفاصل أما لدى الناس الذين يعانون من أمراض مزمنة فان وضهم يكون أكثر سوءا ولاسيما الناس المصابين بإشكالات في القلب والشرايين والرئة والربو والميغرينا أو الشقيقة والصرع وأمراض الجهاز الحركي أو القرحة المعدية وتنصح الدراسة الناس الذين يعانون من الأمراض المزمنة بان يحدوا من الجهد البدني و النفسي في الأيام التي تعتبر صعبة مناخيا موصية بان يتفرجوا مثلا على التلفزيون .

القلب يجب أن يكون هادئا

تنبه الدراسة إلى أن عدد حالات الإصابة بالجلطات القلبية تزداد في الأيام التي يرتفع فيها ضغط الهواء أما الحالات التي تحدث فيها بشكل أكثر الجلطات القلبية فهي عندما يستمر الضغط الهوائي المرتفع لفترة طويلة. وأشارت إلى انه على العكس من ذلك ففي الأيام التي يسود فيها ولفترة طويلة ضغط هوائي منخفض بعد عدة أيام باردة فان عدد حالات الجلطات القلبية ينخفض بشكل ملموس
وأكدت أن حدوث برد مفاجئ يمكن أن يؤدي أيضا إلى تسريع دقات القلب والى حدوث اثقالات على عمل القلب يمكن لها أن تهدد الناس المصابين بأضرار في الشرايين أما أفضل أنواع الطقس بالنسبة للمريض المهدد بالإصابة بالجلطة القلبية فهو الطقس الذي يسود في الأيام الباردة .

لا تنسوا تغيير الملابس

تؤكد الدراسة بان الوقاية الأفضل لفترة طويلة من التحسس بتغييرات الطقس تكمن في ممارسة الحركة اليومية بشكل كافي ولاسيما في الطبيعة وإمضاء بعض الوقت في المرتفعات وممارسة حياة صحية منظمة وتناول السوائل بشكل منتظم وتجنب التعرض الطويل للتوتر واخذ قسط كافي من الراحة. وتضيف بان من المهم بمكان تعويد الجسم على درجات الحرارة المنخفضة أي تدريب الجسم على المقدرة على الكتيف الحراري وتعزيز الجهاز المناعي للجسم وأيضا التكيف مع طبيعة الطقس السائد والتفاعل معه عن طريق اختيار اللباس المناسب ووضع مساحيق وكريمات الحماية وتعزيز تناول السوائل وغيرها من الإجراءات ....