لطالما ظلّ موضوع وهب الأعضاء الجسدية بعد الموت قضية شائكة تحتمل الكثير من الأخذ والرد في أوساطنا العربية، فما بالك بظاهرة وهب الحيوانات المنوية من متبرع لشريكين يكون الزوج عقيماً.


ظاهرة وهب الحيوانات المنوية التي بدأت تتسلل الى دولنا العربية وإن بخجل لا تزال تلقى الكثير من الصد في مجتمع يضع الأعراف والقيم والمعتقدات الدينية في أعلى سلّم اعتباراته. فكيف لأم أن تتقبل حمل جنين ليس من صلب زوجها وكيف لزوج أن يرضى باحتضان طفل ليس ابنه مهما كانت الحجج. ورغم ذلك تتداول الكثير من القصص التي تحكي عن تلقيح، يتم في بعض المستشفيات العربية، للبويضات بسائل منوي عائد لمتبرع. وهي إن تحصل تبقى طي الكتمان ووسط تحفظ شديد من قبل شريكين ضاقت بهما السبل لتحقيق أمنية تأسيس عائلة.

ويشدد الطب على الشروط الأخلاقية التي يجب أن تتم فيها عملية التخصيب، كتقديم شرح مفصل للمرأة حول الأصل العرقي للواهب لتفادي إنجاب طفل من خارج البيئة الاجتماعية للعائلةكأن تنجب الأم طفلاً من أصول آسيوية أو أفريقية أو لاتينية أو غيرها. وكثيرًا ما يجمع الأطباء على أفضلية الحمل عبر واهب على تبني طفل، كون الخطوة الأولى تعزز مشاعر الأمومة وتمنح المرأة فرصة الشعور بمراحل الحمل والانجاب واحتضان طفلها لحظة الولادة.

ولضمان ذرية خالية من الأمراض المعدية يخضع الواهب في الدول الغربية الى فحوصات أساسية للتأكد من صحة الحيوانات المنوية لديه وعدم إصابته بالأمراض كالايدز والكبد الوبائي والسفلس ومرض السيلان والكلاميديا والفيروس المضخم للخلايا.

وتعد السويد البلد الرائد في تنظيم عملية وهب الحيوانات المنوية إذ منعت في العام 1980 الوهب من شخص مجهول دون توثيق اسمه وجنسيته وتاريخه الصحي. وهي اليوم تملك لائحة انتظار من واهبين تمتد لـ 18 شهراً . أما بريطانيا فمنعت التساهل بالتبرع في العام 2005 وهي تعاني من نقص في عدد الواهبين وتقترح رفع عدد الانجاب من كل متبرع وتلجأ حاليًا الى استيراد الحيوانات المنوية الموهوبة من الدول الاسكندنافية.

وتبقى عملية الوهب مجانية باستثناء الولايات المتحدة الأميركية التي تسمح ببدل مادي يدفع الى الواهب.
وإن كانت الدول الغربية قطعت شوطاً عبر تنظيم عملية الوهب وإنشاء بنوك متخصصة لها، يبقى قرّاء quot;إيلافquot; متحفظين تجاه الموضوع إذ أظهر استفتاء أجراه قسم لايف ستايل، حول موقف القرّاء من عملية وهب الحيوانات المنوية ورفضت نسبة كبيرة (%54.61) من المشاركين الموضوع لاعتباره مخالفاً للدين، بينما رأى ما نسبته 24.21% أن العملية تؤدي الى تعقيدات لناحية نسب الطفل كونه ينتمي الى أب من المفترض أن يكون والده البيولوجي وانما هو من بذرة أب لا يعرفه ولا يمت إليه بصلة دم . ورأت نسبة 21.30% أن الخطوة تمنح العقيم فرصة الانجاب بعد أن حاول الكثير من الطرق لتحقيق الحمل.

وجاءت نتائج الاستفتاء على الشكل التالي:
هل تعتبر وهب الحيوانات المنوية خطوة:
تمنح العقيم فرصة الانجاب : 21.24 % (256 مشاركاً)
تتعارض مع الدين : 54.49% (658 مشاركاً)
تؤدي الى تعقيدات لناحية النسب الاجتماعي: 24.15% (291 مشاركاً)