تعتبر قلعة براغ وجسر تشارلز من المعالم الأساسية السياحية للمدينة إضافة إلى ساعتها الفلكية التي توجد في ساحة المدينة القديمة وبيتها الراقص بالاسمنت طربا.


تلفت العاصمة التشيكية براغ الانتباه إليها من خلال العديد من المعالم التاريخية والمعمارية المتميزة ولذلك تجتذب السياح إليها بشكل متنامي رغم أن الأسعار فيها لم تعد رخيصة كما كانت في الماضي . تسجل براغ في الفترات الأخيرة وجودا مستمرا لها بين المدن الأوربية العشر الأكثر اجتذابا للسياح الأمر الذي يجعل إداراتها تواجه تحديات ودعوات مستمرة للارتقاء بالخدمات التي تقدم في المدينة للسياح وللتخلص من بعض الممارسات المضرة بسمعتها ومنها تعرض السياح للاحتيالات المختلفة ولاسيما من قبل بعض سائقي التاكسي ومحلات تصريف العملات أو في بعض المطاعم .

وتعتبر قلعة براغ وجسر تشارلز من المعالم الأساسية للمدينة إضافة إلى ساعتها الفلكية التي توجد في ساحة المدينة القديمة وبيتها الراقص بالاسمنت طربا وشارعها الذي لا يتسع سوى لشخص واحد أما ثقافيا وسياسيا فان المدينة تطل على العالم من خلال ارتباطها بحياة الأديب المشهور فرانز كافكا وبشاعر العرب الكبير محمد مهدي الجواهري ومن خلال مسارحها العديدة ودار للأوبرا ومن خلال ثورتها المخملية و مصطلح quot; ربيع براغquot;.

براغ تحتضن القلعة الأكبر في العالم

تتميز قلعة quot; هرادتشاني quot; عن غيرها من القلاع والقصور الأوروبية بأنها الأكبر في العالم التي لا تتواجد فقط على قائمة اليونسكو للإرث الثقافي والطبيعي المحمي دوليا وإنما في موسوعة غينز للأرقام القياسية . وتتضمن القلعة عدة مباني مرتبطة فيما بينها تقع على مساحة من الأرض تصل إلى 70000 متر مربع الأمر الذي يجعل منها الأكبر في العالم وبسبب ذلك تحولت إلى الهدف السياحي الرئيسي لكل من يقصد العاصمة التشيكية .

القلعة وفق الإحصاءات السياحية تحظى بزيارة العدد الأكبر من السياح لأنها تعتبر الأجمل ولان محيطها يمنح الزائر فرصة لمشاهدة معالم براغ بشكل بانورامي باعتبارها تقع في مكان مرتفع يطل على مختلف المناطق الأثرية . القلعة كانت منذ تأسيسها إلى اليوم مساهمة في صنع تاريخ البلاد لأنها كانت مقرا للحكام والملوك ورجال الدين الذي تعاقبوا على حكم البلاد أما الآن فهي مقر للرئيس التشيكي ورغم ذلك يمكن التجول في ساحاتها وابنيها المختلفة بدون قيود تذكر بالنظر لعدم وجود أية إجراءات أمنية استثنائية . تاريخ بناء القلعة يعود إلى عام 870 حيث بناها الأمير بورجيفوي من عائلة برشيمسل غير أنها شهدت تغييرات كثيرة أخرى لاحقا من أهمها التغييرات التي قام بها القيصر كارل الرابع .

القلعة تضم عدا الأبنية التي تتبع للرئاسة التشيكية كاتدرائية القديس فيت وبازيلكا القديس جورج والقصر الملكي القديم وقصر بيلفيدر أو ما يسمى بالقصر الملكي الصغير وقصر لوبكوفيتس وقصر روزينبورغ والقصر الملكي الجديد وبرج داليبور والشارع الذهبي ومتحف العرائس والمنزل الأعلى لبورغراف ومدرسة للفروسية ومربط خيل قيصري وحدائق ملكية إضافة إلى وادي مائي ووادي الآيل ولذلك فان زيارة براغ من دونه دخول قلعتها ستكون ناقصة لان القلعة هي رمزها .

جسر تشارلز : متحف في الهواء الطلق

يحظى جسر كارل أو ما يسمى أيضا بالإنجليزية جسر تشارلز بمكانة خاصة بين آثار المدينة وفي تاريخها، ولذلك فإن الآلاف من الناس يزورونه يوميا ليس للانتقال بين الساحة القديمة مركز براغ التاريخي والساحة الصغيرة الواقعة تحت قلعة براغ التي تسمى مالا سترانا ، وإنما لتأمل المشهد البانورامي الذي يقدمه والذي يجعله بسبب ذلك، قبلة السياح وأحد المواقع الأثرية العالمية المحمية من اليونسكو.
الجسر يختلف عن غيره من الجسور الأربعة عشر المقامة على نهر الفلتافا، في أن له تاريخاً عريقاً ولارتباطه بقوة بتاريخ المدينة وأحداثها التاريخية، كما أنه يعتبر بتماثيله التي تشكل ما يسمى طريق القديسين متحفا تحت السماء المفتوحة.rlm;
استغرق بناء الجسر 43 عاماً، أما واضع الحجر الأساسي له فهو الملك كارل الرابع ولذلك سمي الجسر باسمه لاحقا. وقد تعرض الجسر للتخريب عدة مرات بسبب الفيضانات غير أن إصلاحه تم دائما بالشكل الذي حافظ على وضعه التاريخي منذ أن انتهى العمل به في عام 1400.rlm;

الجسر الذي يسمى بوابة تشيكيا نحو أوروبا يبلغ طوله 516 متراً، أما عرضه فيتراوح بين 9.40 - 9.50 أمتار بينما يرتفع عن سطح مياه نهر الفلتافا 13 متراً، أما عدد الذين يتنقلون عليه يوميا فيزيد على 30 ألف شخص من المشاة فقط، لأن السيارات محظور عليها استخدامه منذ عام 1965.rlm; وأقيم له في عام 2007 متحف خاص به، الأمر الذي يجعله فريدا في العالم، أما المتحف فيقدم معلومات كاملة وموثقة عن الجسر وتاريخه وواقعه .

شارع يتسع لشخص واحد

تنفرد براغ عن غيرها من المدن الأوروبية وربما العالمية أيضا بوجود شارع ضيق جدا فيها يتسع لشخص واحد ويقال بأنه الشارع أو الزقاق الأضيق في العالم . التطلع إلى جسر كارل من الضفة اليسرى لنهر الفلتافا يتطلب المرور بهذا الشارع أو الزقاق غير أن هذا الأمر يحتاج إلى جسم نحيف وأكتاف غير عريضة وأيضا إلى الالتزام بقواعد السير . الشارع الذي لا يحمل أي اسم يقل عرضه في جزء منه عن نصف متر وبالتالي لا يمكن لشخصين المرور فيه في وقت واحد أي إلى جانب بعضهما.

وفي تأكيد على عدم صلاحية المكان للبدينين أو ربما للتندر يقول العاملون في المطعم المجاور بان إحدى السائحات الألمانيات البدينات قد زارت المطعم وأنها بعد تناولها الغذاء فيه حاولت المرور في الشارع إلا أنها quot; علقت quot; فيه حيث لم تستطع التقدم إلى الأمام أو العودة إلى الوراء .

وحسب هؤلاء فانه تم بذل أكثر من نصف ساعة لمساعدتها وعندما تم الفشل بذلك جرى طلب رجال الإطفاء الذين قاموا بفركها بالصابون حتى يستطيعوا تمريرها عبر هذا الزقاق . وكي يأخذ الأمر بعدا طريفا فقد وضعت بلدية براغ إشارة مرور في هذا الشارع الضيق لتنظيم عملية السير فيه هبوطا باتجاه نهر الفلتافا وفناء مطعم تشيرتوفكا أو صعودا باتجاه الشارع الذي يؤدي إلى جسر كارل من الجهة الأخرى .

البيت الراقص

تحوّل أحد المباني الموجودة على ضفة نهر الفلتافا إلى واحد من أهم المراكز التي يقصدها زوار المدينة من الأجانب والمواطنين على حد سواء، وذلك بفضل الشكل الغريب واللافت للبناء الذي جعل براغ تتواجد في فن البناء الحديث على مستوى عالمي.
المبنى يأخذ شكل رجل وامرأة يرقصان ولذلك يسمّى laquo;البيت الراقصraquo; أما تاريخه فيعتبر حديثاً إذ تم الانتهاء من إشادته في عام 1996 أي بعد عامين من بدء العمل به بعد أن ظل المكان خالياً لمدة تزيد على 40 عاماً أي منذ قيام الطائرات الألمانية في نهاية الحرب العالمية بتدمير المبنى الذي كان مشاداً في هذا المكان.

quot;البيت الراقصquot; صممه المهندس المعماري الكرواتي المقيم في براغ منذ فترة طويلة فلادا ميلونيتش بالتعاون مع مهندس البناء الاميركي الشهير فرانك غيهري، أما فكرة البناء فقد استوحاها من الراقصين الامريكيين الشهيرين فريد استير وغينغير روجيرز. وقد أراد الرئيس التشيكي السابق فاتسلاف هافل الذي كان يقيم في مكان مجاور للمبنى إشادة مركز ثقافي واجتماعي في المكان، غير أن مخططه لم يجد أذناً صاغية لدى المستثمرين الذين حولوه إلى مكاتب وإلى مطعم ومقهى.

وأثار المبنى منذ إشادته ولعدة أعوام نقاشاً عاماً واسعاً بالنظر لتفرده واختلافه عن المباني التاريخية الكثيرة التي تحفل بها براغ فيما حصل المبنى على إحدى الجوائز في مسابقة للتصاميم أعلنتها مجلة تايم الأميركية، أما في تشيكيا فقد اعتبرته مجلة المعماري المتخصصة واحداً من أهم المباني التشيكية التي شُيّدت في التسعينات من القرن الماضي.