أظهرت دراسة ان الفتاة التي تتعرض للمضايقات من قريناتها في المدرسة أو لا تكون محبوبة بينهن تظل تعاني بعد فترة طويلة على انتهاء ايام المدرسة وان هذا الاحساس بالفشل في نيل قبول الآخرين يمكن ان يسبب أضرارا صحية بعد عشرات السنين.


اكتشف باحثون في دراسة حديثة ان البنت التي تعزلها قريناتها في المدرسة تكون احتمالات اصابتها بمرض القلب ومرض السكري في منتصف العمر أكبر من الفتاة التي كانت مقبولة أو محبوبة من قريناتها.
كما تكون احتمالات الاصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم ومستوى الكولسترول اكبر عند هذه الفتاة فضلا عن تعرضها الى درجة أكبر من خطر الاصابة بمرض السكري في أوائل الأربعينات من عمرها.
ويبدو بصورة متزايدة ان البنات أكثر تأثرا بعالم المراهقة الاجتماعي القاسي من الصبيان ، كما تبين الدراسة السويدية التي تابعت حياة نحو 900 طالب وطالبة في شمال البلاد من عمر السادسة عشرة حتى بلوغهم سن الثالثة والأربعين.
وتوصلت الدراسة الى ان آثار المشاكل مع الأقران خلال مرحلة الدراسة الثانوية على الصحة في منتصف العمر أشد وطأة بكثير بين الاناث منها بين الذكور. واكتشف الباحثون من جامعتي اوميا وستوكهولم ان الطلاب الذين عانوا اجتماعيا في المدرسة بسبب مضايقات الاقران أو العزلة المفروضة من الآخرين أو العزلة الذاتية تكون احتمالات تعرضهم الى مشاكل صحية في أوائل الأربعينات من العمر أكبر بينهم.
ولم يعرف الباحثون على وجه الدقة لماذا تكون آثار اضطهاد الأطفال لبعضهم أشد وطأة على البنات منها على البنين ولكنهم أشاروا الى ان السبب قد يكمن في اختلاف مسارات الحياة اللاحقة بين الرجال والنساء.
وخلص الباحثون الى ان نتائج الدراسة تؤكد الفكرة القائلة ان العلاقات بين الأقران في سنوات الطفولة أو المراهقة يمكن ان تؤثر في صحة الانسان لاحقا. واكتشفت الدراسة ان تأثير العلاقات الاجتماعية في سنوات الطفولة والمراهقة على صحة المرء في سنوات البلوغ يسري حتى بعد اخذ صحة المشاركين في الدراسة في سن السادسة عشرة ووضع آبائهم الاجتماعي في الاعتبار.