رغم تجريم القانون المصري منذ 4 سنوات لعملية ختان الإناث، إلا أن مصر ما زالت أولى دول العالم في هذه الظاهرة، ولم تنجح جهودها في القضاء عليها.

تشير تقارير منظمة اليونسيف إلى أن 8 آلاف أنثى تتعرض للختان يوميًا على مستوى العالم، وتصفهبأنه إنتهاك لحق المرأة، وتحذر المنظمة العالمية من هذه الظاهرةالمنتشرة في عدد من الدول، خاصة الأفريقية، وتعد مصر أولى دول العالم في نسبة ختان الإناث، quot;وهو بتر جزء من الأعضاء التناسليةquot;، حيث 91% من بناتها مختتنات، وتقوم وزارة الصحة فيها بمواجهات ممتدة لهذه الظاهرة خاصة في
محافظات الصعيد، والتي ينتشر فيها الختان بشكل كبير، ويجريه العديد من المراكز الطبية، والأطباء، على الرغم من وجود قانون يجرمه في مصر منذ عدة سنوات.
وتبذل السلطات المصرية ممثلة في وزارة الصحة جهود كبيرة للقضاء على ظاهرة الختان، إلا أن هذه الممارسة منتشرة بشكل كبير في مصر، وتشير العديد من الدراسات إلى أن سبب انتشار الظاهرة الفقر وضعف المستوى التعليمي والسكن في الريف، حيث التقاليد والعادات المترسخة المرتبطة بالظاهرة بين السكان، مسلمين وأقباطاً.
وكان إغلاق مركز طبي في محافظة المنيا في صعيد مصر، يجري عمليات الختان، آخر نتائج جهود الدولة المصرية في هذا المجال، كما أكد الدكتور محمد الطويل بإدارة العلاج الحر في الوزارة، وأضاف: quot;كل سنة نغلق عدداً من المراكز الطبية التي تجري quot;الختانquot;، إلى جانب سحب عدد من رخص الأطباء الذين يمارسون التختين، منذ اقرار قانون عام 2008، والذي يقضي بتجريم تشويه أو بتر الأعضاء التناسلية للإناث وتخصيص عقوبة لمن يجري هذه العمليات بالحبس مدة تتراوح من ثلاثة أشهر إلى سنتين، وغرامة مالية تتراوح بين 183 و 912 دولاراًquot;.
وتابع الطويل أن جهود الوزارة خلال الاعوام الماضية، وبعض الجمعيات الأهلية وحملات التوعية، اسفرت عن انخفاض نسبة المختتنات، وأضاف أن النسبة مازالت كبيرة لكن الوعي بمكافحة هذه الممارسة يزداد، وأكد تلقي العديد من البلاغات من الأهالي عن المراكز التي تجري فيها هذه العمليات، مشيرًا إلى آخرها، والذي كان عن طبيب يدير مركزاً طبياً يجري فيه عمليات الختان، وعند مداهمة مركزه بواسطة رجال الوزارة وقوة من الشرطة، وُجدت 10 فتيات تتراوح أعمارهن من 9 إلى 14 سنة، كما وجدت اللجنة 3 طفلات فى غرفة ممددات على أسرَّة وتحت تأثير المخدر.
وحذرت الدكتورة أميمة كمال، أستاذة الصحة العامة من تأثير عملية الختان، والتي تتم فيها إزالة جزء بسيط من مقدمة البظر أو ازالته بالكامل فيما يعرف بالختان السوداني أو الفرعوني، وقالت إن أثاره السلبية متنوعة، وتشمل الآلام الحادة عند الختان والشعور بالخوف والحزن، وما قد يسببه للمختونة من صدمة نفسية شديدة، بالاضافة إلى إمكانية حدوث نزيف دموي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة، كما أن إفراز البول على الجرح الناجم عن الختان يؤدي الى التهابات حادة أو قد يؤدي للاحتقان البولي والالتهابات والالتصاقات التي ينتج عنها أحياناً انسداد قنوات فالوب، التي تعد من أهم أسباب العقم، بالإضافة إلى القروح المزمنة والتهابات المسالك البولية والكلى واحتقان الحوض المزمن، كما أنه يضعف من قدرة الفتاة على الإحساس أثناء المعاشرة الجنسية، أو ما يعرف بالبرود الجنسي، ما يؤدي إلى مضاعفات نفسية أو مشاكل زوجية.
يذكر أن صدور القانون الذي يجرم الختان جاء عقب وفاة طفلة إثر عملية تختينها، وصدور فتوى عن مفتي الجمهورية وأخرى عن المجلس الأعلى للبحوث الإسلامية تدينان الختان.