يتعلق الكثير من الأطفال بالصوم في شهر رمضان، في تقليد لعالم الكبار الذين يصومون أمامهم، وتخشى أسرهم من تجربة الصيام الأولى مع بنيتهم الضعيفة، والجو شديد الحرارة في شهر الصيف، لهذا يعد الصيام الأول للأطفال طقس يحتاج رعاية وعناية خاصة.

ينتظر معظم الأطفال شهر رمضان، ليبدأون في تقليد الكبار في الصيام، ويسيطر على أهلهم، مشاعر متناقضة، بين فرحتهم بأبنائهم الذي يريدون أن يلحقوا بعالم الكبار، وقلقهم عليهم من ناحية اخري، إلا تتحمل أجسامهم مشقة الصيام لضعفها، خاصة في ظل توقيت الصيام هذا العام، من توافقه مع فصل الصيف شديد الحرارة، ويتوقف صيام الاطفال على عدة عوامل كما يؤكد لـإيلافquot; الدكتور زكي بشري اختصاصي الصحة العامة، مشيرا إلى بنية الطفل، وحالته الصحية، ورغبته الشخصية فى الصيام.
واعتبر بشري، أن السن ليس هو المعيار التي يتحدد على أساسه الصيام فقط، ولكن عدة معايير أخرى مثل حالة الطفل الصحية، وبنية جسده، وطالب بضرورة متابعة الأطفال جيد أثناء الصيام، وفي حال ظهور أي عرض للاعياء عليهم فلابد من أفطارهم دون تأخير، واقترح أن يبدأ الطفل الصيام بشكل تدريجي، فيكون في البداية من الصباح حتى الظهر، ثم تزيد فترة الصيام كل يوم بعد أن يتأكد لدى الأسرة قدرة طفلها على الصوم، وفائدة ذلك أن ينظم جسم الطفل نفسه، بحيث تجرى جميع العمليات الحيوية المعتمدة على الماء بالسوائل المختزنة لديه، حيث يصبح قادرا على الصيام يوم كامل فيما بعد دون مشاكل.
واوضح اختصاصي الصحة العامة، أن الصيام لا يؤدى لضعف بنيان الطفل، ولكن التغذية الغير سليمة هي التي تؤدي لذلك، وطالب بضرورة احتواء وجبتي السحور والافطار على المعادن والفيتامينات والمواد الأساسية من نشويات وبروتينات ..الخ، الضرورية لحاجة الجسم طوال اليوم، وأكد على ضرورة تناول وجبة السحور، وطالب بتأخيرها قدر الامكان، منع الاطفال من الصيام دونه، وأكد أن حلول شهر رمضان مع فصل الصيف هذا العام يحتاج لعناية خاصة حتى لايتعرض الطفل الصائم للجفاف، بسبب نقص السوائل، والعطش الشديد الذي قد ينتج من لعب الأطفال وحركتهم المستمرة.
وطالب بشري، الأسر بحث أطفالها على تناول العصائر والسوائل خلال الفترة من الافطار إلى السحور، وتقسيم الوجبات قدر الامكان، لأن كثير من الاطفال الصائمين يحدث لهم اضطرابات معوية، نتيجة تناول كميات كبيرة من الاغذية في الافطار لتعويض صومهم، والافضل كما أكد بشري أن يكون هناك أكثر من وجبة بين الافطار والسحور، وأضاف أنه لا مانع من تناول بعض الفيتامينات خلال شهر رمضان لاستكمال حاجات الجسم. وحذر من صوم الاطفال المرضى، وأكد على أن الطبيب المعالج هو من يحدد أمكانية صيام الطفل المريض تبعا لحالته الصحية.