الاحباط والخوف والاضطرابات المتواصلة انفعالات تهدد الحياة، حتى ان مشاكل نفسية بسيطة قد تشكل خطر الموت على المدى الطويل.

خلصت دراسة وضعها معهد الدراسات النفسية والاضطرابات في جامعة كولونيا، الى أن الاحباط والخوف قد يؤديان الى الموت.وتخشى هذه الدراسة من وجود اعداد كبيرة من الوفيات بسبب هذه الحالات لم يتم تسجيلها لانها لا تكون عادة السبب المباشر بل ما ينتجها من أمراض. وكما ورد ايضا فان الشعور القليل بالاضطراب او الخوف او العصبية لا يعطيه الانسان أي اهتمام يذكر، وعندما تبقى هذا الحالة لأسابيع أو أشهر لا يفكر بمراجعة الطبيب المتخصص بهدف الاستشارة. وعند تعرضه لحالة من الخوف والذعر الشديدين نتيجة مشاكل نفسية لا يفكر بالاتصال بطبيب نفساني لمساعدته، ويعتقد بأنه بعيد كل البعد عن حالة الانهيار العصبي او الاصابة بمشاكل نفسية شديدة، لكن هذا الوضع قد يؤدي في حالات معينة للموت في النهاية.
وكانت الدراسة نتيجة تحليل الوضع النفسي لحوالي 70 ألف شخص في مختلف مناطق ألمانيا خلال فترة 10 سنوات، فاتضح ان نسبة الوفاة قد ارتفعت 21 في المائة وسط من يعاني من مشاكل نفسية متوسطة وحتى شديدة. ومع ان نسبة الوفيات عالية بين من يعانون من امراض نفسية خطيرة وشديدة وتطلب وضعهم دخولهم الى المصحات العقلية، لكن اتضح اليوم وبعد تجارب طويلة انه وحتى الاصابة النفسية الاقل خطورة تعرض المصاب بها لنفس المصير او ان احتمال تعرضه للموت أكبر مما كان يعتقد سابقا.
وأتت هذه النتيجة بناء على استمارات وزعت على أطباء علم نفس في كل أنحاء المانيا كانوا يعالجون 30الف مريض نفسي على مدى عشر سنة على التوالي، فاتضح ان ربع المرضى الذين عانوا من حالات نفسية شديدة توفي بسبب النوبات العصبية التي كانت تؤثر سلبا وبشكل كبير على وظيفة أعضاء مثل القلب والدماغ والكبد والكلى، وأهم الأمراض التي يصابون بها هي زيادة الوزن بشكل كبير والادمان على الكحول والسكري ، وهذه عناصر مساعدة تسبب الموت.
وخلال فترة الدراسة توفي 9400 مريض من بينهم 3400 نتيجة مشاكل في القلب و 2500 أصيب بالسرطان و500 لاسباب مختلفة منها الانتحار. واذا ما قورن عدد الوفيات بين حوالي 70 الف من المدخنين والذين يشربون كحول فانه أقل بنسبة تصل الى أكثر من سبعة في المائة. ولم تقدم الدراسة توصيات معينة للأطباء من أجل معالجة من يعاني من الاضطرابات النفسية نتيجة الضغوطات الحياتية وغيرها، بل توجهت الى المرضى انفسهم وطلبت منهم عدم ترك مصيرهم للمجهول واللجوء الى مختصين عند الشعور بالضيق الشديد ومواجهة المشاكل الصعبة والتعلم كيف يمكنهم التغلب على مشاكلهم والتعامل مع حالات الشدة.