يزور الصحراء العراقية لاسيما في المنطقة الغربية الكثير من هواة صيد الصقور ، الذي لا يستمتعون بالصيد فحسب بل بكرم أهل الصحراء ، ورمالها الحمراء وتنوع حيواناتها ووحدة تضاريسها .

بدأت الصحراء العراقية تستقطب عددا كبيرا من السياح الخليجيين وكذلك هواة الصيد المحليين ومن الدول المجاورة . ويستمتع السياح بقطع مساحات شاسعة من الاراضي الجافة التي تغطيها الرمال وتتباعد القرى ومساكن البدو فيها التي تشكل محطات استراحة للسائح والصياد نظرا للكرم الذي يتمتع به سكان هذه المناطق .
وتشكل أغلب مدن العراق محطات انطلاق للصحراء لان أغلب هذه المدن تقع على تخومها ، وتشكل مدن مثل السماوة والناصرية والنجف وكربلاء ( وسط وجنوب العراق ) ، والرمادي بأقضيته والنواحي التابعة له ( غرب العراق ) ، تشكل كلها مناطق انطلاق نحو رحلات ممتعة عبر سيارات الدفع الرباعي او سيارات الجيب .
وفي مدينة الناصرية ( 375 كم جنوبي العاصمة بغداد) ينطلق الكثير من هواة الصيد المحليين والخليجيين الى البادية الممتدة مئات الكيلومترات اذ تستخدم الصقور مثل الباز والباشق في ترقب الفريسة . ويشير خبراء اقتصاد الى ان استثمار الصحراء لم يحقق خطوات ملموسة لصالح الاقتصاد العراقي رغم ان المنطقة تشهد قدوم الكثير من الخليجيين.
وتمثل بادية الناصرية، احدى الوجهات التي يفضلها سواح خليجيون حيث يمارسون هوايتهم في الصيد والتنقل عبر البادية والتمتع بهدوئها ومناظرها الخلابة .
ويقول محمد الهاشمي الذي يعمل دليلا لزوار الصحراء المحليين والخليجيين ان اغلب السياحة في الصحراء الهدف منه الصيد اولا لكن السنوات الاخيرة شهدت سفرات سياحية الغرض منها استكشاف الصحراء والإطلاع على الحياة فيها خصوصا وانها تضم الكثير من المواقع الاثرية غير المكتشفة او التي اكتشفت حديثا وتنتظر التنقيب ، ولاسيما ان الصحراء بين العراق والسعودية شهدت الكثير من الأحداث الاسلامية على مر العصور.
ويقول الهاشمي : السائح يصطحب معه الاكل والمشروبات ، والخيم والفرش البسيطة حيث يمكنه حتى المبيت في الصحراء . ولا ينصح الهاشمي السائح باصطحاب اموال او مواد ثمينة تجنبا لحوادث التسليب التي هي نادرة جدا وبالتالي فلا داعي للقلق في هذا الشأن .
وبحسب الهاشمي فان اغلب السياح ينسقون رحلاتهم مع سكان المناطق الصحراوية او سكان المدن القريبة ، وبالتالي فان الرحلة الى عمق الصحراء ستكون مفيدة وممتعة وامينة بسبب وجود الادلاء. ويقول السائح القطري عمر محمد الذي يزور الصحراء الغربية في العراق انطلاقا من مدينة الأنبار حيث تجاور البادية ثلاث دول هي سوريا والأردن والسعودية ، وبصحبة معارف له ان هدوء الصحراء العراقية وتنوعها ، ومناخها المعتدل مقارنة بالدول المجاورة يجعل منها مكانا مثاليا للصيد والتأمل في الوقت نفسه .
ويتابع : صحراء العراق تحيط بها المدن الكبيرة ما يجعلها مريحة من ناحية التنقل والتزود بالمؤن . ونصب محمد مع رفاقه الخيم ، استعدادا لرحلة الصيد في عمق البرية ، حيث تستخدم سيارات الدفع الرباعي والبنادق الاوتوماتيكية في عمليات الصيد .
ويعتقد محمد ان الصحراء الغربية سيكون لها شأن في السياحة في المستقبل اذا ما تم تزويدها بالمرافق الخدمية الضرورية ، لاسيما العلامات المرورية الارشادية التي تفتقر اليها الامكنة. ويشير رعد المولى الذي يصطحب زوار الصحراء انطلاقا من مدينة النجف ( 160 كم جنوبي بغداد) ان من الضروري وجود وكالات سياحية تنظم الرحلات الصحراوية (سفاري) .
ويتابع : يمكن عبر هذه الوكالات ، نصب المخيمات وتنظيم حفلات الصيد والمطاعم في الهواء الطلق، مشيرا الى ان ذلك يحتاج الى مستثمرين. ويرى المولى ان سفينة الصحراء (الجمل) لم تستثمر ، ويمكن لها ان تكون عنصرا سياحيا جاذبا .
وتنعدم في العراق فرص الاستثمار السياحي الحكومي ، ويقتصر الامر على حالات فردية محصورة في عمليات الصيد في الكثير من الأحيان . ويرى المولى ان البدء باستثمار السياحة الصحراوية ، يسهم بشكل كبير في توفير فرص العمل لسكان الصحراء والتخوم المجاورة ، ويجذب الكثير من السياح الخليجيين . .
كما ينصح المولى بعدم التجول في أرجاء الصحراء لمسافة طويلة من دون دليل من اهل المنطقة. ويقول أحمد حسن من هيئة السياحة في كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد)ان المهرجان الصحراوي الوحيد في العراق هو مهرجان (الاخيضر) الذي انتظم من السبعينات ، ثم توقف حيث تسعى مديرية سياحة كربلاء الى إعادة تنظيمه.