تندرج منطقة غراند كانيون في عداد المعالم السياحية الأشد جاذبية في الولايات المتحدة بطبيعتها المذهلة في صحراء اريزونا.


تنداح أمام من يلقي نظرة على قاع هذا الوادي السحيق ستة ملايين سنة من عوامل التعرية بتأثير مجرى الماء مخترقا الوادي البالغ عمقه 1.6 كلم من الصخور غابرة القدم. وللمنطقة سحر غامض يستدرج الزائر الى أعلى الوادي أو ربما الى أسلفه لدخول أشهر صدع على الكرة الأرضية والنزول سيرا على الأقدام أو ركوبا على ظهور الخيل الى القاع الذي يشكل جزء من حوض نهر كولورادو عبر طرق تسبب الدوار لمن لا يتحمل الارتفاعات الشاهقة.
ويفضل بعض الزوار الانطلاق من حافة الوادي الشمالية البعيدة في حين يفضل البعض الآخر قطع الرحلة حافة تلو الأخرى ، بتغطية عرض الوادي كله سيرا على الأقدام. ويختار قلة من المغامرين ان تكون الرحلة حافة بعد حافة نازلين على سفح صاعدين على آخر ، ليعودا ثانية الى الجانب الأول نزولا. وهناك طريق بديل يقطع حلقة الحافة الجنوبية سيرا بالنزول على ممر ساوث كيباب الأشد انحدارا والأكثر انكشافا لقوى الطبيعة بامتداده نحو 12 كلم الى القعر. ويتوقف الزوار الذين يسلكون هذا الطريق لقضاء الليل في مخيم بجانب نهر برايت انجيل ثم عبور ممر الوادي الرئيسي ، برايت انجيل تريل ، الذي يمتد نحو 15 كلم.
وتنفد الموافقات على القيام بهذه الرحلة قبل أشهر من الموعد وخاصة خلال موسمي الخريف والربيع اللذين يكونان معتدلين في منطقة غراند كانيون. ويكون موسم الشتاء ثلجيا ممطرا وجامدا. وترتفع حرارة المنطقة في موسم الصيف عندما يكون الاقبال على زيارة الحافة في ذروته الى مستويات عالية بصورة استثنائية في باطن الوادي خلال ما تسميه ادارة المحمية الطبيعية quot;اشهر الخطرquot;.
ويحذر مارك وانر مدير مركز الاستعلامات في محمية بلاك كنتري من ان كثيرين لا يعرفون ما ينتظرهم في غراند كانيون إذا قاموا بزيارته في أشهر الخطر حتى إذا كانوا يظنون ان لديهم فكرة جيدة. وقال وانر ان رحلة السيرة على الأقدام من الحافة الى النهر في القاع اشبه بتسلق جبل بالمقلوب في ظروف مناخية بالغة القسوة ، سوى ان الوضع يختلف عن ذلك في غراند كانيون لأن الحقيقة الماثلة في ان هذه الظروف لا تكون محسوسة على الفور كما على قمة جبل يكسوه الثلج تجعل ظروف المنطقة على سحرها أشد غدرا.