ماذا تبحث معظم النساء لدى الرجل؟ سؤال نشر شهرًا كاملًا في قسم لايف ستايل، إستفتت به إيلاف قراءها، فأبدى نصف المشاركين تقريبًا اهتمام المرأة الأساسي في وضع الرجل المادي، ووزّع النصف الآخر بحثه بين شخصية الرجل ووسامته وبنيته الجسدية، ليحلّ أخيرًا اهتمامها عن مستواه التعليمي.


جاءت نتائج استفتاء إيلاف في قسم لايف ستايل على الشكل التالي: الوضع المادي 47,78 %، الشخصية 34,78 %، الوسامة 8,27% ، البنية الجسدية 5,41 % والمستوى التعليمي 3,75 %.

quot;إيلافquot; حملت هذه الأرقام الى المحللة النفسية رندة شليطا في بيروت، لتتعرّف منها على أسباب حلول الوضع المادي في المرتبة الأولى وتراجع الصفات الأخرى، فقالت:


نتيجة الإستفتاء جاءت ملائمة للعصر الحالي حيث باتت الأمور المادية من الأولويات بسبب الظروف الإقتصادية والمعيشية الضاغطة على الكثيرين. لذا فإنه كلما إزدادت متطلبات العصر كلما صار الإهتمام بالمادة أكبر.
فالأهل مثلاً، لم يعد بإستطاعتهم أخذ الخيار بعدم تعليم أولادهم أو عدم تقديم المستوى المعيشي الجيد لهم، لأن نظرة الآخرين المحيطين بهم باتت تُلزمهم بذلك وإلا سوف تنشأ لدى الأولاد عقد نفسية كثيرة.

وأضافت المحللة شليطا أن المجتمع بات ديمقراطياً من حيث الإستهلاك، بمعنى أن الجميع يبحثون عن تعليم أولادهم بأفضل المدارس وتقديم لهم اللباس الجيّد وشراء كل ما يلزمهم من أمور تكنولوجية لكي يبقوا على تواصل مع زملائهم. أي بات هناك مستوى معين أو حد أدنى لا يمكن لأحد أن يتراجع عنه حتى ولو كانت رغبته عكس ذلك.

فمنذ 30 عام وحتى اليوم، تتابع شليطا، تغيرت الأمور كثيراً وتغيرت الطبقات الإجتماعية بفضل المجتمع الإستهلاكي ووسائل الإعلام وصار أفراد المجتمع يقلّدون بعضهم بعضاً في كافة الأمور. وهذا يجعلنا نقول أنه من الطبيعي أن تأتي نتائج الإستفتاء لتضع الوضع المادي في الأولويات.

ففي ما مضى، كانت جميع النساء تتهافت على الأطباء وعلى أي شخص لديه مستوى تعليمي جيد، لكن النظرة تبدّلت كلياً، وصار للتاجر ولأي شخص يمكنه إنتاج الأموال، الحظوظ الوفيرة في الحصول على أفضل الفتيات من أفضل العائلات. كما تغيرت أفكار الأهل كلياً في مسألة تزويج بناتهم حيث صاروا يبحثون عن الرجل المنتج الذي يضمن لها حياة كريمة، بغض النظر عن مستواه التعليمي ووسامته.

أما بالنسبة للشخصية التي حلّت في المرتبة الثانية في الإستفتاء، فهي مسألة نسبية لأن كلٌ يفسّر الشخصية على هواه وكلٌ يصفها بعبارات مختلفة. وفي ما يخص الوسامة والبنية الجسدية، فكل شيء بات ممكناً في العصر الحالي مع وجود الأموال، حيث يمكن للرجل أن يهتم ببنيته الجسدية وبمظهره الخارجي ككل إذا ما توفرت لديه المادة.