على رغم غياب معالم السياحة العصرية والحديثة نقص الخدمات في أور العراقية ، الا ان الزائر يشعر انه أمام منطقة لم تُغيّر فيها يد الانسان الكثير، وبقيت كما هي على رغم الكثير من أعمال السرقة التي شهدتها وأدت الى فقدان الكثير من قطعها الأثرية المدفونة في الارض.


بغداد : في وقت بدأت فيه طلائع السائحين في الوصول الى مدينة أور التاريخية في الجنوب العراقي ، فان السائح الايراني علي أكبر يرى ان زيارة المدينة الأثرية يجب أن تكون على رأس الأولويات عند زيارة العراق ، نظرا للأهمية التاريخية للمدينة لاسيما عند المسلمين والمسيحيين واليهود. وفي جولة له في المدينة الأثرية ، يشيد أكبر بأهل المنطقة الطيبين كما يصفهم ، مستمتعا بآثار تقع وسط الصحراء المترامية الأطراف حيث يمكنك ان تتمعن عظمة المكان على رغم غموضه لاحتواه على الكثير من التلال غير المكتشفة إضافة الى مقابر الملوك التي غطتها الرمال ، والأخاديد بين بقايا اطلال الاثار .
يصف أكبر المكان بأنه عبارة عن متحف في الهواء الطلق نظرا للمواقع الأثرية الكثيرة التي تحيط بالمَعْلم الأكبر وهو الزقورة العظيمة .

عالم الآثار وليد نعمة الذي اصطحبنا الى المكان في رحلتنا التي بدأت من بغداد نحو الجنوب حيث مدينة الناصرية ( 375 كم جنوبي العاصمة بغداد) ، يعتقد ان المستقبل القريب سيشهد تحوّل المنطقة الى نقطة جذب سياحية رئيسية نظرا لأهميتها ، ووقوعها في وسط العراق بالقرب من الكثير من الآثار التاريخية وكذلك المدن الدينية .

ويتابع : ننتظر من التنقيبات المستقبلية ان تُظهِر الكثير من الآثار المدفونة لاسيما وان هذه المنطقة تضم العشرات من المقابر التي شُيّدت من الطين. ويضيف : هذه المقابر تضم نفائس أثرية لان السومريين كانوا يدفنون ملكهم مع نسائه بملابسهن وحليهن بعد قتلهن بالسم.

أسواق شعبية

يمكن للسائح القاصد لأور (17 كلم جنوب شرق مدينة الناصرية ) ، ان يزور مدينة الناصرية اولا للتزود باحتياجاته ، والتسوق والتمتع بالتجول في الأسواق الشعبية العريقة إضافة الى تناول الأكلات العراقية المشهورة في مطاعم المدينة لاسيما (الكباب) و (التشريب) ، ثم بعد ذلك يمكنه الانطلاق الى المدينة الأثرية. الوصول الى المدينة يتيح لك الشعور ان هذه المدينة متهيأة لاستقبالك ويتمثل ذلك بكلمات الترحاب والحفاوة والكرم من قبل الموظفين في المكان وسكان المنطقة . ويؤكد نعمة انه منذ ثلاث سنوات ازداد زخم الحركة السياحية للمكان على رغم انه مازال دون مستوى الطموح .

ويتابع : كان لأخبار نيّة بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر زيارة عاصمة للسومريين المرتبطة بالنبي إبراهيم الخليل حيث ولد فيها عام 2000ق.م ، ساهم في دفع كثيرين الى زيارة المكان. ويضيف أيضا : أتوقع ان يزور الكثير من المسيحيين الأوروبيين والغربيين المكان ، لان أور تقع ضمن خط المعالم التي يؤمها المسيحيون للحج الذي يبدأ بروما ثم كنسية المقدس في فلسطين ومن ثم مقام نبي الله إبراهيم الخليل في مدينة أور الأثرية. جدير ذكره ، ان النبي إبراهيم عاش في أور في الفترة بين 2000 و1700 قبل الميلاد ، حيث آمن بالله الواحد الأحد .

السائح امين رحيم ، وهو مغترب عراقي مقيم في السويد ، يصعد عبر درج الى أعلى الزقورة التي كانت في يوم من الأيام معبدا للآلهة في الأساطير السومرية. ويصف رحيم الزقورة بأنها شاهقة في بنائها حيث تتميز ببنائها المدرج . وتضم المدينة إضافة الى الزقورة الكثير من الأودية والتلال التي تمثل مقابر ملكية اكتشف الكثير من آثارها في فترة التنقيب الذهبية التي عرفتها المدينة بين سنتي 1922 و1934 .
وأور كانت عاصمة للسومريين عام 2100ق.م. ، وكانت بيضاوية الشكل تقع على مصب نهر الفرات في الخليج العربي قرب أريدو الا انها حاليا تقع في منطقة نائية بعيدة عن النهر بسبب تغير مجرى نهر الفرات.
ان افضل طريقة للوصول الى أور هو اتخاذ مدينة الناصرية محطة للانطلاق اليها. ويمكن السفر الى الناصرية اما بالسيارة او الطائرة الى مدينة البصرة ( 545 كم جنوب بغداد) ، او عبر مطار مدينة النجف ( 160 كم جنوبي بغداد)الى الناصرية ، او عبر مطار بغداد، ومن تلك الأمكنة جميعها يمكن الانتقال بالسيارة الى مدينة الناصرية.